المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

إجراءات مدد تسديد بدل المزايدة ومدد تضمين الناكل الفرق بين البدلين
2024-10-22
المضادات الحيوية
17-1-2016
داود بن علي العبدي
8-8-2017
رقية للضالة ـ بحث روائي
18-10-2016
استحباب الوضوء بمد.
23-1-2016
الحارث بن غصين.
24-12-2016


التقوى والورع عن محارم الله  
  
2104   09:31 صباحاً   التاريخ: 16-6-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص201ـ 203
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن التقوى هو: أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك وبمعنى آخر هو الخشية والخوف من الله عز وجل وهو أيضا إتقاء ما يجر الإنسان إلى النار بالامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه بالتخلي عن كل رذيلة والتحلي بكل فضيلة.

الورع: هو الاجتناب عن الحرام والتنزه عنه وعن مال الحرام أكلاً وطلباً وأخذاً واستعمالاً وقد يعسر بكف النفس عن مطلق المعاصي ومنعها عما لا ينبغي(1).

إن المؤمن الذي لبس ثوب التقوى والورع يكون محبوبا بين الناس لأنه يعيش في حياته معيشة الحب في الله والبغض في الله إذ أنه يحب أولياء الله ويقتدي بهم ويحب صفاتهم ويعمل بها ويبغض أعداء الله وينكر أفعالهم ويجتنبها فيكون ذلك الشخص مباركاً حيث يجري الخير على يديه أينما حل وأن الله ناصره ومؤيده ويجعله محبوباً عزيزاً بين قومه حيث وصفه الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}[الطلاق: 2، 3]، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ*فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}[القمر: 54، 55]، إن المتقي فاز بسعادة الدارين فهو يسلك الطريق المستقيم في الحياة الدنيا في علاقاته مع مجتمعه يحبهم في الله ويحسن إليهم ويتراحم معهم فيفوز بمحبتهم واحترامهم وكذلك الفوز في الآخرة لذلك وصفهم النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، بأنهم سادة حيث قال: (المتقون سادة والفقهاء قادة والجلوس إليهم عبادة)(2).

وقال في وصف المتقي ومراقبته لنفسه في سلوكه الطريق المستقيم في علاقاته: (يا أباذر لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه فيعلم من أين مطعمه ومن أين مشربه ومن أين ملبسه أمن حلّ ذلك أم من حرام؟، يا أباذر من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله عز وجل يا أباذر إن أحبكم إلى الله جل ثناؤه أكثركم ذكرا له وأكرمكم عند الله أتقاكم له وانجاكم من عذاب الله أشدكم له خوفا.. يا أبا ذر إن المتقين الذين يتقون الله عز وجل من الشيء الذي لا يتقى منه خوفاً من الدخول في الشبهة، يا أبا ذر كن ورعا تكن أعبد الناس وخير دينكم الورع(3).

وقال: (يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم)(4).

إن المؤمن الذي تربى تربية المتقين يعيش بين الناس عيشة متواضعة لا يرى لنفسه فضلا ولا لغيره إلا ما كان فيه التقوى والصلاح فيكون عزيز قومه ومحباً لهم راعيا لحقوقهم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، حيث ورد حديث عن أهل البيت مضمونه (من أراد عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان، وغنى بلا مال فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تعريف موجود في كتاب الأخلاق والآداب الإسلامية: ص103.

2ـ البحار: ج1، ص201، ح9.

3ـ الوسائل: ج16، ص98، ح21080.

4ـ البحار: ج73، ص348، ح13. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.