المدارس الجيومرفولوجية في القرن الثامن عشر واثره في اثراء المعرفة وتطور الفكر الجيومورفولوجي |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-1-2021
![]()
التاريخ: 2025-01-09
![]()
التاريخ: 12/9/2022
![]()
التاريخ: 8/9/2022
![]() |
وقد كان للمدارس الجيولوجية المتعارضة أثرها البين في توسيع المعرفة الجيولوجية، ومن ثم اثراء الافكار الخاصة ببناء الارض، وتركيب الاشكال الارضية، فانتفعت الجيومورفولوجيا وافادت كثيرا من ارتباطها بالتقدم والنمو الذي حدث في حقل الجيولوجيا.
وأولى تلك المدارس تعرف بمدرسة نبتون، وكان يتزعمها الالماني أبراهام فيرنر (1750-1817) الذي يعد مؤسس الجيولوجيا الحديثة. وكان تؤمن بالنشأة الكيميائية للصخور الأولية، فهي عند تلك المدرسة أرسابات من محاليل مائية (ومن ثم نبتون اله البحر والماء عند الاغريق القدامى)، ومن الجبال القديمة نشأت الجبال الطباقية الصخر، ويلحق الجبال تغير وتحول بعد ذلك، يترتب عليهما تقرير نظام الصخور، وفي أثناء ذلك تسنح الفرص لاحتواء الحفريات بين طيات الصخور. واذا كانت هذه المدرسة قد جانبها الصواب في معرفة نشأة الصخور الاولية، فن الفضل يرجع الى زعيمها فيرنر في اظهار أهمية تأثير نوع الصخر الذي يؤلف بنية منطقة م على أشكال وتضاريس سطحها.
وكانت المدرسة الثانية تعرف باسم بلوتو ، وكان يتزعمها الاسكتلندي جيمس هاطون (1726-1797) وليوبولد فون بوخ (1774-1853) في ألمانيا وقد هاجمت هذه المدرسة آراء مدرسة نبتون فيم يختص بنشأة الصخور الاولية، وقالت بنشأتها في أعماق الارض (بلوتو: اله باطن الارض عند الاغريق القدامى). والى هذه المدرسة يرجع الفضل في ارساء المبادئ الصحيحة لدراسة الصخور النارية والمتحولة، كما ابتدعت نظرية الرفع لتفسير بناء الجبال، والواقع ان جيمس هاطون كان أول من أدخل التجريب سنة1791 في الدراسة الجيولوجية. وكان انماء وتطوير منهج الدراسات الاستراتيجرافية سنة 1796 على يد وليم سميث (1769-1839) آخر حلقة في سلسلة هذا التطور الجيولوجي المبكر، وبواسطة اتباع هذا المنهج أمكن اجراء المقارنة والموازاة بين الطبقات المتشابهة والحفريات المتماثلة في جهات متباعدة عن بعضها.
وبظهور نظرية الفجائية او الطفرة على يد كوفيير (1762-1839) كان من الممكن ان يتوقف الفكر، وتنتهي كل المشاكل بالحل الفجائي، فجميع اشكال سطح الارض ترجع في نشأتها الى عمليات فجائية أحدثت وتحدث التغيرات الرئيسية في سطح الارض بسرعة مفاجئة. لكن ظهرت أفكار أخرى معاصرة تؤمن بالتطور تبلورت في مبادئ بقيت على الزمن لثبوت صحتها. وتنسب تلك الافكار لعدد من العلماء المتعاصرين أهمهم جيمس هاطون (1726-1797) في بريطانيا، وفون هوف (1771-1837) في المانيا، ثم جون بلايفير (1748-1819)، وفسراها من بعده، وبالتالي حفظاها من الضياع، ثم تشارلز داروين.
وتنسب لجيمس هاطون عبارة مشهورة كان لها أثرها البين ف تطور الدراسات المورفولوجية هي: (ان الحاضر هو مفتاح لدراسة الماضي)، ذلك ان تفسير التغيرات السالفة التي انتابت سطح الارض يأتى عن طريق التعرف على العمليات في تشكيله في وقتنا الحاضر. وقد كتب جيمس هاطون في مؤلفه الذي صدر سنة 1795 بعنوان (،ظرية الارض) ان الجبار قد تكونت نتيجة لحفر الوديان، وان الاودية يتم حفرها بواسطة النحت باحتكاك المواد الصلبة الاتية من الجبال.
وتنسب أيضا لفون هوف عبارة بنفس المعنى السالب الذكر لهاطون : ان تطور سطح الارض سمكن تفسيرها عن طريق القوى المؤثرة فيه حاليا.
وقد تأسس على هذه الافكار مبدأ لتطور التدريجي المنتظم البطيئ، ذلك ان كل التغيرات التي تحدث في وجه الارض قد تمت، وتتم بطريقة تدريجية، استغرت وتستغرق ازمانا طويلة. وقد تلقف باليفير آراء هاطون وعرضها وفسرها واضاف اليها في كتابه الذي نشره عام 1802 بعنوان: (أيضاحات لنظرية الارض لهاطون) وقد عرف وحدد وبسط آراء هاطون الخاصة بمبدأ التطور التدريجي البطيئ للاشكال الارضية.
اما تشارلز ليل فكان أشد المتحمسين لفكرة التطور المنتظم التدريجي البطيء، واصبحت المفهوم الرئيسي الذي جعله محور دراساته في مؤلفه أصول الجيولوجيا (18301832) والذي اعتبره (محاولة لتفسير التغيرات السالفة لسطح الارض بالرجوع الى الاسباب (القوى) الدائبة العمل في وقتنا الحاضر).
وكان لنظرية تشارلز داروين (1809-1882) الخاصة بالوراثة أثرها في أرساء قواعد التتابع والتطور التدريجي.
وقد اطلقت هذه الافكار المنان للبحث العلمي الجيومورفولوجي، فأخذ بالتقدم حثيثا. ومع بعض التحفظات المعلومة، يمكن القول بأهمية مبدأ الاستمرارية، الى جوار التطور التدريجي البطيء ورغم هذا فأن مبدأ الطفرة، على هوائه لا يمكن انكاره تماما.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|