المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



امتناع الدور والتسلسل  
  
10478   01:43 صباحاً   التاريخ: 12-08-2015
المؤلف : محمّد آصف المحسني
الكتاب أو المصدر : صراط الحق في المعارف الإسلامية والأُصول الاعتقادية
الجزء والصفحة : ج1- ص83-86
القسم : العقائد الاسلامية / مصطلحات عقائدية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015 10119
التاريخ: 12-08-2015 5491
التاريخ: 12-08-2015 1781
التاريخ: 12-08-2015 1674

  الدور .. في اللغة ـ كما في بعض كتبها ـ التقلّب والحركة إلى ما كان عليه ، وفي الاصطلاح هو توقّف الشيء على ما يتوقّف عليه (1) ، وإن شئت فقل : إنّه تعاكس الشيئين في السببية والمسببية ، فإن توسّط بينهما واسطة أو وسائط أخرى يسمّى مضمراً ، وإلاّ فمصرّح ، فتوقّف الشيء على نفسه لا يسمّى دوراً بل هو نتيجته .

ثمّ إنّه ربّما يطلق الدور على شيئين لهما معيّة ، ويقال له الدور المعي ، وهو ليس بمحال، وهو أن يكون شيئان موجودان ، يتوقّف كلّ منهما على الآخر في صفة من الصفات ، بمعنى أن تتوقّف الصفة في كلّ منهما على ذات الآخر ، سواء كانت تلك الصفة فيهما من نوع واحد ، كالأُخوة في أخوين والمعية في شيئين ، أو من نوعين كالفوقية والتحتية في الفوق والتحت ، والتقدّم والتأخر بحسب المكان في جسمين ، وهذا الدور جارٍ في كلّ متضايفين كما قيل .

ثمّ إنّ الدليل على استحالة الدور ـ بمعنييه المتقدّمين ـ أنّه يستلزم تقدّم الشيء على نفسه وتأخّره عن نفسه ؛ ضرورة تقدّم العلّة على المعلول تقدّماً عليّاً وتقدّماً بالذات ، فإذا كانت العلّة معلولة لمعلولها ، لزم تأخّر الشيء عن نفسه بمرتبتين ، وكذلك تقدّمه ، وهو ـ أي تقدّم الشيء على نفسه أو تأخّره عنها ـ ضروري الاستحالة ، مع أنّه قد يستدلّ عليه ، بأنّه يستلزم تخلّل العدم بين الشيء ونفسه ، وهو واضح الاستحالة ، وبأنّ التقدّم نسبة لا تعقل إلاّ بين شيئين .

فإنّ توهّم أحد أنّ المراد بالتقدّم هنا إمّا التقدّم الزماني وهو غير لازم في العلة ، أو العليّ وهو مصادرة ؛ لأنّ معنى قولنا : إنّ الشيء لا يتقدّم على نفسه ، أنّ الشيء لا يكون علّةً لنفسه .

يقال له : إنّ معنى تقدّم العلّة على معلولها هو صحّة مثل قولنا : تحركت اليد فتحرّك الخاتم ، طلعت الشمس فوُجد النهار ، وبطلان عكسه أي قولنا ، تحرك الخاتم فتحركت اليد ، وهذا الاعتبار الذي ممّا لا يشك فيه عاقل ، بديهي البطلان بالنظر إلى الشيء ونفسه .

فإن قلت : إنّ الفرق بين الأجزاء التي هي العلة والمركّب الذي هو المعلول ، إنّما هو باعتبار بشرط الشيء واللابشرط أو بشرط اللا ، وقد ذكروا من جملة العلل الأربع المادة والصورة مع أنّهما عين المعلول ، فكيف المخلص ؟

قلت : الأجزاء بالنسبة إلى المركّب الذي ليس إلاّ نفسها ليست إلاّ نفسه ، لا علية ولا معلولية بينهما ، وإنّما يطلقون عليها العلية ؛ لأنّ بها قِوام المركّب ، فهي علل القِوام لا علل الوجود ، والتأثير في الثانية لا في الأُولى ، فافهم .

وأمّا تقدّم الأجزاء على المركّب ففيه بحث طويل ، قد تعرّض له صاحب الأسفار مجملاً ، وصاحب الشوارق مفصّلاً فراجع .

ثم إنّ معنى الدور ـ بتعبير واضح ـ هو كون الشيء علّةً وفاعلاً لوجود نفسه ، وهذا ضروري الاستحالة ، بديهي البطلان ، يكذّبه العقل بأَوّل تصويره ، فلا معنى لإطالة الكلام حوله وقد نقل العلاّمة قدّس سره (2) ، أنّ أكثر العقلاء على ضرورة استحالته .

وأمّا التسلسل فهو عند المتكلّمين (3) عبارة عن مطلق الأُمور غير المتناهية إذا ضبطها الوجود، سواء كانت مجتمعةً أم لا ، مترتّبةً أم لا ، ودليلهم على ذلك برهان التطبيق ، فإنّهم يجرونه في الأُمور المتعاقبة في الوجود كالحركات الفلكية ، وفي الأُمور المجتمعة ، سواء كان بينها ترتّب طبيعي كالعلل والمعلولات ، أو وضعي كالأبعاد ، أو لا يكون هناك ترتّب أصلاً كالنفوس الناطقة المفارقة (4) .

