المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

معنى كلمة متع
1-9-2022
فائدة علم الرجال واحتياج الفقيه إليه.
ري الرز
2024-03-27
Seeking Approval to Spend Money
2024-09-11
أزيد الرصاص Lead Azide
24-10-2016
الوظائف الأساسية للجذر
15-2-2017


الأسباب التي تؤدي إلى استحكام بناء الأسرة  
  
1583   02:40 صباحاً   التاريخ: 4/9/2022
المؤلف : حبيب الله طاهري
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة وطرق حلها
الجزء والصفحة : ص101ــ109
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

مما يجب تأكيده هنا هو أن الأسرة ينبغي أن تكون ذات أسس متينة تكون عاملاً لثباتها واستقرارها وطمأنينتها، ويجب أن لا تؤثر الأذواق المختلفة على تربية الجيل الجديد كما يجب المحافظة على كيان الأسرة من التزلزل.

إن العوامل التي تؤدي إلى دفع المخاطر عن الأسرة كثيرة ومتنوعة منها ما يتعلق بالزوجين واخر يتعلق بالمجتمع وغيره يتعلق بالحكومة، نشير هنا إلى بعض العوامل باختصار:

ألف - العوامل المتعلقة بالزوجين:

إن الأسباب التي تبعث على استقرار الأسرة وطمأنينتها كثيرة منها:

١- التقوى والطهارة:

وهذا العامل هو الأساس الذي تعتمد عليه الأسرة في بنائها الأول إذ إن التقوى والطهارة التي تشمل الأقوال والأفعال والابتعاد عن الخداع والحيل وابتعاد الزوجين عن المفاسد المختلفة. والتقوى من الضروريات الأكيدة لأنها رأسمال طالما أكد عليه الإسلام وهي أساس الدين الإسلامي، فإذا وصل كل من الزوج والزوجة إلى مرحلة من مراحل حياتهما لا يستطيعان فيها حفظ نفسيهما، فهنا ينبغي أن نقرأ الفاتحة على حياتهما الإسلامية ولا مجال هنا لوجود استقرار وأمن وطمأنينة في وسط هذه الأسرة. لذا يجب أن تكون عينا الزوجين على قدر من التقوى يمنعهما من النظر المحرم وكذا الأذن واللسان فلا يسمعا الغيبة ولا يقولا إلا الكلام الطيب، وأن تكون خطواتهما خطوات صالحة بعيدة عن السوء وعلى الزوجة خصوصاً أن تراعي التقوى في خروجها من بيتها فلا تتعطر ولا تدخل أي بيت كان سواء كان من الأقارب أو الأصدقاء أو الآخرين.

٢- المحافظة على العفاف:

على الزوج والزوجة أن يحافظا على أعينهما وأعضائهما الأخرى من الوقوع في المحرم خاصة النظر، قال الإمام الصادق (عليه السلام) النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة(١).

وقال (عليه السلام) أيضا: من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء أو غض بصره لم يرتد إليه بصره حتى يزوجه الله من الحور العين(2).

لقد وردت التأكيدات الكثيرة على حفظ عفة المرأة والرجل.

ولكن ما ورد بشأن المرأة أكثر لأن الإسلام أراد من المرأة أن تكون ذات مظهر عفيف كي لا يستطيع الاخرون التمتع برؤية قامتها بشكل مثير إلا عن الطريق المشروع وهو الزواج ذلك الرباط المقدس، وحول المرأة ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (اشتد غضب الله على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها)(3).

وقد أشارت التجارب الاجتماعية إلى عدم استعداد المرأة للعيش مع زوج يتعدى على اعراض الاخرين وكذا الزوج الذي يرى زوجته تملأ عينها من غيره على حد تعبير الحديث الوارد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن حياة زوجها معها تكون غير مستساغة، ومثل هذين الزوجين لا تستمر حياتهما الزوجية وسرعان ما ينحرفان إلى طريق الفساد والانحلال الخلقي فينبغي المحافظة على العفة العامة لأنها من العوامل التي تساهم في ثبات واستقرار الأسرة المسلمة.

