المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اجابة الجواد (عليه السلام) على ثلاثين ألف مسألة
21-05-2015
معنى الحواريون
2024-10-31
Trifluralin
19-8-2020
الجواهر في تفسير القرآن للطنطاوي : تفسير علمي
16-10-2014
الإيمان
21-3-2021
التفويف
25-09-2015


لنتعلم مبادئ التمريض ورعاية الآخرين  
  
1650   05:56 مساءً   التاريخ: 6-8-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص141ـ144
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-21 936
التاريخ: 24-6-2016 2340
التاريخ: 2024-08-19 404
التاريخ: 8-12-2021 1731

سلام على زينب الكبرى وسلام على صبرها وكرامتها السلام عليها وعلى شرفها وعفتها وهمّتها. سلام وتحية لكل الذين يقتدون بهذه الممرضة العظيمة، لكي يمنحوا الآخرين سلامة الجسم والروح ويرفعوا من مستوى بصيرتهم وإيمانهم وأخلاقهم ويبادرون بإخلاص إلى رعاية الجرحى والمرضى والعاجزين والاهتمام بهم ومساعدتهم فيمنحونهم بذلك شعاعاً من النور والأمل ويرشدون الضالين ويأخذون بيدهم إلى جادة الصواب.

سلاماً وتحية لجميع الممرضين والممرضات الذين يوقدون شعلة الأمل في القلوب ويبلسمون بشفقتهم وتعاطفهم ومحبتهم جراح المرضى ويهدّئون ويسكّنون آلامهم من خلال بذل العناية لهم والتعامل معهم بلطف وحنان ويعيدون للمريض سلامته وسعادته الضائعة وذلك من خلال مهارتهم وخبرتهم وتحلّيهم بالصبر والتأني، حيث إن المرضى الذين يستعيدون سعادتهم وسلامتهم يرون أنفسهم مدينين للطبيب الذي عالجهم وللممرض أو الممرضة التي تولت مراقبتهم والاهتمام بهم ورعايتهم.

على أن نفس الشيء يمكن أن يقال بالنسبة للذين يعانون من أمراض نفسية أو خلقية فهؤلاء أيضاً يحتاجون إلى طبيب حاذق وواع وشخص ماهر يهتم بهم ويقدم لهم الرعاية حتى يستعيدوا سلامتهم النفسية والأخلاقية. فالأطباء الذين يعالجون الأمراض النفسية والروحية للبشر هم الأنبياء المرسلون من قبل الله الذي أعطاهم الوعي والقدرة على هداية الناس وزودهم بالتعليمات والتوجيهات اللازمة لتوضيح الحقائق لأبناء البشر وإرشادهم إلى طريق الحق وبالتالي تحقيق السعادة والاستقرار والسلامة لهم ومعالجة آلامهم ومعاناتهم النفسية وانحرافاتهم وأمراضهم الخلقية ومنحهم الأمل والطمأنينة.

أليس الحسد والغرور والتشبث بالرأي مرضاً؟ أليس العناد وعدم الرضوخ للحق وإنكاره أمراً قبيحاً ومؤلماً؟ أليس التكبر على الآخرين وتحقيرهم أمراً رهيباً وخطراً؟ هل لاحظتم كيف أن هذه الصفات والطباع وهذه الأمراض الخلقية تجعل صاحبها في معاناة وعذاب وتألم؟ وتخلق له حياة صعبة ومذلة ومظلمة وبائسة؟ وكيف أن هذه الصفات والطباع تبعد عن صاحبها الراحة وتسلبه السعادة وتجعله يعيش وحيداً يعاني ضغوط الحياة ومشاكلها؟ وإلى جانب ما تسببه له من متاعب وآلام نفسية فإنها تصيب جسمه بالسقم والمرض وتسلبه الراحة والاستقرار.

أليس هؤلاء لمرضى بحاجة إلى من يهتم بهم ويعالجهم؟ لاحظوا الرسالة التالية التي تصف فيها كاتبتها المرض الأخلاقي الذي تعاني منه وتستعرض عواقبه وأعراضه فتقول:

الرسالة:.. لقد تزوجت وأنا في سن السابعة عشرة أو الثامنة عشرة؟ ولكن يا لها من حياة زوجية تعيسة وعديمة الهدف! الدرس الوحيد الذي علموني إياه هو العناد والتمرد على الزوج وعدم طاعته. فقد قالوا لي: عليك معارضة كل ما يقوله زوجك. وكنت متشبثة برأي ولا أقبل أي رأي غيره وكل ما كنت أريده كان يجب عليه ان يوفره ويحضره لي وكل ما كنت أقوله كان على زوجي أن ينفذه سواء كان ما أقوله خطأ أو صواباً. لقد كنت مغرورة جداً ولم أكن أعير أي اهتمام لزوجي وأهله وأقاربه فكلمتي كانت هي الفصل، فإما أن يقبل كلامي او أبدأ بإثارة النزاع والصراخ. لان أهلي كانوا قد قالوا لي: إن عائلة زوجك عائلة تافهة لا كرامة لها ومن المؤسف أنك تزوجت من هذا الشخص ومن هذه العائلة...

