أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016
2164
التاريخ: 13-1-2016
3403
التاريخ: 31-10-2018
2130
التاريخ: 7-4-2022
1983
|
إن ولاية أولياء الله وطاعتهم واتباعهم ينبغي أن يكون بدافع ابتغاء مرضاة الله ورغبة في النجاة والفوز وطلبا لسعادة الدنيا والآخرة.. وان لا يكون لمصالح دنيوية والتي تكون حاجزة عن الكمال الروحي وتكون حجر عثرة في طريقه إلى رضوان الله وقربه.
ولو ألقينا نظرة على تاريخ ما قبل الإسلام لوجدت نماذج طيبة عاشت الولاء الصادق وانتظرت النبي (صلى الله عليه وآله)، وظهوره وهجرت مصالحها أملاً في الالتحاق بركبه ونصرته وواحد من أولئك هو سلمان الفارسي الذي كان يعيش عيشة الرخاء والنعمة.. وتخلى عن ذلك حينما سمع الأخبار بظهور نبي وسارع إلى الالتحاق به ونصرته وطاعته والعمل بشريعته.
وهناك نماذج منحرفة وضالة قد انتظرت ظهور النبي (صلى الله عليه وآله)، عند سماع أخبار قرب ظهوره من الأخبار والكتب المقدسة ومنهم بعض يهود خيبر أهل الأموال والتجارة، وهم كانوا يأملون أن يكون ذلك النبي منهم ويشترطون المصالح والمكاسب المادية مقابل ولاءهم للنبي ونصرته.. ولكن حينما ظهر النبي (صلى الله عليه وآله)، من قريش انقلبوا على الأعقاب وقاموا بالوقوف بوجهه ووجه دعوته ومحاربته بدل ولايته ونصرته والإيمان به.. وقد خسر هؤلاء نعمة الفوز بولاية النبي (صلى الله عليه وآله)، وطاعته لأنهم جعلوه مشروطا بشروط غير صحيحة ودنيوية.
وسوف يبتلى الناس بهذا الامتحان ليختبر صدقهم وإيمانهم قبل ظهور الإمام المهدي فينقسم الناس إلى طائفتين طائفة يكون ولائها وطاعتها للإمام المهدي بدون قيد أو شرط بل يبتغون مرضاة الله حتى ولو كان بالتضحية بمصالحهم وامتيازاتهم ومواقعهم وعناوينهم.. ومنهم من يحارب الإمام بعدما كان يترقب ظهوره إلا أن انتظارهم كان مشروطاً بالحصول على المواقع والامتيازات والمكاسب المادية.
وإذا أردت أن تكون من الناجين من هذا الابتلاء، بل من الفائزين باتباع الإمام وطاعته فيكون ذلك عن طريق التزام طريق التقوى والعمل الصالح والالتزام بتقليد العلماء المخلصين الذين أمرنا أهل البيت باتباعهم وتقليدهم حسب ما جاء في وصية الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، للشيخ المفيد في رسالته وسؤاله لمن نتبع في زمن غيبتك فقال: (فأما من كان من الفقهاء صائناً لدينه مخالفاً لهواه ومطيعاً لأمر مولاه فعلى العوام أن يقلدوه وان الراد عليهم كالراد عليّ والراد عليّ كالراد على الله)، وهكذا يكون الموالون في مأمن من الوقوع في شراك الشيطان وارتكاب الذنوب والمعاصي ويكونون من الناجين من خطر الابتعاد عن تولي أولياء الله ومعاداة أعداء الله.
وأما إذا أردت ان تعرف تفاصيل اسلام سلمان (رضي الله عنه)، فإليك قصتها حسب ما ورد في كتاب بحار الانوار: ج22، ص353، باب11، ونقلها من كتاب (إكمال الدين).
