- نمط الزراعة الكثيفة (Intensive Agriculture)

يمارس هذا النوع من الزراعة في المناطق المزدحمة بالسكان إذ تكون المساحات صغيرة والأيدي العاملة كبيرة مما يزيد الضغط على الأراضي الزراعية والاعتماد على القليل من الآلات، وهنا ترتفع قيمة الأراضي الزراعية لذلك يعمد المزارع إلى زراعة الأرض جميعها لتحقيق زيادة في الإنتاج والارباح، وتلجأ اغلب الدول الصناعية التي تعاني من ندرة في الأراضي الزراعية إلى أتباع اسلوب الزراعة الكثيفة، يكون الغرض منه تحقيق أكبر فائدة من الدونم الواحد، لان الأرض تعد من أهم العناصر التي يجب أن ترفع إنتاجيته إلى أكبر قدر ممكن. كما يحصل في بريطانيا وهولندا وبلجيكا، كذلك في أودية الانهار في شرق وجنوب شرق آسيا ومناطق أخرى من العالم مثل وادي النيل في مصر والسودان خريطة (8).

ومن الجدير بالذكر بأن هذا النمط الزراعي قد مورس منذ زمن بعيد إذ استغلت الأرض على مدار السنة، وزرعت أكثر من مرة. وعلى الرغم من أن إنتاجية الوحدة المساحية في هذا النمط عالية لا أن إنتاجية الفرد من المحاصيل الزراعية منخفضة، بسبب ارتفاع أعداد الأفراد الذين يعملون فيه إذ في بعض الاحيان يزيد العدد عن الحاجة الفعلية لهم، وهذا يفتح المجال أمام ظهور البطالة وانخفاض إنتاجية الفرد.

يمكن تقسيم الزراعة الكثيفة إلى قسمين رئيسيين، القسم الأول يمكن أن يسود في المناطق ذات الكثافات السكانية العلية، إذ يصبح الضغط السكاني على الأراضي الزراعية على أشدة ونتيجة لذلك يصغر حجم الملكيات الزراعية ويتسبب في انخفاض المستوى المعاشي للمزارع بالرغم من ارتفاع إنتاجية الدونم الواحد. والقسم الثاني يتميز بالاستخدام الواسع للوسائل الزراعية الحديثة من الآلات ومعدات زراعية متطورة، واستخدام واسع للبذور المحسنة، بسبب توفر رأس المال المطلوب وبالنتيجة سوف ترتفع الغلة وتزيد الإنتاجية.