المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اليتسون
2024-09-06
حكومية معاوية
25-9-2018
ورق التبغ
23-3-2017
الناصر لدين الله وحال الوزارة في أيام نصير الدين ناصر بن مهدي العلوم
25-1-2018
معنى كلمة بغا
27-1-2021
نظام التربية البوذية
19-4-2016


الحرية في البيان  
  
1807   11:27 صباحاً   التاريخ: 8-7-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص181ـ 186
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الحرية ذات مساحة وسيعة وأبعاد وجوانب متعددة منها: حرية الفكر، والبيان، والعلم، والمسكن، وحفظ وإدامة الحياة الشريفة، وصيانة النفس، وحرية التدخل في الأمور المتعلقة به وبمستقبله وفي الرقابة الاجتماعية وفي الامور المربوطة بخير وشر المجتمع وفي النهاية الحريات السياسية.

يكون الإنسان حراً متى ما كانت جميع قواه وإمكاناته وفكره وبيانه واستعداداته وجوانبه الباطنية متحررة من القيد وقادرة على الظهور ويمكنه الاستفادة منها في حياته اليومية لأجل تطوره ونموّه.

البيان والحرية

من الحريات المطروحة هي حرية البيان التي تعد ضمن الحريات الشخصية مرة، ومرة أخرى تعد ضمن الحريات الاجتماعية، ما نعنيه منها هو حرية إظهار الرأي، أي أنه حر في قول ما يريد قوله، وذكر انتقاداته(1).

له الحق أن يلقي بعقده إلى الخارج ليهداً روعه، ويحق الحق بذلك، ويعمل ما يميله ذوقه.. الخ، فيحتاج هذا الأمر إلى تمرين وتدريب لكي يتمكن الطفل من تطبيق ذلك مستقبلاً في المجتمع.

لا شك أن تربية الفكر والعقل تتقدم على حرية البيان لكي يستطيع معرفة الأسلوب المناسب والموقف اللازم للعيش وكذلك تشخيص حدوده في الحياة الفردية والاجتماعية وإطار كل منهما للاستمرار في تكامله ورقيه.

يجب أن تكون التربية البيتية والمدرسية وكذلك وسائل الارتباط الجمعية والناس بالشكل الذي يساعد الطفل والشاب على إيجاد طريقه تدريجياً والمضي به قدماً بصورة مستقلة.

حياة الاباء محدودة كغيرها أي أنها كغيرهما قاصران عن تقديم النصح الدائمي والأخذ بيد الطفل إلى الأبد ولا يمكنهما أن يصاحبانه في جميع الأماكن لإصلاح أخطائه فهو بحاجة لأن يصير يوماً مثلنا يمتلك الشهامة والجرأة للعيش مع الجمع والدفاع عن حقه وحق المجتمع وإلى تنمية قدرة اتخاذ القرار في ذاته وإثبات صحة أو سقم التيارات الموجودة، وتلك الامور التعليمية والتدريبية ستجعل من حياته نافعة ومستقبله زاهراً.

جوانب هذه الحرية

من جوانبها عدم إجباره على قول يلقنه إياه الآخرين، وعدم إسكات الحق وحبسه فيه، قد يتعرض بعض اطفالنا احيانا إلى مورد فاسد بحيث يتجاوز على حقهم وشرفهم دون أن يملك الشجاعة بصراحة والديه بذلك خوفاً من العقوبة التي يحتملها منهما، والحال أنه يفترض وجود مساحة للتعبير بها عن مطالبه لكي يتمكن الوالدان من اتخاذ اللازم فوراً.

ومن جوانبها أيضاً تبيان الطفل لما يقلقه ويجعله مضطرباً بدون أي تحفظ وأن تعرض لخطر أو بلاء فإنه سيطلع عائلته أو مربيه بذلك، وأن ارتكب هو خطأ أو اشتباهاً فانه سيذكره بصراحة لكي يتمكن المعنيون به من نصحه وارشاده والتخطيط لمنعه عن ذلك. وذلك يستلزم امتلاك الأولياء الطاقة اللازمة لتحمل كلام الطفل وإعطائه الفرصة لأداء مطلبه، ولهذا فوائد عديده منها إظهار الاحترام لأفكاره.

من جوانب الحرية الأخرى حريته في إظهار وضعه المدرسي وبكل صراحة ولا يكون مضطراً لإخفاء درجاته الضعيفة أو استعمال الحيلة والخداع لقلب الحقائق، طبيعي أن الآباء سيقيمون بالتذكير لاحقاً.

فوائد حرية البيان

لها فوائد عديدة منها: إعطاء حق الإنسان في ذلك، لأن ذلك حق طبيعي له حرية البيان هي الفارق بين الإنسان الحر والأسير والمجتمع الحر والمجتمع المختنق.

في ظلها سيحدث التحول والتجديد، وتحيا الحقوق المنسية، وتتفتح سبل الرشد والرقي والتقدم أمام الإنسان وتعلن الأسرار المخفية وتعطي حرمة لروح البشر، وتزيل الهم والغم من القلوب، وتقضي على العقد.

