المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المبيدات الحشرية (مبيد ترايكلورفون Trichlorfon 80%SP)
2-10-2016
Gerbert of Aurillac
21-10-2015
وبائية وبيئية فايروسات النبات
25-8-2017
Phase Curve
2-10-2021
الالتقاء بالحرّ
6-10-2017
النيماتودا التي تصيب الحمضيات
24-4-2017


صلح الإمام الحسن ( عليه السّلام ) الاسباب  
  
2059   05:44 مساءً   التاريخ: 12-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص148-151
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / صلح الامام الحسن (عليه السّلام) /

أسباب الصلح كما تصورّها النصوص عن الإمام الحسن ( عليه السّلام ) :

1 - روى الشيخ الصدوق في « علل الشرايع » بسنده عن أبي سعيد عقيصا الذي سأل الإمام الحسن ( عليه السّلام ) عن السبب الذي دفعه إلى الصلح مع معاوية من أنّه ( عليه السّلام ) يعلم أنّه على الحقّ وأنّ معاوية ضالّ وظالم ، فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « يا أبا سعيد ، ألست حجّة اللّه تعالى ذكره على خلقه ، وإماما عليهم بعد أبي ( عليه السّلام ) ؟ قلت : بلى ، قال : ألست الذي قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لي ولأخي : الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ؟ قلت : بلى ، قال : فأنا إذن إمام لو قمت ، وأنا إمام إذا قعدت ، يا أبا سعيد علّة مصالحتي لمعاوية علّة مصالحة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لبني ضمرة وبني أشجع ، ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية ، أولئك كفّار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفّار بالتأويل ، يا أبا سعيد إذا كنت إماما من قبل اللّه تعالى ذكره لم يجب أن يسفّه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة ، وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسا ، ألا ترى الخضر ( عليه السّلام ) لمّا خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى ( عليه السّلام ) فعله ؟ لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي . هكذا أنا ، سخطتم عليّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه ، ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلّا قتل »[1].

ونقل الطبرسي في « الاحتجاج »[2] شبيه هذا السبب عن الإمام الحسن ( عليه السّلام ) .

2 - ذكر زيد بن وهب الجهني أنّه بعد أن جرح الإمام ( عليه السّلام ) في المدائن ، سألته عن موقفه الذي سيتّخذه في هذه الظروف ، فأجاب ( عليه السّلام ) :

« أرى واللّه معاوية خيرا لي من هؤلاء ، يزعمون أنّهم لي شيعة ، ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي ، وأخذوا مالي ، واللّه لأن آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي ، واللّه لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني اليه سلما ، فو اللّه لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسيره أو يمنّ عليّ فتكون سبّة على بني هاشم إلى آخر الدّهر ، ومعاوية لا يزال يمنّ بها وعقبه على الحيّ منّا والميت . . . »[3].

3 - وذكر سليم بن قيس الهلالي أنه عندما جاء معاوية إلى الكوفة ؛ صعد الإمام الحسن ( عليه السّلام ) المنبر بحضوره ، وبعد أن حمد اللّه تعالى وأثنى عليه ، قال :

« أيّها الناس إنّ معاوية زعم أنّي رأيته للخلافة أهلا ، ولم أر نفسي لها أهلا ، وكذب معاوية ، أنا أولى الناس بالناس في كتاب اللّه وعلى لسان نبيّ اللّه ، فاقسم باللّه لو أنّ الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها ، والأرض بركتها ، ولما طمعت فيها يا معاوية ، وقد قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ما ولّت امّة أمرها رجلا قطّ وفيهم من هو أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالا ، حتى يرجعوا إلى ملّة عبدة العجل . . . »[4].

4 - وعن سبب الصلح روى العلّامة القندوزي في « ينابيع المودة » أنّ الإمام الحسن ( عليه السّلام ) ألقى في الناس خطابا جاء فيه : « أيّها الناس قد علمتم أنّ اللّه - جلّ ذكره وعزّ اسمه - هداكم بجدّي وأنقذكم من الضلالة ، وخلّصكم من الجهالة ، وأعزّكم به بعد الذلّة ، وكثّركم به بعد القلّة ، وأنّ معاوية نازعني حقّا هو لي دونه ، فنظرت لصلاح الامّة وقطع الفتنة ، وقد كنتم بايعتموني على أن تسالموا من سالمني وتحاربوا من حاربني ، فرأيت أن أسالم معاوية وأضع الحرب بيني وبينه ، وقد صالحته ورأيت أنّ حقن الدماء خير من سفكها ، ولم أرد بذلك إلّا صلاحكم وبقاءكم وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ »[5].

5 - في رواية نقلها السيد المرتضى - رحمة اللّه عليه - أنّ حجر بن عدي اعترض على الإمام ( عليه السّلام ) بعد موافقته على الصلح وقال له : « سوّدت وجوه المؤمنين » فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « ما كلّ أحد يحبّ ما تحبّ ولا رأيه كرأيك ، وإنّما فعلت ما فعلت إبقاء عليكم » .

وبعد ذلك أشار إلى أنّ شيعة الإمام ( عليه السّلام ) اعترضوا على الصلح وأعربوا عن تأسّفهم لقرار الإمام ( عليه السّلام ) ، ومن بينهم سليمان بن صرد الخزاعي الذي قال للإمام : « ما ينقضي تعجّبنا من بيعتك معاوية ، ومعك أربعون ألف مقاتل من أهل الكوفة ، كلّهم يأخذ العطاء ، وهم على أبواب منازلهم ، ومعهم مثلهم من أبنائهم وأتباعهم ، سوى شيعتك من أهل البصرة والحجاز ، ثم لم تأخذ لنفسك ثقة في العقد ، ولا حظّا من العطيّة ، فلو كنت إذ فعلت ما فعلت أشهدت على معاوية وجوه أهل المشرق والمغرب ، وكتبت عليه كتابا بأنّ الأمر لك بعده ، كان الأمر علينا أيسر ، ولكنّه أعطاك شيئا بينك وبينه لم يف به ، ثم لم يلبث أن قال على رؤوس الأشهاد : « إنّي كنت شرطت شروطا ووعدت عداة إرادة لإطفاء نار الحرب ، ومداراة لقطع الفتنة ، فلمّا أن جمع اللّه لنا الكلم والألفة فإنّ ذلك تحت قدمي » واللّه ما عنى بذلك غيرك ، وما أراد إلّا ما كان بينك وبينه ، وقد نقض ، فإذا شئت فأعد ، الحرب خدعة ، وائذن لي في تقدّمك إلى الكوفة ، فأخرج عنها عامله واظهر خلعه وتنبذ اليه على سواء ، إنّ اللّه لا يحبّ الخائنين ، وتكلّم الباقون بمثل كلام سليمان .

فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « أنتم شيعتنا وأهل مودّتنا ، فلو كنت بالحزم في أمر الدنيا أعمل ، ولسلطانها أركض وأنصب ، ما كان معاوية بأبأس منّي بأسا ، ولا أشدّ شكيمة ولا أمضى عزيمة ، ولكنّي أرى غير ما رأيتم ، وما أردت بما فعلت إلّا حقن الدماء فارضوا بقضاء اللّه ، وسلّموا لأمره والزموا بيوتكم وأمسكوا »[6].

 

[1] علل الشرايع : 200 .

[2] بحار الأنوار : 44 / 19 .

[3] الاحتجاج للطبرسي : 148 .

[4] بحار الأنوار : 44 / 22 .

[5] ينابيع المودة : 293 .

[6] بحار الأنوار : 44 / 21 - 28 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.