على الرجل أن يجعل الاعتناء والاهتمام بالزوجة على رأس برامجه واهتماماته |
1454
08:34 صباحاً
التاريخ: 12-6-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-07
280
التاريخ: 25-8-2019
2188
التاريخ: 20-7-2018
2389
التاريخ: 12-6-2018
2284
|
صحيح أن المرأة والرجل بحاجة إلى بعضهما البعض وأن الله سبحانه وتعالى خلق أحدهما للآخر ولكن المرأة - بما تملكه من عاطفة مميزة ومشاعر مرهفة ولطيفة - هي أكثر حاجة إلى التقرب من زوجها والتحدث معه كما أنها بحاجة أكثر للرعاية والاهتمام من قبل الزوج وهي تفرح وتسرّ أكثر لحسن خلقه ومحبته وابتسامته. المرأة تعيش لتحقق رضا الزوج وسعادته وسعادة أولاده. وأفضل تقدير أو مكافأة يمكن أن تحصل عليها المرأة مقابل ذلك هي كلمة الشكر والتقدير التي تسمعها من زوجها وأولادها والبسمة وعلامات الرضا والارتياح والسعادة التي تشاهدها على وجوههم. ومن مفاخر الرجل وكرامته أن يتعهد في عقد الزواج برعاية زوجته وإدارة شؤون حياتها والاهتمام بتربية أولاده ورعايتهم وأن يضع هذه الأمور على رأس برامجه واهتماماته وأن يحترم مشاعر زوجته وعاطفتها المتميزة ويقلل من زياراته غير الضرورية واجتماعاته مع زملائه وأصدقائه ويعود بالتالي إلى البيت ويأنس بأهله وعياله ويتبادل الحديث ويتناول الطعام معهم وأن يستلذ ويتمتع بمحبتهم وعواطفهم ومشاعرهم الصادقة. حيث يقول النبي الأكرم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله: «ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدته فيسمون في اول طعامهم ويحمدون في آخره فترفع المائدة حتى يغفر لهم»(1).
إنه ليس من الشرف ولا من الكرامة الإنسانية أن يترك الرجل زوجته تنتظره في المنزل ويتناول طعامه مع هذا وذاك خارج البيت ويقضي أوقات فراغه بالأعمال المنكرة برفقة أصدقاء السوء، حيث إن عدم الوفاء هذا سيكون له في النهاية عواقب مشؤومة وضارة.
لنقرأ الرسالة التالية:
الرسالة:... تزوجته قبل أكثر من عامين ورافقته من مدينة إلى أخرى، وكنت سعيدة لذلك وراضية عن زواجي منه. وبعد عدة أشهر من زواجنا بدأت تصرفات زوجي التي كانت عادية بالنسبة له وغير عادية بالنسبة لي تظهر وتتكثف.. فعندما كان ينتهي من عمله اليومي يذهب مع أصدقائه ولا يعود إلى البيت إلا في وقت متأخر من الليل.
في بداية الأمر تجاهلت تصرفاته هذه لكي لا يقع بيننا أي خلاف، ولكن بعد مرور فترة من الزمن لم أتمكن من تحمل هذا الوضع. فقد كنت غريبة في هذه المدينة وكان هو يذهب مع أصدقائه حتى في أيام العطل الرسمية ولا يعود إلى البيت إلا في المساء وعندما كان يصل إلى البيت وأعد له مائدة الطعام - على أمل أن أتناول الطعام معه - كان يقول لي: إني شبعان لقد تناولت الطعام مع أصدقائي في المطعم الفلاني. وعندما كنت أعترض على تصرفه هذا وأقول له إن هؤلاء الأصدقاء هم أعداء لك وهم يجلبون المصائب والويلات، كان يغضب ويتشاجر معي وينهال عليّ بالضرب أنا التي كنت أحبه من صيم قلبي. وعندما كان يحدث نقاش بيننا مهما كان بسيطاً وتافهاً فإنه كان يقول لي:... أنت لا تنفعينني، اخرجي من بيتي... كل المشاجرات التي كانت تحدث بيننا كانت بسبب أصدقاء السوء الذين كان يجالسهم ويعاشرهم وأيضاً بسبب عودته المتأخرة إلى المنزل ليلاً... فعندما كان يحين وقت المساء كان الخوف يسيطر على جميع جوارحي ويتملكني بكل وجودي حيث كنت أخاف من أدنى صوت وكنت أقبل أن يبقى زوجي رغم كل أخلاقه السيئة في المنزل ولا يأتي متأخراً... ولكنه كان يعيّرني ويستهين ويستهزئ بي ويقول لي: إنك لا تفهمين، غبية وجبانة.
