المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الحضر
10-11-2016
المآخذ على المعاجم العربية
17-4-2019
الطرق الى اللّه تعالى بعدد انفاس الخلائق (صور من مراحل حياة الانسان)‏
29-3-2018
النظام الصرفي (المبنى: النبر)
21-2-2019
تحقيق قاعدة الفراش
2024-09-07
الكافرون ليس لهم حظ في الاخرة
2024-10-30


كيف تتحدثون مع أولادكم؟ وكيف تقومون بتربيتهم؟  
  
1770   08:57 صباحاً   التاريخ: 23-6-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص304ــ305
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-5-2017 1774
التاريخ: 24-1-2021 4213
التاريخ: 14-5-2017 3277
التاريخ: 11-1-2016 1944

إني أتوجه بحديثي إليك وأسألك أنت، أيتها الأم التي قبلت أن تحملي هذا الاسم المقدس وتقبلت مسؤولية الأمومة التي هي مسؤولية مقدسة أيضاً، كيف تتصرفين وتتعاملين مع أولادك؟ وكيف تتكلمين معهم؟ وكيف تقومين بتربيتهم؟...

الرسالة:... ماذا أقول؟! إني أدعو عليهم بالسوء من الصباح وحتى المساء. إني أعرف بأنه لا يجب ان أتفوه بكلام بذيء ويجب أن لا أدعو على أولادي بدعاء سوء ولكني أفقد أعصابي وتخرج هذه الكلمات النابية من فمي بصورة لاإرادية. لقد تعودت على هذا الأسلوب، ماذا أفعل؟... إني أتألم من أجل أولادي وأخشى أن يتحقق دعاء السوء الذي أدعو به عليهم فيشقون وتتدمّر حياتهم ومستقبلهم. وهناك سؤال مهم جداً بالنسبة لي وهو: هل دعاء السوء على شخص ماله أثر على ذلك الشخص؟

أيتها الأخت الكريمة! إن الدعاء بالسوء والتفوه بالكلام النابي والبذيء لا يليق بك كأم. فالسب والكلام البذيء هو ذنب كبير يورث الكراهية ويجعل الأبناء يحقدون على والديهم.

فحذار أن يؤدي هذا السب والكلام البذيء إلى غضب الرحمن وعندها ستتحول حياتك إلى جحيم ورماد. هل تريدين أيتها الأخت الكريمة أن يكتب ابنك أو ابنتك عنك مثل هذه الرسالة التي نقرأها معاً فيما يلي والتي بعثت بها إلينا إحدى الأخوات:

الرسالة:... والداي من ذوي الأخلاق السيئة جدا وهما يسيئان الظن بي وهما يوجهان لي ولشقيقتي باستمرار السباب والشتائم والكلام البذيء ويثيران النزاع والشجار لأتفه الأسباب عندما أريد العودة إلى البيت من المدرسة أتصور كأني أريد الدخول إلى جهنم. إن والديّ يحقرانني ويهينانني باستمرار ويدعوان لي بالسوء والشر وإني أخشى أن يستجاب دعاؤهما فتصبح حياتي وحياة شقيقتي كلها شقاء وجحيم. فماذا أفعل؟ ارجو أن تقولو١ شيئا لوالدي في برنامجكم «أسس التعامل الأخلاقي بين أفراد الاسرة» عندما أعود إلى البيت عصرا، أقول في نفسي لعل والديّ قد تغيرا ولكني عندما أعود أرى أن شيئاً لم يتغير حيث أواجه نفس المشاكل والشجار والنزاع والكلام البذيء لا أذري ماذا أفعل؟!..

آيتها الأخت الكريمة! إنني واثق بأنك لا تريدين لأولادك حياة الشقاء والتشتت والضياع ولا تريدين أن يكون أولادك كئيبين ومعنوياتهم محطمة ولا ترغبين بأن يكتبوا عنك مثل هذه الرسالة ويقولوا فيها بأن البيت هو بمثابة جحيم بالنسبة هم وأنهم يخافون من العودة إليه. حبذا لو أصغيت إلى كلام رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا المجال حيث يقول: [لا تدعوا على أنفسكم بالسوء ولا تسبوا أنفسكم ولا أبناءكم ولا أموالكم](1). وقال صلى الله عليه وآله: [عندما تسمع الملائكة صوت المسلم وهو يسب فإنها تقول: ما أسوأك! كف عن السب!](2).

_____________________________________

(١) كنز العمال ٨١٧٢.

(٢) وسائل الشيعة ج٢ باب ٥٣. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.