التفريق بين ثلاثة أنواع من التشويه في وكالات الانباء   

أولا : معلومات يشوهها مصدرها عن عمد

فقد تتولى وكالات الأنباء ووسائل الاتصال نقل أنباء صادرة مشوهة أو محرفة أصلا عن مصدرها ولا تقع مسئوليتها على أية وكالة أو وسيلة اتصال وليس في مقدروها أن تتثبت من صحة وصدق كل ما تحصل عليه من أنباء .

ثانيا معلومات تشوهها الوكالات عن عمد

وتعترف وكالات الأنباء بأنها تنقل أنباء محرفة في بعض الأحيان ، ولكنها تنفي أنها تحرفها عن عمد ، ولابد هنا من التركيز هنا أن وكالات الأنباء الدولية مثلها مثل كل وسائل الاتصال في العالم تنقل الأنباء بطريقة معينة خدمة لمصالح معينة ، ولكن مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس كل البرقيات محرفة .

ثالثا : معلومات تشوه عن غير عمد لأسباب سيكولوجية ومهنية .

ويرجع ذلك لسببين :

الأول : أن هذا النوع من التحريف يلازم طبيعة عمل الوكالات ووسائل الاتصال على النطاق الدولي .

الثاني : أنه يوصف خطأ بأنه تحريف متعمد أو قصور متعمد في الخدمات الإخبارية التي تقدم لدول العالم الثالث .

وتتلخص شكوى دول العالم الثالث في هذا الصدد فيما يلي :

أنها لا تحصل على ما تحتاجه من أنباء ومعلومات وإنما تتلقى رسائل إعلامية لا تناسبها

أن أنباءها ومعلوماتها لا تلقى الاهتمام الكافي من قبل وسائل الإعلام في الدول المتقدمة وغالبا ما تكون محرفة .

وينبغي في تقديرنا عند مناقشة هذه المشكلة مراعاة الاعتبارات التالية

أ. إن القول بأن نظام تملك ومراقبة النشر الجماعي والفوري للأخبار ولصالح أقلية يعد اليوم مسئولا عن التأثير في صياغة الشعوب لتصوراتها فحسب بل كذلك في الطريقة التي تعيش بها هذه الشعوب يمثل حكما غير دقيق يماثل في عدم دقته القول بأن الحفاظ على القيم وعلى الذاتية الثقافية أصبح أكثر صعوبة في ظل الاختلال القائم وذلك لعدة أسباب أهمها :

1. أنه يتجاهل طبيعة الوكالات ووسائل الاتصال الدولية وحدود وظائفها وإمكانياتها .

2. أن هذه الوكالات ووسائل الاتصال الدولية ليس من مهامها إشباع الاحتياجات الخاصة بكل دولة .

3. من الصعب فرض أية أنماط ثقافية أو فلسفية على أية دولة في المجتمع المعاصر، إلا إذا كانت هذه الأنماط تلقى ترحيبا من الداخل .

4. إن صح وجود تغطية غير كافية ، فإن الوكالات ووسائل الاتصال الوطنية تتحمل جزءا من المسئولية نظرا لأنها أحد مصادر أنباء الوكالات الدولية .

5. أنه يغفل طبيعة العملية الاتصالية والتغطية الإخبارية التي تتم على النطاق الدولي .

* تتحمل دول العالم الثالث مسئولية أساسية في الاختلال الكيفي حيث يقوم العديد من الناشرين والمحررين باختيار المادة الإعلامية على عاتقهم من وكالات الأنباء .

*  يعد الخلاف حول مضمون الإعلام الدولي أحد المكونات الأساسية للخلاف الفلسفي بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب ولا خلاف على وجود الاختلاف الكيفي ولكن الخلاف يدور حول قضيتين هامتين:

أولاهما : مدى حجم المشكلة .

ثانيهما : تفسير المشكلة .