قصة إسلام سلمان الفارسي (رضي الله عنه) وولايته الصادقة للنبي وأهل مدته:
إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وسلمان الفارسي وأبا ذر وجماعة من قريش كانوا مجتمعين عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لسلمان: يا أبا عبد الله إلا تخبرنا بمبدأ أمرك؟ فقال سلمان: والله يا أمير المؤمنين لو أن غيرك سألني ما أخبرته، أنا كنت رجلا من أهل شيراز من أبناء الدهاقين وكنت عزيزا على والدي فبينا أنا سائر مع أبي في عيد لهم إذا أنا بصومعة وإذا فيها رجل ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله، وأن محمدا حبيب الله، فرسخ وصف محمد (صلى الله عليه وآله)، في لحمي ودمي فلم يهنئني طعام ولا شراب، فقالت لي امي: يا بني مالك اليوم لم تسجد لمطلع الشمس؟ قال: فكابرتها حتى سكتت، فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق في السقف فقلت لأمي: ما هذا الكتاب؟ فقالت: يا روزبه إن هذا الكتاب لما رجعنا من عيدنا رأيناه معلقا، فلا تقرب ذلك المكان فانك إن قربته قتلك أبوك، قال: فجاهدتها حتى جن الليل فنام أبي وأمي فقمت وأخذت الكتاب وإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من الله إلى آدم أنه خالق من صلبه نبيا يقال له: محمد، يأمر بمكارم الأخلاق وينهي عن عبادة الأوثان، يا روزبه ائت وصي عيسى وآمن واترك المجوسية، قال: فصعقت صعقة وزادني شدة قال: فعلم بذلك أبي وأمي فأخذوني وجعلوني في بئر عميقة، وقالوا لي: إن رجعت وإلا قتلناك، فقلت لهم: افعلوا بي ما شئتم، حب محمد لا يذهب من صدري، قال سلمان: ما كنت أعرف العربية قبل قراءتي الكتاب، ولقد فهمني الله عز وجل العربية من ذلك اليوم قال: فبقيت في البئر فجعلوا ينزلون في البئر إلي أقراصا صغارا.
قال: فلما طال أمري رفعت يدي إلى السماء فقلت: يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلي فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه، فأتاني آت عليه ثياب بيض فقال: قم يا روزبه، فأخذ بيدي وأتي بي إلى الصومعة فأنشأت أقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله، وأن محمدا حبيب الله، فأشرف علي الديراني فقال: أنت روزبه؟ فقلت: نعم، فقال: اصعد فأصعدني إليه وخدمته حولين كاملين، فلما حضرته الوفاة قال: إني ميت فقلت له: فعلى من تخلفني؟ فقال: لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه إلا راهبا بأنطاكية، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح، وناولي لوحا، فلما مات غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح وسرت به إلى أنطاكية وأتيت الصومعة وأنشأت أقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله، فأشرف علي الديراني فقال: أنت روزبه، فقلت: نعم، فقال: اصعد فصعدت إليه فخدمته حولين كاملين، فلما حضرته الوفاة قال لي: إني ميت، فقلت: على من تخلفني؟ فقال: لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه إلا راهبا بالإسكندرية فإذا أتيته فأقرئه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح، فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح وأتيت الصومعة وأنشأت أقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله، فأشرف علي الديراني فقال: أنت روزبه؟ فقلت: نعم، فقال: اصعد فصعدت إليه وخدمته حولين كاملين، فلما حضرته الوفاة قال لي: إني ميت فقلت: على من تخلفني؟ فقال: لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه في الدنيا وإن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد حانت ولادته فإذا أتيته فأقرئه مني السلام، وادفع إليه هذا اللوح، قال: فلما توفى غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح وخرجت، فصحبت قوما فقلت لهم: يا قوم أكفوني الطعام والشراب أكفكم الخدمة؟ قالوا: نعم، قال: فلما أرادوا أن يأكلوا شدوا على شاة فقتلوها بالضرب، ثم جعلوا بعضها كبابا وبعضها شواء فامتنعت من الأكل، فقالوا: كل فقلت: إني غلام ديراني وإن الديرانيين لا يأكلون اللحم، فضربوني وكادوا يقتلونني فقال بعضهم: امسكوا عنه حتى يأتيكم شرابكم فانه لا يشرب، فلما أتوا بالشراب قالوا: اشرب؟ فقلت: إني غلام ديراني وإن الديرانيين لا يشربون الخمر، فشدوا علي وأرادوا قتلي، فقلت لهم: يا قوم لا تضربوني ولا تقتلوني فإني اقر لكم بالعبودية فأقررت لواحد منهم فأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من رجل يهودي قال: فسألني عن قصتي فأخبرته وقلت: له ليس لي ذنب إلا أني أحببت محمدا ووصيه، فقال اليهودي: وإني لأبغضك وأبغض محمدا، ثم أخرجني إلى خارج داره وإذا رمل كثير على بابه، فقال: والله يا روزبه لئن أصبحت ولم تنقل هذا الرمل كله من هذا الموضع لأقتلنك، قال: فجعلت أحمل طول ليلتي فلما أجهدني التعب رفعت يدي إلى السماء وقلت: يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلي فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه، فبعث الله (عز وجل)، ريحا فقلعت ذلك الرمل من مكانه إلى المكان الذي قال اليهودي، فلما أصبح نظر إلى الرمل قد نقل كله، فقال: يا روزبه أنك ساحر وأنا لا أعلم فلأخرجنك من هذه القرية لئلا تهلكها، قال: فأخرجني وباعني من امرأة سلمية فأحبتني حبا شديدا وكان لها حائط - أي مزرعة -، فقالت: هذا الحائط لك كل منه ما شئت و هب وتصدق.
