المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الماء الملكي
26-3-2018
أفعال العباد
11-08-2015
أنماط القرارات في الإدارة المالية
26-10-2016
الكوم الأحمر هيراكنيوبوليس وحبل السلسلة.
2024-06-13
المعجزات الدالّة على نبوّته صلى الله عليه وآله
3-08-2015
النسفي من مفسري السنة بالرأي
6-03-2015


الدين يحارب مفاسد الأخلاق  
  
1776   03:02 مساءً   التاريخ: 14-8-2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص71 ــ 74
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2017 2218
التاريخ: 2024-08-24 311
التاريخ: 26-1-2023 1144
التاريخ: 5/11/2022 1418

إن القرآن الكريم جسد حقيقة الغيبة في جملة قصيرة كافية بليغة في التشبيه اذ قال: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}[الحجرات: 12]، فكما يتنفر طبع الإنسان من أكل لحم الميت كذلك يجب أن يحذر الإنسان بعقله عن الغيبة. لقد اهتم قادة الدين بتعديل العواطف والصفات النفسية كما اهتموا بمكافحة الشرك واللادينية، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنما بعثت لأتمم لكم مكارم الأخلاق)(1)، ولهذا فقد هدي الناس جميعاً إلى الفضائل ببرنامج الإسلام السعيد وبمنطق قوي سديد، واعتبر التعدي عن حدود الفضيلة جرماً وشدد عليه النكير.

ولم يحسب الغيبة واستماعها جرماً فحسب بل جعل الدفاع عن شرف الغائبين من وظائف جميع المسلمين الحاضرين إذ قال: (إذا أوقع في الرجل وأنت في الملأ فكن للرجل ناصراً وللقوم زاجراً، وقم عنهم)(2).

وقال (صلى الله عليه وآله): (من ذب عن عرض أخيه بالغيبة: كان حقاً على الله أن يقيه من النار)(3).

وقال (صلى الله عليه وآله): (من اغتاب مسلماً لم يقبل الله صلاته ولا صيامه اربعين يوماً وليلة، إلا أن يغفر له صاحبه)(4).

وقال (صلى الله عليه وآله): (من اغتاب مسلماً في شهر رمضان لم يؤجر على صيامه)(5).

وعرّف المسلمين بالمسلم فقال: (المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه)(6).

واضح أن من أطلق لسانه في غيبة أخيه المسلم فقد تجاوز عن الفضيلة، وأصبح مجرماً لدى الإنسانية والإسلام، فقد أجمع علماء الإسلام على عدّ الغيبة من كبائر الذنوب، فإن مرتكبها يخالف الحكم الإلهي وهو متجاوز على حقوق المخلوقين غير مبال بحقوق الخالق.

كما ان البدن الميت لا يستطيع الدفاع عن نفسه والمنع عن التعدي عليه، كذلك الغائب لا يقدر على الدفاع عن شرفه وماء وجهه عند الآخرين وكما تجب على الإنسان رعاية حقوق الآخرين في أجسادهم كذلك يجب عليه رعاية حقوقهم في كرامتهم أيضاً.

إن غيبة الناس وتعييرهم في النفس نوع من الضغط الروحي فقد قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (الغيبة جهد العاجز)(7).

ويقول الدكتور هلن شاختر : (إن خيبة الأمل في حوائج الإنسان توجب له ألماً روحياً، والآلام الروحيّة تدفعنا إلى تدبير دفاع بعمل ما، وليس كلنا سواء في ذلك العمل الذي يدبره لرفع ألمه النفسي الحاصل من خيبة الأمل، وإذا رأى الشخص أن الناس لا يلتفتون إليه كما يتوقع منهم رجح العزلة والانزواء على الاختلاط والمعاشرة خوفاً منه ان يقع موقع التحقير، او جلس بين الناس في زاوية المجلس متألماً مضطرباً خائفاً ساكتاً صامتاً لا يتكلم بكلمة أو خالطهم ومازحهم ليسخر منهم ويضحك لنفسه في غير مناسبة، أو تشاجر مع الحاضرين واستغاب الغائبين وانتقد من الآخرين حتى يفرض نفسه عليهم بهذه الطرق)(8).

ويقول الدكتور (مان) في كتابه (أصول علم النفس): (وقد نذهب في جبران انتكاساتنا وستر عيوبنا من طريق أن نلقي الذنب على عاتق الآخرين فنحفظ بذلك كرامتنا في أنفسنا فإذا رسبنا في امتحان ألقينا اللوم على المعلم أو اسئلة الامتحان، وإذا لم نصل إلى مقام قصدناه استهنّا بالمقام أو من أشغله، أو جعلنا المسؤولية في ذلك على الآخرين، وليس عليهم أية مسؤوليّة في الواقع).

ونستنتج من هنا أنه يجب علينا أن ننمي عواطفنا الطيبة بجهاد النفس مع خلوص النية، وأن نبدأ الإصلاح والتهذيب من أنفسنا، حتى نحصل بذلك على أرضية مساعدة لسعادتنا وإصلاح مجتمعنا في جميع شؤونه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ حديث مشهور.

2ـ نهج الفصاحة: ص48.

3ـ المصدر السابق: ص613.

4ـ بحار الأنوار: ج6، ص179.

5ـ المصدر السابق.

6ـ حديث مشهور.

7ـ غرر الحكم: ص36.

8ـ عن الترجمة الفارسية: رشد شخصيت. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.