المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الأطفال والأعمال المنزلية - كيف تعلم أبناءك تحمل المسئولية  
  
1413   03:59 مساءً   التاريخ: 1/9/2022
المؤلف : ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف
الكتاب أو المصدر : سر الطفل السعيد
الجزء والصفحة : ص113 ـ 115
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

إليك طريقة جيدة لكي تخفف عن نفسك أعباء المنزل، وتساعد في إعداد أبناءك للحياة الناضجة، كل هذا في آن واحد!.

في استراليا يبدو الأطفال مرفّهين، حتى أننا نندهش عندما يترامى إلى مسامعنا أن هناك كباراً - في العشرينات من العمر - يعيشون في بيوت يتولى فيها الأكبر سناً مهمة إعداد الطعام والملابس لهم! إن الكثير من الأطفال الاستراليين لا يكبرون (بمعنى أنهم لا يتحملون مسئولية أنفسهم أو يتدبرون شؤون أنفسهم)، قبل أن يصلو إلى بداية العشرينات، وينطبق هذا بشكل خاص على الأولاد. ربما يكون زوجك أحدهم!

أما في كل أنحاء العالم من نيبال إلى غينيا الجديدة إلى نيكاراجوا؛ فإنه من الطبيعي أن يكون للطفل مسؤوليات يتحملها. إن الطفل يكون تحت عناية أحد الكبار (أي أنه لا يترك بلا مراقبة كما هو الحال بالنسبة للكثير من الأطفال الغربيين المرفهين)، ويتولى مجموعة من المهام اليومية التي ينجزها في هدوء ورضا وشعور واضح بالفخر، كما أن هناك بالطبع وقتاً للعب. والنتيجة هي أن هذه الطفولة العاملة تتدفق بلطف ويسر نحو الحياة الناضجة. من أين طرأت لنا فكرة أن الطفولة ما هي إلا (غرفة انتظار)، تسبق بداية الحياة الحقيقية؟

هل يمكننا أن نضطلع بمهمة أفضل وأن نساعد أبناءنا على الاستعداد لتحقيق الكفاية الذاتية في سن النضج؟ بالطبع ولعل إحدى الطرق لذلك منحهم عملاً يقومون به، يمكنك أن تبدأ في سن مبكرة جداً - منذ الثانية ـ حيث يمكن أن يقوم الطفل بأداء مهمة يومية صغيرة مثل وضع أدوات المائدة.

سوف تتزايد المهام شهراً بعد شهر؛ تخير المهام المنظمة السهلة مثل عناية الطفل بنفسه، بالإضافة إلى مشاركته في الأعمال التي تخدم متطلبات الأسرة ككل، وبما أن يبلغ الطفل الرابعة يمكنه أن يعد المائدة، كما يمكنه أن يعيد الصحون إلى حوض المطبخ، وكلما كبر الطفل، سوف تجد من اليسير أن تضيف إليه المزيد من المهام. ذكر أبناءك بمهامهم؟ وتابعهم إلى أن يصلوا إلى الحد الذي يتذكرون فيه بأنفسهم ما عليهم من مهام. اثنِ عليهم، وافخر بهم، ولكن لا تبالغ فإنهم لا يصنعون المعجزات؛ وإنما يقومون بما يجب عمله.

لقد ظهرت هذه الأيام عواقب وخيمة من جراء الإفراد في الاعتزاز بالنفس والاهتمام بمدح الأبناء وتقديرهم لما يبذلونه لمن جهد، إنه لمن الأكثر أهمية أن نتذكر أن تقدير النفس ينبع من المشاركة، ودون أن يعرف الطفل مكانه ويسعى للمشاركة، سوف تتكون لديه صورة نرجسية عن نفسه، ويتحول إلى بالوناً كبيراً سوف يفرغه العالم عندما يمضي بعيداً عن ثناء الأم والأب.

إن مثل هذه الطريقة التلقائية المتدرجة هي التي تجعل مراحل العمر التالية أسهل في تخطيها فيما بعد. إن المراهق الذي اعتاد أن يكون متعاونا منذ أن بدأ الإدراك لن يستطيع أن يتخلى عن دوره، وسوف يتحول الأمر ببساطة إلى روتين في حياته. إنك تتطلع إلى أن يقوم هذا الشخص الصغير مع بلوغ الثامنة عشر بنفس كم العمل الذي يقوم به أي من الأبوين، مثل أن يطهو على الأقل وجبة عائلية واحدة في الأسبوع، أو يكون مسؤولا عن إحدى المهام العائلية. أما إن كان الأبناء سوف يتقاسمون العمل فيما بينهم، فيمكن منحهم مزيجاً من الأعمال التي يحبونها ويستمتعون بها، ولكن بالإضافة إلى جزء من الأعمال التي لا تروق لهم حتى يتسم الأمر بالواقعية تماماً كما هو الحال بالنسبة للشخص الناضج.

وماذا عن المذاكرة؟ يمكن إجراء بعض التعديلات في أوقات الامتحانات والضغوط المصاحبة لها. ولكن بصفة عامة يجب أن تكون المذاكرة والأعمال المنزلية ببساطة بمثابة (عملهم اليومي)، كما يجب ألا تمنعهم المذاكرة من المشاركة في الأعمال المنزلية.

تذكر أنك تعمل على تنمية كفاءتهم في كل الجوانب الأساسية من الحياة، مثل الطهو، والتنظيف، وغسيل الملابس، والعناية بالحيوانات، وإعداد الميزانية، وإدارة الوقت بالإضافة إلى التفاوض والعمل الجماعي!، وهكذا عندما يترك أبناؤك المنزل ويتزوجون، سوف يكونون قادرين على العناية بأنفسهم على أكمل وجه، بل إنهم سوف يتزوجون مبكراً حتى يفروا من كل هذا العمل! 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.