قال: فبقيت في ذلك الحائط ما شاء الله فبينا أنا ذات يوم في الحائط إذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلهم غمامة، فقلت في نفسي: والله ما هؤلاء كلهم أنبياء ولكن فيهم نبيا قال: فأقبلوا حتى دخلوا الحائط والغمامة تسير معهم، فلما دخلوا إذا فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمير المؤمنين (عليه السلام)، وأبو ذر والمقداد وعقيل بن أبي طاب وحمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة، فدخلوا الحائط فجعلوا يتناولون من حشف النخل ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لهم: كلوا الحشف ولا تفسدوا على القوم شيئا، فدخلت على مولاتي فقلت لها: يا مولاتي هبي لي طبقا من رطب، فقالت: لك ستة أطباق، قال: فجئت فحملت طبقا من رطب، فقلت في نفسي: إن كان فيهم نبي فإنه لا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية، فوضعته بين يديه، فقلت: هذه صدقة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كلوا وأمسك رسول الله وأمير المؤمنين وعقيل بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب، وقال لزيد: مد يدك وكل فقلت في نفسي هذه علامة، فدخلت إلى مولاتي فقلت لها: هبي لي طبقا آخر، فقالت: لك ستة أطباق قال: فجئت فحملت طبقا من رطب فوضعه بين يديه فقلت: هذه هدية، فمد يده وقال: بسم الله كلوا ومد القوم جميعا أيديهم فأكلوا، فقلت في نفسي هذه أيضا علامة، قال: فبينا أنا أدور خلفه إذ حانت من النبي (صلى الله عليه وآله)، التفاته، فقال: يا روزبه تطلب خاتم النبوة، فقلت: نعم، فكشف عن كتفيه فإذا أنا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه عليه شعرات قال: فسقطت على قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) اقبلها، فقال لي: يا روزبه ادخل إلى هذه المرأة وقل لها يقول لك محمد بن عبد الله تبيعينا هذا الغلام؟ فدخلت فقلت لها: يا مولاتي إن محمد بن عبد الله يقول لك: تبيعينا هذا الغلام؟ فقالت قل له: لا أبيعك إلا بأربعمائة نخلة مائتي نخلة منها صفراء ومائتي نخلة منها حمراء، قال: فجئت إلى النبي (صلى الله عليه وآله): فأخبرته، فقال: وما أهون ما سألت، ثم قال: قم يا علي فاجمع هذا النوى كله فجمعه وأخذه فغرسه، ثم قال: اسقه فسقاه أمير المؤمنين فما بلغ آخره حتى خرج النخل ولحق بعضه بعضا فقال: لي ادخل إليها وقل لها يقول لك محمد بن عبد الله: خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا قال: فدخلت عليها وقلت ذلك لها، فخرجت ونظرت إلى النخل فقالت: والله لا أبيعكه إلا بأربعمائة نخلة كلها صفراء قال: فهبط جبرئيل (عليه السلام)، فمسح جناحيه على النخل فصار كله أصفر، قال: ثم قال لي: قل لها: إن محمدا يقول لك: خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا قال: فقلت لها ذلك فقالت: والله لنخلة من هذه أحب إلي من محمد ومنك، فقلت لها: والله ليوم واحد مع محمد أحب إلي منك ومن كل شيء انت فيه، فأعتقني رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسماني سلمان.
وهكذا صار الحب والولاء الصادق سبباً في النجاة حتى ولو كان الطريق الذي سار فيه محفوفاً بالصعاب، وحتى لو كان على حساب فوات المصالح والامتيازات(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الانوار: ج22، ص357، باب11.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|