أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2017
2218
التاريخ: 2024-08-24
311
التاريخ: 26-1-2023
1144
التاريخ: 5/11/2022
1418
|
إن القرآن الكريم جسد حقيقة الغيبة في جملة قصيرة كافية بليغة في التشبيه اذ قال: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}[الحجرات: 12]، فكما يتنفر طبع الإنسان من أكل لحم الميت كذلك يجب أن يحذر الإنسان بعقله عن الغيبة. لقد اهتم قادة الدين بتعديل العواطف والصفات النفسية كما اهتموا بمكافحة الشرك واللادينية، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنما بعثت لأتمم لكم مكارم الأخلاق)(1)، ولهذا فقد هدي الناس جميعاً إلى الفضائل ببرنامج الإسلام السعيد وبمنطق قوي سديد، واعتبر التعدي عن حدود الفضيلة جرماً وشدد عليه النكير.
ولم يحسب الغيبة واستماعها جرماً فحسب بل جعل الدفاع عن شرف الغائبين من وظائف جميع المسلمين الحاضرين إذ قال: (إذا أوقع في الرجل وأنت في الملأ فكن للرجل ناصراً وللقوم زاجراً، وقم عنهم)(2).
وقال (صلى الله عليه وآله): (من ذب عن عرض أخيه بالغيبة: كان حقاً على الله أن يقيه من النار)(3).
وقال (صلى الله عليه وآله): (من اغتاب مسلماً لم يقبل الله صلاته ولا صيامه اربعين يوماً وليلة، إلا أن يغفر له صاحبه)(4).
وقال (صلى الله عليه وآله): (من اغتاب مسلماً في شهر رمضان لم يؤجر على صيامه)(5).
وعرّف المسلمين بالمسلم فقال: (المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه)(6).
واضح أن من أطلق لسانه في غيبة أخيه المسلم فقد تجاوز عن الفضيلة، وأصبح مجرماً لدى الإنسانية والإسلام، فقد أجمع علماء الإسلام على عدّ الغيبة من كبائر الذنوب، فإن مرتكبها يخالف الحكم الإلهي وهو متجاوز على حقوق المخلوقين غير مبال بحقوق الخالق.
كما ان البدن الميت لا يستطيع الدفاع عن نفسه والمنع عن التعدي عليه، كذلك الغائب لا يقدر على الدفاع عن شرفه وماء وجهه عند الآخرين وكما تجب على الإنسان رعاية حقوق الآخرين في أجسادهم كذلك يجب عليه رعاية حقوقهم في كرامتهم أيضاً.
إن غيبة الناس وتعييرهم في النفس نوع من الضغط الروحي فقد قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (الغيبة جهد العاجز)(7).
ويقول الدكتور هلن شاختر : (إن خيبة الأمل في حوائج الإنسان توجب له ألماً روحياً، والآلام الروحيّة تدفعنا إلى تدبير دفاع بعمل ما، وليس كلنا سواء في ذلك العمل الذي يدبره لرفع ألمه النفسي الحاصل من خيبة الأمل، وإذا رأى الشخص أن الناس لا يلتفتون إليه كما يتوقع منهم رجح العزلة والانزواء على الاختلاط والمعاشرة خوفاً منه ان يقع موقع التحقير، او جلس بين الناس في زاوية المجلس متألماً مضطرباً خائفاً ساكتاً صامتاً لا يتكلم بكلمة أو خالطهم ومازحهم ليسخر منهم ويضحك لنفسه في غير مناسبة، أو تشاجر مع الحاضرين واستغاب الغائبين وانتقد من الآخرين حتى يفرض نفسه عليهم بهذه الطرق)(8).
ويقول الدكتور (مان) في كتابه (أصول علم النفس): (وقد نذهب في جبران انتكاساتنا وستر عيوبنا من طريق أن نلقي الذنب على عاتق الآخرين فنحفظ بذلك كرامتنا في أنفسنا فإذا رسبنا في امتحان ألقينا اللوم على المعلم أو اسئلة الامتحان، وإذا لم نصل إلى مقام قصدناه استهنّا بالمقام أو من أشغله، أو جعلنا المسؤولية في ذلك على الآخرين، وليس عليهم أية مسؤوليّة في الواقع).
ونستنتج من هنا أنه يجب علينا أن ننمي عواطفنا الطيبة بجهاد النفس مع خلوص النية، وأن نبدأ الإصلاح والتهذيب من أنفسنا، حتى نحصل بذلك على أرضية مساعدة لسعادتنا وإصلاح مجتمعنا في جميع شؤونه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ حديث مشهور.
2ـ نهج الفصاحة: ص48.
3ـ المصدر السابق: ص613.
4ـ بحار الأنوار: ج6، ص179.
5ـ المصدر السابق.
6ـ حديث مشهور.
7ـ غرر الحكم: ص36.
8ـ عن الترجمة الفارسية: رشد شخصيت.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|