أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
3481
التاريخ: 7-4-2016
3148
التاريخ: 19-10-2015
3487
التاريخ: 7-03-2015
3337
|
تعتبر المرحلة التي صالح فيها الإمام الحسن ( عليه السّلام ) معاوية بن أبي سفيان من أصعب مراحل حياته ( عليه السّلام ) وأكثرها تعقيدا وحسّاسية وأشدها إيلاما ، بل إنّها كذلك وعلى مدى حياة أهل بيت رسول اللّه ( عليه السّلام ) ، وقد أصبح صلح الإمام ( عليه السّلام ) من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي بما تستبطنه من موقف بطولي للإمام المعصوم ( عليه السّلام ) ، وبما أدّى اليه من تطورات واعتراضات وتفسيرات مختلفة طوال القرون السالفة وحتى عصرنا الحاضر ، وألّف الباحثون المسلمون في توضيح وتحليل الصلح كتبا عديدة ، وأصدر الأعداء والأصدقاء أحكامهم بشأنه .
وقد انبرى باحثون معاصرون من الطراز الممتاز مثل المرحوم الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والشيخ راضي آل ياسين والشيخ باقر شريف القرشي للكتابة عن الإمام ( عليه السّلام ) وصلحه الذي قام به من أجل الإسلام .
وسنبدأ بالحديث عمّا ورد عن هذا الصلح تأريخيا ، ثم ننقل كلمات الإمام ( عليه السّلام ) في الأسباب الكامنة وراء قبوله بالصلح ، وبعد ذلك نقوم بالتحليل .
إتمام الحجّة :
ذكر المؤرّخون : أنّ الإمام الحسن ( عليه السّلام ) بعد أن رأى خيانات جيشه والمحيطين به ونفاقهم ، مع أنّه لم يبق له ثمّة أمل في ثباتهم وصمودهم في مواجهة العدو ، ومع انكشاف ما تنطوي عليه تلك الضمائر من رغبات ، لكنّه ( عليه السّلام ) ولكي يتمّ الحجة ألقى فيهم الخطاب الآتي :
« ويلكم ! واللّه إنّ معاوية لا يفي لأحد منكم بما ضمنه في قتلي ، وإنّي أظنّ إن وضعت يدي في يده فأسلمه لم يتركني أدين بدين جدّي ، وإنّي أقدر أن أعبد اللّه عز وجلّ وحدي ، ولكن كأنّي أنظر إلى أبنائكم واقفين على أبواب أبنائهم يستسقونهم ويطعمونهم بما جعل اللّه لهم فلا يسقون ولا يطعمون ، فبعدا وسحقا لما كسبته أيديهم ، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون »[1].
ومرّة أخرى ، وقبل أن يقبل باقتراح معاوية للصلح قام الإمام ( عليه السّلام ) بإتمام الحجّة ، من خلال خطاب يتضمّن استطلاعا لآراء أصحابه ، واستخبارا لنيّاتهم ، فقد قال ( عليه السّلام ) بعد أن حمد اللّه تعالى وأثنى عليه :
« أما واللّه ما ثنانا عن قتال أهل الشام ذلّة ولا قلّة ، ولكن كنّا نقاتلهم بالسلامة والصبر ، فشيب السلام بالعداوة ، والصبر بالجزع ، وكنتم تتوجّهون معنا ودينكم أمام دنياكم ، وقد أصبحتم الآن ودنياكم أمام دينكم ، وكنّا لكم وكنتم لنا ، وقد صرتم اليوم علينا ، ثمّ أصبحتم تصدّون قتيلين : قتيلا بصفّين تبكون عليهم ، وقتيلا بالنهروان تطلبون بثأرهم ، فأمّا الباكي فخاذل ، وأمّا الطالب فثائر »[2].
وبعد ذلك عرض عليهم اقتراح معاوية الصلح ، فقال ( عليه السّلام ) :
« وإنّ معاوية قد دعا إلى أمر ليس فيه عزّ ولا نصفة ، فإن أردتم الحياة قبلناه منه ، وأغضضنا على القذى ، وإن أردتم الموت بذلناه في ذات اللّه ، وحاكمناه إلى اللّه ؟ »[3].
وأضاف الراوي : « فنادى القوم بأجمعهم : بل البقية والحياة »[4].
القبول بالصلح :
لم يبق أمام الإمام الحسن ( عليه السّلام ) سبيل غير القبول بالصلح ، وترك أمر الحكم لمعاوية فترة من الزمن ، ويتبيّن من خلال التمعّن في بنود معاهدة الصلح أنّ الإمام ( عليه السّلام ) لم يقدّم أيّ امتياز لمعاوية ، وأنّه ( عليه السّلام ) لم يعترف به رسميا باعتباره خليفة وحاكما للمسلمين ، بل إنّما اعتبر الحكم القيادة حقّه الشرعي ، مثبتا بطلان ادعاءات معاوية بهذا الصدد .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|