المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

هضبة الدكن
2024-09-04
عدم الخجل من أي عمل لتأمين القوت
2024-10-05
Urea Cycle: Regulation
5-11-2021
السيد هاشم عباس ابن السيد محمد ابن السيد حسن
14-2-2018
The overall structure of the Milky Way
24-1-2017
الأعضاء التناسلية في البقرة
2024-11-03


صلح الامام الحسن ( عليه السّلام ) المقدمات  
  
1507   05:41 مساءً   التاريخ: 12-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص144-146
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / صلح الامام الحسن (عليه السّلام) /

تعتبر المرحلة التي صالح فيها الإمام الحسن ( عليه السّلام ) معاوية بن أبي سفيان من أصعب مراحل حياته ( عليه السّلام ) وأكثرها تعقيدا وحسّاسية وأشدها إيلاما ، بل إنّها كذلك وعلى مدى حياة أهل بيت رسول اللّه ( عليه السّلام ) ، وقد أصبح صلح الإمام ( عليه السّلام ) من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي بما تستبطنه من موقف بطولي للإمام المعصوم ( عليه السّلام ) ، وبما أدّى اليه من تطورات واعتراضات وتفسيرات مختلفة طوال القرون السالفة وحتى عصرنا الحاضر ، وألّف الباحثون المسلمون في توضيح وتحليل الصلح كتبا عديدة ، وأصدر الأعداء والأصدقاء أحكامهم بشأنه .

وقد انبرى باحثون معاصرون من الطراز الممتاز مثل المرحوم الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والشيخ راضي آل ياسين والشيخ باقر شريف القرشي للكتابة عن الإمام ( عليه السّلام ) وصلحه الذي قام به من أجل الإسلام .

وسنبدأ بالحديث عمّا ورد عن هذا الصلح تأريخيا ، ثم ننقل كلمات الإمام ( عليه السّلام ) في الأسباب الكامنة وراء قبوله بالصلح ، وبعد ذلك نقوم بالتحليل .

إتمام الحجّة :

ذكر المؤرّخون : أنّ الإمام الحسن ( عليه السّلام ) بعد أن رأى خيانات جيشه والمحيطين به ونفاقهم ، مع أنّه لم يبق له ثمّة أمل في ثباتهم وصمودهم في مواجهة العدو ، ومع انكشاف ما تنطوي عليه تلك الضمائر من رغبات ، لكنّه ( عليه السّلام ) ولكي يتمّ الحجة ألقى فيهم الخطاب الآتي :

« ويلكم ! واللّه إنّ معاوية لا يفي لأحد منكم بما ضمنه في قتلي ، وإنّي أظنّ إن وضعت يدي في يده فأسلمه لم يتركني أدين بدين جدّي ، وإنّي أقدر أن أعبد اللّه عز وجلّ وحدي ، ولكن كأنّي أنظر إلى أبنائكم واقفين على أبواب أبنائهم يستسقونهم ويطعمونهم بما جعل اللّه لهم فلا يسقون ولا يطعمون ، فبعدا وسحقا لما كسبته أيديهم ، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون »[1].

ومرّة أخرى ، وقبل أن يقبل باقتراح معاوية للصلح قام الإمام ( عليه السّلام ) بإتمام الحجّة ، من خلال خطاب يتضمّن استطلاعا لآراء أصحابه ، واستخبارا لنيّاتهم ، فقد قال ( عليه السّلام ) بعد أن حمد اللّه تعالى وأثنى عليه :

« أما واللّه ما ثنانا عن قتال أهل الشام ذلّة ولا قلّة ، ولكن كنّا نقاتلهم بالسلامة والصبر ، فشيب السلام بالعداوة ، والصبر بالجزع ، وكنتم تتوجّهون معنا ودينكم أمام دنياكم ، وقد أصبحتم الآن ودنياكم أمام دينكم ، وكنّا لكم وكنتم لنا ، وقد صرتم اليوم علينا ، ثمّ أصبحتم تصدّون قتيلين : قتيلا بصفّين تبكون عليهم ، وقتيلا بالنهروان تطلبون بثأرهم ، فأمّا الباكي فخاذل ، وأمّا الطالب فثائر »[2].

وبعد ذلك عرض عليهم اقتراح معاوية الصلح ، فقال ( عليه السّلام ) :

« وإنّ معاوية قد دعا إلى أمر ليس فيه عزّ ولا نصفة ، فإن أردتم الحياة قبلناه منه ، وأغضضنا على القذى ، وإن أردتم الموت بذلناه في ذات اللّه ، وحاكمناه إلى اللّه ؟ »[3].

وأضاف الراوي : « فنادى القوم بأجمعهم : بل البقية والحياة »[4].

القبول بالصلح :

لم يبق أمام الإمام الحسن ( عليه السّلام ) سبيل غير القبول بالصلح ، وترك أمر الحكم لمعاوية فترة من الزمن ، ويتبيّن من خلال التمعّن في بنود معاهدة الصلح أنّ الإمام ( عليه السّلام ) لم يقدّم أيّ امتياز لمعاوية ، وأنّه ( عليه السّلام ) لم يعترف به رسميا باعتباره خليفة وحاكما للمسلمين ، بل إنّما اعتبر الحكم القيادة حقّه الشرعي ، مثبتا بطلان ادعاءات معاوية بهذا الصدد .

 

[1] تاريخ الطبري : 4 / 122 ، وتذكرة الخواص لابن الجوزي : 112 .

[2] بحار الأنوار : 44 / 21 .

[3] بحار الأنوار : 44 / 21 .

[4] بحار الأنوار : 44 / 21 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.