المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



بكاء نبي الله شعيب من حب الله  
  
3265   03:21 مساءً   التاريخ: 13-7-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص72 ـ 73
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-8-2017 2243
التاريخ: 2023-10-03 1199
التاريخ: 14-4-2016 2355
التاريخ: 8-1-2022 2441

بكى شعيب (عليه السلام)، من حب الله (عز وجل)، حتى عمي فرد الله (عز وجل)، عليه بصره، ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره، ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره فلما كانت الرابعة أوحى الله إليه يا شعيب إلى متى يكون هذا أبداً منك؟، إن يكن هذا خوفا من النار فقد أجرتك وإن يكن شوقا إلى الجنة فقد أبحتك، فقال: إلهي وسيدي أنت تعلم إني ما بكيت خوفا من نارك ولا شوقاً إلى جنتك ولكن عقد حبك على قلبي فلست اصبر.

فأوصى الله (جل جلاله)، إليه أما إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى بن عمران)(1).

وإن هناك حالات للمحبين لله والمنقطعين إليه بحيث أنهم يغفلون عن ذكر حوائجهم تلذذا واستئناسا بذكره حيث ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) (وإن العبد لتكون له الحاجة إلى الله فيبدأ بالثناء على الله والصلاة على محمد وآل محمد حتى ينسى حاجته فيقضيها الله له من غير أن يسألها إياها) (بحار الانوار: 93:323)، وفي مناجاة المحبين للإمام زين العابدين (عليه السلام)، واجعلنا ممن هيمت قلبه لإرادتك، واجتبيته لمشاهدتك، وأخليت وجهه لك وفرّغت فؤاده لحبك، ورغبته فيما عندك، وقطعت عنه كل شيء يقطعه عنك).

وإن الحب الإلهي الذي ينعم به العبد ينمو في عقله وروحه حتى تملأ جوارحه خشوعا وعبادة ومنطقه ذكراً وتحميداً ودعوة صادقة للعباد بأن يعيشوا هذا الحب، لذلك فالمؤمن المحب لله قد مارس دور تحبيب الله لعباده بذكر أياديه وأفضاله ونعمه التي لا تعد ولا تحصى حيث قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34]، وهكذا ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حديث قدسي لله تعالى حيث يقول لنبيه داوود (عليه السلام): (أحبني وحببني إلى خلقي قال: يا رب نعم أنا أحبك، فكيف أحببك إلى خلقك؟ قال: أذكر أياديّ عندهم، فإنك إذا ذكرت ذلك لهم أحبوني)(2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ البحار: ج12، ص380، ح1.

2ـ المصدر السابق: ج14، ص37، ح16. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.