حسب رأي علماء النفس يعتبر اسلوب تحفيز الفرد على التصريح عما في داخله من إحدى طرق حل العقد النفسية، أي أن إعلان سر القلب وطرح الشكوى يساعد على ذلك أيضاً ومن الأساليب الأخرى الدعاء والذكر التي طالما يوصي بها أولياء الدين(2).

في ظل حرية البيان تنمو القوة الدفاعية عند الطفل وهذا يجعله متمكناً من الدفاع عن نفسه وحياته ويقوي شجاعته وجرأته أيضاً.

وفي ظلها أيضاً يمكنه إحاطة والديه ومربيه بأموره، وبما يؤلمه ويزعجه، واخبارهم عن حقه المغتصب منه وعن الأخطار التي تهدده..!. وفي هذه الحالة سيتمكن الآباء من وضع الأسلوب اللازم لجميع ذلك.

في الرقابة الاجتماعية

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب اجتماعي في الإسلام وقد أعتبرت الأمة الإسلامية بسبب ذلك أفضل الأمم: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}[آل عمران: 110].

ولاية المؤمن على المؤمن أمر قرآني: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة: 71]، ولتحقق ذلك تلزم حرية البيان، وهل يمكن تحقيق الرقابة الاجتماعية بلا حرية النطق والكلام؟

ومن الذنوب في الإسلام السكوت على الظالم كما جاء في حديث النبي (صلى الله عليه وآله)(3)،لا بل كلمة الحق أمام سلطان جائر من أعظم الجهاد(4).

{لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}[النساء: 148].

لتصديق المباحث السابقة نطرح السؤال التالي: ما هو سبيل تحقيق تلك الرغبات؟ وهل هناك سبيل آخر لامتلاك الحد الأدنى من حرية البيان على الأقل؟

وإن ترك ذلك أو لم يسمح به سوف يسلط الأشرار على الأخيار: (فيولى عليكم شراركم) الإمام علي (عليه السلام).

يجب تطبيق الرقابة الاجتماعية والتدريب عليها من الصغر وفي محيط البيت والمدرسة وبالمستوى المناسب له حد الامكان وعلى الآباء والمربين تهيئة الأرضية اللازمة لذلك بالإضافة إلى ذلك يجب توفير موجبات الرشد والنمو العقلي لكي يفهم ويدرك بأن لكل مقام مقال.

المنع

حرية البيان تشتمل على حرية القلم والنطق ولكن هذا لا يعني بأنه مطلقاً بذلك كيف يشاء، وموارد المنع لها وجود هنا أيضاً، كما ذكرنا ذلك سابقاً بأن جميع أمور وموارد الحياة الاجتماعية مشروطة ومقيدة. هناك العديد من موارد المنع يجب ذكرها ويمكن حصر بعضها في الأطر التالية:

عندما تكون هناك ركاكة وضعف في الخطاب، أو يؤدي ذلك إلى إهانة الآخرين مثل السب والمزاح الركيك والمتجاوز لحده والذي يُبتغى منه تضعيف شخصية الآخرين أو الاستهزاء بها.

وكذلك في مسألة التأليف والكتابة في المواقع التي لا تكون لصالحه ولصالح المحيطين به، يكون الطفل أحياناً مثرثراً وكثير الكلام بحيث يؤثر على عمل ومطالعة الآخرين أو يتطفل بين أحاديث الكبار ويطرح ما هو ليس بشأنه، وهنا يجب على والديه تذكيره بخطأه وتفهيمه بأن للكلام حدود يجب مراعاتها كمل يراعيها الآخرون.

الأمور التي يجب اجتنابها

نسعى من خلال المراقبة لإيجاد الحدود في القول والكلام إلى ما يلي:

- نعطي اعتباراً لشخصيته بين الجمع وأحياناً نمنحه ميداناً للتكلم وإثبات الوجود.

- لو اردت منه التكلم وسط الجمع ورفض ذلك عليك تشجيع التحدث بأسلوب ملائم ومناسب ويجب ترك الإصرار والسماجة في ذلك الطلب.

- إن انتقدك طفلك على عملك الخاطئ فلا تقابله بالقسوة أو القوة لتحطيم رأيه وإنما يجب التشكر منه والاعتذار بصدق.

- لا تحاول مطلقاً أن تجعله موضع الخجل والاستهزاء عندما يخطأ بحديث أمام الجمع.

- لا تظهر عدم اهتمامك بآرائه بل العكس من ذلك أظهر له احترامك لكلامه عن طريق الإصغاء الكامل له.

- لا تسمح له مطلقاً المزاح مع من هو أكبر منه أو الاستهزاء بكلامه.

- عندما يطرح الطفل آلامه وعقده أو يبين لك مظلوميته أو شكواه من تجاوز عليه أو انحراف يجب عليك ان تكون مستمع جيد له لكي تتمكن من إيجاد الحل اللازم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مع ان ذلك ثقيل بالنسبة لنا.

2ـ يكون سبب للتجرأ وعامل لتفريغ الهموم وحل العقد.

3ـ نهج الفصاحة: حديث2108.

4ـ ابن شعبة الحراني: تحف العقول، فصل الإمام الحسين (عليه السلام). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.