المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Hydrolysis of Sulfonic Acids
28-7-2018
Eugenio Beltrami
8-12-2016
مكان نزول سورة الحمد
2023-04-13
اساس التزام المصرف (المسحوب علية)
12-2-2016
شروط اختصاص القضاء المستعجل
5-3-2020
Classifiers
10-3-2022


صغر السن في الزوج  
  
2225   09:18 صباحاً   التاريخ: 16-12-2018
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص93-94
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

ـ ما الحكمة في زواج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعائشة وهي صغيرة، وبالأخص مع علمه بما ستفعله في فتنة الجمل؟

الجواب :

إن سيرة الرسول (صلّى الله عليه وآله) كانت كما عليه ظاهر المسلمين لان الشريعة التي جاء بها هي الشريعة التي اكتفت بالظاهر ولم تتعامل على اساس الواقع، فحكمت بالصحة في أعمال الناس وقبلت بإسلام من نطق بالشهادتين وهكذا.

والرسول (صلّى الله عليه وآله) لم يكن بمنأى في تكليفه عن هذه الشريعة السمحاء، والتي أمر أمَّته بالعمل على طبقها، وكان (صلّى الله عليه وآله) مأموراً بالعمل بالظاهر لا بالواقع ولا بلحاظ علم الغيب وان كان مطّلعا عليه بحسب مقامه الإلهي. ولذا رتب آثار الإسلام على كل من أعلن النطق بالشهادتين وزوَّجه من نساء المسلمين وحرَّم ماله وعرضه كما كان يرتب الآثار على حسب الإيمان والشهود في القضاء والحدود.

وعائشة كما في بحث (زوجات الرسول (صلّى الله عليه وآله)) اقتضت مصلحة الإسلام في الزواج منها – والعلم عند الله سبحانه – كما هو الحال في بقية زوجاته غير خديجة (عليها السلام) التي لها مقامها الخاص عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

أما ما سوف يصدر من زوجاته من سيئات ومعاصٍ في علم الغيب فإنهن يتحملن تبعاته بأنفسهن، كما قال تعالى:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}[الأحزاب: 30]، ولا بد من الالتفات إلى أن زواج الرسول (صلّى الله عليه وآله) من أي امرأة لا يستلزم عصمتها من الذنوب والخطايا، ولم يقل به أحد.

نعم يبقى السؤال : ما هو وجه الحكمة في الزواج من عائشة وهي صغيرة؟

والجواب :

1ـ ان هذا الزواج كان شائعا ولم يكن مستهجنا، ولم يكن يترتب عليه اي أذيّة، وكان يتم احيانا بطلب من اهل الزوجة او من قبيلتها، وقد يكون لمصلحة تساعد على بسط نفوذ الإسلام وتذليل عقباته.

2- إن المرأة في البلاد الحارة كشبه الجزيرة العربية يسرع بها النضوج الجسدي قبل المرأة في البلاد الباردة، في حين ان الزواج المبكر بالصغيرة لا يستلزم الدخول بها بل يؤخر ذلك إلى الوقت المناسب.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.