وعند الحكماء يفسّر بالأُمور غير المتناهية المجتمعة في الوجود مع ترتّبٍ وضعاً أو طبعاً ؛ ولذا قال صاحب الأسفار : وعليه ( أي برهان التطبيق ) التعويل في كلّ عدد ذي ترتيب موجود ، سواء كان من قبيل العلل والمعلولات ، أو من قبيل المقادير والأبعاد ، أو الأعداد الوضعية (5) ... إلخ .

ثمّ إنّ الأدلة على امتناع التسلسل في الجملة كثيرة جداً ، لكنّها بمجموعها غير مسلّمة عندهم ، فلهم ردود ودفوع ونقوض ونقود ، والبحث حولها طويل الذيل لا يسعه هذا المختصر ، لكنّنا نستخدم لك منها حجّةً قويمة ، قليلة المؤونة ، وكثيرة المعونة ، وهي ما اخترعه سلطان المحقّقين العلاّمة الطوسي (6) ، وأشار إليه في تجريده وإليك تقريره بعبارة المحقّق اللاهيجي (7) :

إنّ الممكن لا يجب لذاته ، وما لا يجب لذاته لا يكون له وجود ، وما لم يكن له وجود لا يكون لغيره عنه وجود ، فلو كانت الموجودات بأسرها ممكنةً لَما كان في الوجود موجود ، فلابدّ من واجب لذاته ، فقد ثبت واجب الوجود وانقطعت السلسلة أيضاً .

ثمّ تعريضاً على الشارح العلاّمة قدّس سره حيث تنظّر فيها ، والشارح القوشجي حيث حسبها مصادرةً ، قال : وهذه الطريقة حسنة حقّة ... إلخ ، والأمر كما أفاد .

تتميم وتقسيم :

ما لا يتناهى على ستة أقسام :

الأَوّل : المجتمع في الوجود ، والمترتّب بالترتب العليّ .

الثاني : المجتمع في الوجود ، والمترتّب بالترتب الوضعي كالأبعاد .

الثالث : المجتمع في الوجود بلا ترتيب ، كالنفوس الناطقة على رأي الحكماء .

الرابع : المتعاقب في الوجود من قبل الماضي ، مثل الصور الطارئة على المادة على سبيل المحو والإثبات .

الخامس : المتعاقب في الوجود في طرف المستقبل .

السادس : العدد .

أقول : أمّا الأَوّل فهو محال بلا خلاف بين الباحثين ، بل لم أفز على مخالف ولو من الدهريين والماديين ، فكأنّ هذا الاحتمال مصادم ما أودعه الله في كينونة البشر ، فما يلتزم به فرد من هذا النوع الإنساني ؛ ولذا ترى عبّاد الطبيعة متحيرين في تعيين المبدأ الأَوّل ، فالتسلسل المذكور احتمال بدوي لم يتجاوز عن المسفورات العلمية إلى الخارج ، وما نقلناه آنفاً من البرهان وغيره حجّة واضحة على إبطاله .

وأمّا الثاني فامتناعه موضع وِفاق بين المتكلّمين والحكماء ، واستدلّوا عليه بأدلة منها برهان التطبيق ، الذي هو عندي محلّ إشكال .

وأمّا الثالث والرابع فهما ممكنان ، بل واقعان على زعم أصحاب الفلسفة ؛ ولذا يدينون بقِدم العالم زماناً ، لكنّ المتكلّمين يرونهما ممتنعين أيضاً ، والحق معهم لِما سنبرهن على حدوث العالم في هذا الجزء إن شاء الله .

وأمّا الخامس فإمكانه متّفق عليه بينهم ، فإنّ الوجود لم يضبطه ، وهذا ما لا شك فيه ، كيف وخلود المكلّفين في الجنة والنار ، وبقاء ما يرتبط بهم من الضروريات الإسلامية ؟

وأمّا السادس فهو مثل الخامس في اتّفاقهم على إمكانه ، فإنّه إمّا غير موجود كما عن المتكلمين، وإمّا لا ترتّب بينها في غير الواحد كما عن الفلاسفة ، فلم يتحقّق فيه مناط الاستحالة (8) .

___________________________                                                  

(1) الفرق بين تقدّم الشيء على نفسه ، وتوقف الشيء على نفسه اعتباري ، فإنّ الأَوّل باعتبار علّية كلّ منهما للآخر ، والثاني باعتبار معلولية كلّ منهما للآخر .

(2) كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد / 30.

(3) الشوارق 1 / 200، وكشف الفوائد / 30.

(4) شرح المواقف 1 / 541.

(5) الأسفار 2 / 145.

(6) كما ذكره صاحب الشوارق ، ونُقل عن المحقّق الدواني أيضاً ، لكن قيل : إنّ السيد الداماد رحمه الله ادّعى وجدان هذا الدليل في كتاب بهمنيار .

(7) الشوارق 1 / 199.

(8) ولصاحب الأسفار هاهنا احتمال ، وللسبزواري عليه كلام ، لا يخلو مراجعتهما عن الفائدة، الأسفار 2 / 152.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.