المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28



التهذيب... إحدى القضايا الشائكة للقائمين على رعاية الطفل  
  
1593   07:20 صباحاً   التاريخ: 10-8-2022
المؤلف : ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف
الكتاب أو المصدر : سر الطفل السعيد
الجزء والصفحة : ص304 ـ 305
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-7-2022 2042
التاريخ: 22-11-2016 2965
التاريخ: 2023-11-22 1185
التاريخ: 9-2-2022 1972

دائماً ما يواجه القائم على رعاية الطفل ضغطاً لتجنب المشكلات، أي أن يتخطى الضوابط وقواعد الانضباط التي يجب أن يحرص الآباء على فرضها على الأطفال في بيوتهم، والتي تعود بالنفع الكبير عليهم حيث تعلمهم الكثير من الدروس. أما القائم على رعاية الطفل فسوف يسعى لصرف انتباه الطفل الذي يسيء السلوك، أو يعمل على تهدئته وليس مواجهته (كما أننا - نحن الآباء - لن نرغب في أن يلجأ القائم بالرعاية لمثل هذه الأفعال)، وهذا ما ينطبق تماما على العواطف التي لا بد من تقليلها، حيث يقضي الطفل فترة القيلولة على بساط فوق الأرض، وليس على كرسي مريح بين ذراعي أحد أقاربه المحبين. وحتى إن رغب القائم برعاية الطفل في تقديم كل هذا القدر من الحب (وهو ما يرغب عمله في العادة)، فلن يملك ما يكفي من الوقت لذلك.

كما أن الطفل عندما يثير مشكلة في مركز الرعاية سوف يكون أكثر إثارة للانتباه، وهو ما يحدث بالنسبة للطفل العدواني أو الغاضب أما الطفل حسن السلوك فسوف يبقى بلا ملاحظة. وقد أخبرنا القائمون على رعاية الأطفال بصفة يمكن أن تبقى ملازمة للطفل إن ظهرت عليه في الأيام الأولى وتم التعامل معها على نحو غير مناسب وهي أن يعرف بكونه (طفلاً مثيراً للمشاكل)؛ في حين أن الأمر قد لا يعدو كونه مشكلة تكيف واجهها الطفل في الأيام الأولى. غير أن هذه الكلمة تلاحقه وتبقى ملازمة له من دورة إلى دورة ومن سنة إلى سنة، ويمكن أن تلازمه حتى سن المدرسة أيضاً.

أما الأهل فإنهم ينظرون إلى ابنهم بطريقة مختلفة تماماً عن الطريقة التي ينظرون بها إلى أي شخص آخر، فقد تحدثنا في إحدى المرات مع مديرة إحدى دور الحضانة وأخبرتنا أنها قد أرسلت ابنها لحضانة أخرى لأنها كانت تشعر أنه ليس من العدل أن يبقى معها بينما تقوم بدورها المهني. وعلى النقيض من ذلك؛ فقد أخبرتنا مديرة أخرى أنها لن تتخلى أبداً عن وجود ابنها بجانبها.

إننا - نحن الآباء - نولي أبناءنا اهتماماً فائقاً. لاحظ كيف تثقل على أصدقائك برواية كل التفاصيل الخاصة بنمو طفلك. راقب الأمر من وجهة نظر الطفل نفسه؛ ألا يجب أن يقضي سنوات عمره الأولى حتى سن الثالثة في ظل أشخاص يكنون له كل الحب؟، من الذي يتوق لرؤيته وهو يتعلم ويكبر؟، من الذي ظل ينظر إليه بوصفه استثماراً شخصياً جدير بكل الفخر؟، على الرغم من أن القائم برعاية الطفل قد يهتم فعلا بسلامة الطفل ويحرص على تقدمه، فإن أفضل ما يمكنه تقديمه أن يكون شغوفاً بابنك، وأن يحنو عليه بشكل عام. غير أن ما يمكن أن يقدمه لن يتساوى أبداً مع ما يقدمه الأهل من اهتمام ورعاية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.