٣- رعاية الحقوق (اداء الحقوق):

من العوامل المهمة في حفظ كيان الأسرة رعاية كل من الزوجين حقوق الآخر، لأن رعاية الحقوق تجعل الحياة الأسرية دافئة، وتجعل كل عضو من أعضاء الأسرة يشعر بأنه جزء لا يتجزأ منها.

٤- المشاركة في السراء والضراء:

من علامات العلاقات والروابط المتينة الصميمية بين الزوجين الانسجام والثقة المتبادلة والمشاركة في أحزان ومسرات بعضهما البعض لتمهيد الأرضية اللازمة لبسط خاطر الزوجين من خلال مشاركة أحدهما للآخر، فالحياة الزوجية تطرح قضايا تشد الزوج إلى الزوجة وكذلك العكس، إن الإنسان بطبيعة الحال يجب أن يشاركه الآخرون في أفراحه وأحزانه، وعلى المرء أن يشعر أن علاقته بزوجته علاقة متينة حيث يحس كل منهما أن وجود الطرف الآخر هو جزء لا يتجزأ من وجوده وفي هذه الحالة ستكون العلاقة الزوجية جيدة ومبنية على أساس قوي يجعل الحياة الزوجية دائماً مليئة بالانشداد والسعادة، وبغير ذلك سيكون الزوجان في حياتهما كالغريبين اللذين يعيشان في مكان واحد، حيث يعودان إلى المنزل وقد ملأ كل منهما بطنه بفطيرة من السوق، وفي المنزل يأخذ كل منهما زاوية ويمسك بمجلة أو صحيفة أو يشاهد فيلماً ما حتى يحين وقت النوم فينامان، وفي صباح اليوم التالي يتوجه كل منهما إلى محل عمله وينشغلان بأعمالهما الادارية وغير الادارية، ولا يعلم الزوج إلى أين تذهب زوجته ولا تعلم الزوجة أين يذهب زوجها، وإذا سأل أحدهما الآخر مثلا بعد ذلك أين كنت حتى هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ فسوف لا يلقى الجواب المناسب، ومعلوم أن مثل هذا البناء الأسري لا يكون بناءً محكماً وسرعان ما ينهار خلافا لما هو عليه حال الزوجين المتحابين المتفاهمين اللذين بنيا علاقاتهما على التفاهم والتعاون والمشاركة في الأفراح والأحزان.

٥- تلبية الرغبات المشروعة لكل منهما تجاه الاخر:

إن للمرأة والرجل تطلعات ورغبات في ظل الزواج وقد أحاطها الدين الإسلامي الحنيف بالاهتمام المناسب لأن تلبية تلك التطلعات المشروعة ستكون باعثاً على الأمل وتآلف القلوب أكثر فأكثر.

ومن رغبات الزوجين أحدهما من الآخر أن يهتم بالنظافة والتجميل وبالتالي العمل لإرضاء اللذة البصرية المشروعة. لذا ورد التأكيد في الإسلام أن على المرأة أن تتزين لزوجها، وعلى الرجل أن يلبي رغبات زوجته حيث يجد كل منهما في ظل الزواج ميلاً نحو الآخر وينبغي أن يشبع كل منهما غريزة الاخر كي لا يحتاج إلى الميل للغير الذي يؤدي إلى الانحراف، وعليهما أن يبتعدا عن سبل الانحراف ليبقى كل منهما عفيفا طاهرا.