وانقضت عدة سنوات من حياتنا الزوجية على هذا النحو. تصرفاتي هذه جعلتني عصبية المزاج جداً وسريعة الغضب ومريضة إلى جانب ذلك كله وقد أنجبت طفلين أحدهما بنت والاخر صبي وكنت أضربهما بمجرد ان يرتكبا أي خطأ أو أي تصرف لا يعجبني وكنت أتصور بأن أفضل طريقة في تربية الأولاد هي الضرب والصراخ والعويل... هذه هي تصرفاتي وهذه هي حياتي التعيسة البائسة.

كيف نتصرف مع مريضة متألمة كهذه؟ هل يجب أن نتركها وشأنها لتموت من العذاب والألم أو تحترق في نار الغرور؟ هل يجب أن يطلقها زوجها ويرتاح من شرها؟ أم عليه أن يتركها وشأنها حتى تصل إلى الطريق المسدود وتصاب بصدمة تجعلها تعود إلى رشدها وتصحو من غفوتها؟ هل يجب على زوجها أن يعاملها بالمثل ويصرخ في وجهها وأن يقمع غضبها وعنادها بالغضب والشجار؟ ولكن ماذا يقول الطبيب السماوي (نبي الإسلام صلى الله عليه وآله) في هذا المجال؟ علينا في المرحلة الأولى أن نسعى من خلال الصبر والتأني والرعاية لتحسين حالة المريض الذي يعاني من مرض أخلاقي. وعلينا بعد ذلك أن نرد على مساوئه وانحرافاته بإحسان وصدق ونقابل أسوأ أخلاقه بأحسن الأخلاق وأفضلها.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه: [ألا تريدون أن أدلكم على أفضل الخُلق في الدنيا والآخرة؟ فقالوا نعم يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله: [أن تصلوا من قطعكم وتعطوا من حرمكم وتصفحوا (تعفوا) عمّن ظلمكم وتحسنوا لمن أساء إليكم](1).

هذه هي أفضل أخلاق الدنيا والآخرة. ويقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: «إن من كمال الإيمان أن تعامل من أساء إليك بالإحسان»(2).

وبالتأكيد فإن مثل هذا التعامل الكريم واللطيف يعطي نتائج طيبة في كثير من الحالات ويمكن بإذن الله ولطفه معالجة المريض بهذه الطريقة واستئصال جذور المرض من جسمه وروحه ويمكننا في هذه الحالة أن نزرع في نفس المريض زهور الأمل والاستقرار وشجيرات السلامة والرحمة والرأفة. ونزيل غبار العناد والغرور عن وجه الحياة المشرق ونضيء الأيام السوداء بشمس الإدراك والعلم والبصيرة وبالطبع فإن إيجاد مثل هذه الجنينة الجميلة وهذه السماء الوضاءة المشرقة المليئة بالنجوم الساطعة، يحتاج إلى فلاح واعٍ وقدير وممرض قدير وصبور، وتضيف هذه الأخت الكريمة في رسالتها قائلة:

الرسالة:... وهذه هي حياتي التي أعيشها بتعاسة وشقاء. ولكن أشكر الله - لان زوجي إنسان فاهم وصبور وطيب ووالدته ووالده هما أطيب وأنبل منه: فهما كانا ينصحانني بكل صبر ويردّان على عنادي وسوء فهمي للأمور بصدق ومحبة وحنان وطوال هذه الفترة التي عشتها مع زوجي لم يحدث مرة أن غضبا عليّ وثارا في وجهي بل كانا دائماً يرشدانني بكل صبر وتأنٍّ وأخلاق عالية ورزينة...

ونتيجة لتلك النصائح وهذا التعامل الطيب من قبل زوجي وأهله فقد تغيرت أخلاقي وتصرفاتي منذ فترة وانتبهت إلى نفسي واستيقظت من غفلتي وندمت على أعمالي حيث أثرت فيّ تلك النصائح وذلك التعامل الطيب والحسن معي... وبدأت أساعد زوجي وأخدمه للتعويض عن تصرفاتي السابقة معه وصرت أقبّل أطفالي وأنا أذرف الدموع وأعتذر لهم حيث كنت أضربهم وأصرخ في وجههم دون سبب، إني أطلب من الله أن يسامحني.. لقد أصبحت حياتي الان جميلة ولم تعد تظهر عليّ تلك الحالات العصبية ونوبات الغضب والهيجان. وها أنا الآن أعيش حياة سعيدة وهانئة جداً.

فليتنا كنا جميعاً متحابين متآلفين نساعد بعضنا البعض ونرعى بعضنا بعضاً ونرد على أخطاء وعيوب وجفاء وسوء أخلاق بعضنا البعض بإظهار المحبة وتقديم الخدمات المتبادلة حيث إننا وبهذه الأخلاق الكريمة نرتقي إلى قمة الإيمان ونحظى بالرحمة والألطاف الإلهية الخاصة. ومع تقديري لكل الذين يقومون بهذه المهمة المقدسة وهذا الواجب الإنساني المقدس المتمثل برعاية الذين يعانون من أمراض خلقية وتأمين السلامة له. وبعث الأمل في قلوبهم. أكتفي بهذا القدر من الكلام. متمنياً لكم التوفيق والعزة.

_________________________________________

(1) مضمون حديث لرسول الله صلى الله عليه وآله لم يذكر المؤلف مصدر الحديث.

(2) غرر الحكم ودرر الكلم مضمون كلام امير المؤمنين عليه السلام. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.