لقد جعل اشه سبحانه وتعالى الخوف في وجود كل إنسان - رجلاً كان أو امرأة - لكي يستطيع هذا الإنسان بواسطته وفي ظل توجيهان العقل أن يحفظ نفسه ويحمي وجوده من الأخطار التي تحدق به.
ولكن غريزة الخوف عند المرأة هي أقوى منها عند الرجل الأمر الذي يجعل المرأة تخاف من الأخطار وتهرب من الوحدة والظلام والعزلة حيث تحافظ بذلك على عفتها وكرامتها وتبقى بعيدة عن اعتداءات وتحرشات الآخرين. فالإمام أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام يقول: [خيارُ خصال النساء شرار خصال الرجال. الزهو والجُبن والبُخل. فإذا كانت المرأة مزهوة لم تمكن من نفسها، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها وإذا كانت جبانة فَزِعت من كل شيء يعرض لها](2).
وعلى هذا الأساس فالخوف لا يعتبر صفة مذمومة وغير محببة عند النساء بل على العكس يعتبر صفة محببة وحسنة ولذلك يجب أن لا ننتقد المرأة ونحقرها بسبب خوفها. فلو لم تكن المرأة تخاف من الوحدة والظلام لما كانت تشعر بالحاجة إلى الرجل ولما كانت تأوي وتلتجئ إليه وتعيش في كنفه وبالتالي لما كانت تضيء محيط المنزل وتمنحه وتمنح الحياة العائلية الدفء والسعادة ولما كانت تخشى من وقوع زوجها في الخطأ وتعرضه للانحراف ولما كانت تبكي وترجو منه وتلتمس.
الآن نقرأ بقية لرسالة:
الرسالة:... لقد نصحته كثيراً بكيت، ورجوته ولكن دون جدوى. فكنت أقول له: لماذا تدمر حياتك ومستقبلك ؟ لماذا تنفق المال على هذا وذاك بدل أن تنفقه على أهلك وعيالك؟! فكان يستهزئ بي ويقول: يا لك من امرأة ساذجة؟ تتصورين أني لا أعرف مدى ما تضمرينه من حقد وحسد تجاه أصدقائي؟ والأسوأ من ذلك كله أن انتقاداته اللاذعة لي وكلماته النابية التي يوجهها لي ولوالدي وأنا أعيش غريبة وبعيدة عن أهلي في هذه المدينة، كانت تنهال على رأسي كالمطرقة وكانت تؤلمني أكثر من الضرب.
وأحياناً عندما كنت ألاحظ عليه الارتياح كنت أتحدث معه وأقول له: إني لم أكن جائعة أو محتاجة عندما تزوجتك إنني محتاجة إلى المحبة والرعاية والتحدث معك، أحب ان نأكل معاً وان يسود بينا الوفاق والوئام، فكان يقبل كلامي ويعدني بتعديل سلوكه والاستجابة لمطاليبي. ولكن عندما كان يريد أن يعود إلى البيت مبكراً وعندما كان يرفض الذهاب مع أصدقائه هنا وهناك وتناول الطعام معهم كانوا يعيرونه بالقول: أتخاف من زوجتك؟ ولهذا السبب فهو كان يتعمّد التأخر في العودة لكي يثبت لهم أنه شجاع ولا يخاف..
وفي نهاية المطاف كان أعداؤه المتظاهرون بمظهر الأصدقاء، هم السبب في دخوله السجن حيث لم يعد بإمكانه ان يعود إلى بيته نهائياً..
لنسأل الله أن يحفظنا من لخداع والزلل وينقذنا من أصدقاء السوء، ولنسأله تعالى أن يجعل في قلوبنا المزيد من الرحمة والشفقة تجاه زوجاتنا وأبنائنا وأن يجعلنا نعرف قيمة الألفة والمحبة والوفاق داخل محيط الأسرة، لنعيش في جو ذلك وأن نسعى لأداء حقوق بعضنا تجاه بعض ونكسب رضا بعضنا عن بعض بما يرضي الله سبحانه وتعالى.
_____________________________________
(1) وسائل الشيعة ، ج١٦ باب١٢ ص٤٢٢ ح٣.
(2) نهج البلاغة ، ص٦٧٧ رقم ٢٣٦ط الأعلمي - بيروت.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|