٦- وجود الابن:

من العوامل التي تساهم في استقرار الأمن والطمأنينة في الوسط الأسري وجود الأولاد وكثيرا ما يتعرض كيان الأسرة إلى الانهيار جراء عدم وجود الولد فقد تحدث حالات طلاق وافتراق بين الزوجين لعدم وجود الولد، ومما لا شك فيه أن وجود الولد في الأسرة يبعث على الفرح والسرور ويكسب الحياة الزوجية الدفء والحنان لأن وجوده هو ثمرة الزواج كما أن الزوج والزوجة يعيشان وكلهما أمل في أن يرزقهما الله ولداً لأن ذلك من عوامل كمال الأسرة، لذا فإن لوجود الابن الدور الأساسي أيضاً وهو مظهر من مظاهر وحدة الوالدين لأن وجود الأب والأم يتمثل في وجود أولادهما، ويكسب الأولاد البناء الأسري استحكاماً أكثر لأن الزوجين اللذين يكون لهما أولاد وقد تحصل بينهما في مسيرة حياتهما بعض حالات سوء التفاهم مثلاً فهما لا يفكران في الانفصال بسرعة، وإن فكرا في ذلك فإن وجود الأولاد سيكون عامل وحدة الأسرة، وسيفكر كل من الوالدين بمصير الأولاد بعد الانفصال مثلا.

٧- الحد من التوقعات:

مما لا شك فيه أن للرجل والمرأة توقعات من كل منهما للآخر فالرجل مثلاً يدور في ذهنه وهو يعمل من الصباح حتى المساء أن يجد زوجته عند عودته إلى البيت وقد هيأت الطعام وارتدت الملابس النظيفة وستستقبله ذلك الاستقبال الذي يرغب به، وفي الوقت نفسه تتوقع الزوجة من زوجها أن يقدر زحماتها وجهودها التي تبذلها في البيت كالاهتمام بالأطفال والقيام بالتنظيف وتهيئة الطعام واللباس وغير ذلك، وهنا أمران الأول هو أن يقدر الزوجان كل منهما عمل وجهد الآخر ويشكر خدماته وجهوده وهو ما يبعث على اكساب الأسرة حرارة وحيوية، وبهذا يشعر كل منهما أن هناك من يقدر أتعابه ومسؤولياته.

والأمر الثاني هو أن يعتمد الزوجان كل منهما على نفسه في ادارة الشؤون المختصة به ولا يتوقع من الطرف الآخر أن يقوم بمهامه وإذ بادر أحدهما لمساعدة الاخر فإن هذا سيكون في غاية السعادة والسرور، وإذا تصور كل منهما أن الآخر بمنزلة الخادم فسيكون الجو المخيم على الأسرة جوا مليئاً بسحب الخلافات والتوقعات الاستعلائية التي تجعل الملامة والمسائلة هي الحاكمة في جو الأسرة.

٨- تحمل كل من الزوجين للآخر:

إن بني البشر ليسوا معصومين ولا هم بعيدون عن النقص والخطأ، وكذا الزوجين فكل منهما ذو نواقص وأخطاء في الأخلاق أو السلوك، وهما قبل كل شيء على قدر من الاختلاف في الأخلاق والطباع والخصال والصفات ووجهات النظر، ومن المؤكد أنهما إن لم يتحمل أحدهما الآخر وينسجم مع طباعه فإن حياتهما الزوجية ستواجه الفشل، وإذا لم يحدث ذلك فسيكون كل منهما منافساً للآخر ومتسلطاً عليه في اثبات رأيه وتقديم وجهة نظره، فيجب هنا التغاضي عن بعض الأمور والسعي لرفع النواقص وتحمل أحدهما الآخر لتكون الحياة حلوة ويكون الأجر الأخروي من نصيب من يتحمل شريك حياته ويصبر عليه

لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب في ذلك الأجر أعطاه الله ثواب الشاكرين)(4).

وورد كذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ... ومن صبر على خلق امرأته واحتسبه أعطاه الله له بكل مرة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب على بلائه وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة رمل عالج.... »(5).

ب - عوامل الأمن والاستقرار المتعلقة بالمجتمع والحكومة:

هناك عوامل عديدة في المجتمع تبعث على ثبات واستقرار بناء الأسرة وعدم انهياره نشير إليها باختصار.

١- الإسلام وطهارة الناس:

سعى الإسلام إلى اقتلاع جذور الفساد ورفع عيوب الناس من خلال التربية الإسلامية الصحيحة، فإذا صلح المحيط الاجتماعي وابتعد عن العلاقات غير المشروعة وخلا المجتمع من الأفراد المنحرفين فإن الأمن والاستقرار سينشر ظلاله على الأسرة التي هي نواة المجتمع. لذا سعى الإسلام لإبعاد الأسرة عن سبل الفساد وقد منع مجالس اللهو والفساد.

٢- الإسلام والرقابة الاجتماعية:

لقد حث الدين الإسلامي المسلمين على ممارسة مهمة الرقابة الاجتماعية إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. إن هذه المسؤولية عريضة واسعة الأبعاد ولذلك فإن المسلم لا يمكن أن يتخلى عن هذا الواجب فممارسة الرقابة من قبل الحكومة على الناس ومن قبل الناس على الحكومة مسؤولية عامة.

ووجود مثل هذه المسؤولية من شأنه أن يكون عاملاً مؤثراً في المحافظة على نظافة وطهارة وسلامة المحيط من المفاسد الاجتماعية، وأن تفوت الفرصة على الانتهازيين وأصحاب التوقعات اللامشروعة.

٣- السيطرة على أسباب التعرض للناس:

من القضايا المهمة التي تسبب انهيار بناء الأسرة وجود أسباب ايجاد المضايقات والتعرض لأعراض الناس، وتقع على المجتمع المسلم وظيفة الوقوف أمام تلك الأسباب من خلال التواصي بين أفراد المجتمع لمنع انتشار المحرمات كي تبقى الأسرة مصونة من الانحراف.

٤- السيطرة على مراكز الافساد:

من الأمور التي تهدد كيان الأسرة انتشار مراكز الفساد والفحشاء. وعلى المجتمع الإسلامي أن يقف بقوة أمام انتشار هذه المراكز، وعلى الحكومة الإسلامية أيضاً أن تلغي وتمنع وجود تلك المراكز في البلد المسلم .

٥- تطبيق القوانين:

ومن الأسباب التي تدعو إلى توفير الأمن والاستقرار للأسرة هو التطبيق الدقيق والصحيح للقوانين الإسلامية بمختلف أنواعها كالتعزيرات والحدود واجراء العقوبات الإسلامية الأخرى.

٦- الإرشاد العام:

وهو عامل مهم ومصيري ينبغي أن لا يغفل عنه الناس لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من دعائم استقرار المجتمع المسلم. وتتسع دائرة الإرشاد العام في الإسلام حيث يقول القران الكريم:

{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة: 71].

وإذا مارس أفراد المجتمع واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن ذلك سيسفر عن صلاح ذلك المجتمع ويوفر الأمن والاستقرار للأسرة.

٧- واجبات الحكومة:

تقع في هذا المضمار على الحكومة وظائف وواجبات ينبغي أن تقوم بها على مستوى البلاد، وتشمل تلك الوظائف والواجبات التشجيع على الزواج ورفع العقبات من أمام هذا الأمر، ومنح طالبي الزواج القروض اللازمة لتأمين نفقات الزواج، وتقديم المتزوجين على غيرهم في فرص العمل، ودعم الأسر مالياً واقتصادياً، وتقديم الحماية القانونية للحياة الأسرية والحد من حالات الطلاق والتشدد في ذلك حتى يتم توفير الحماية اللازمة للأسرة من أجل استمرار الحياة الزوجية بأمن وطمأنينة من خلال توفير فرص العمل وايجاد الأمن الفكري والنفسي.

______________________________

(١) وسائل الشيعة ج ١٤ص ١٣٨ و ١٣٩.

(٢) وسائل الشيعة ج ١٤ ص ١٣٨ و ١٣٩ .

(3) لئالئ الأخبار ص ٤٩٦.

(4) وسائل الشيعة ح١٤ ص ١٢٤.

(5) وسائل الشيعة ح١٤ ص١١٦. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.