أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-4-2018
772
التاريخ: 9-08-2015
816
التاريخ: 11-08-2015
3168
التاريخ: 13-12-2018
1369
|
[قال] : ( وسائر السمعيّات من الميزان والصراط والحساب وتطاير الكتب ممكنة. دلّ السمع على ثبوتها). فإنّها نطق بها الكتاب والسنّة وانعقد عليها إجماع الأمّة ( فيجب التصديق بها ).
وأمّا الميزان فقد قال الله تعالى : {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ
الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ } [الأنبياء: 47]، وقال تعالى : {فَأَمَّا مَنْ
ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ
* فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة: 6 - 9].
وذهب كثير من المفسّرين إلى أنّه ميزان له
كفّتان ولسان وشاهين وعماد(1) ؛ عملا بالحقيقة لإمكانها. وقد ورد في الحديث تفسيره
بذلك (2).
وأنكره بعض المعتزلة ذهابا إلى أنّ الأعمال
أعراض لا يمكن أن توزن ، فكيف إذا زالت وتلاشت ، بل المراد به العدل الثابت في كلّ
شيء ؛ ولذا ذكر بلفظ الجمع ، وإلاّ فالميزان المشهور واحد (3).
وقيل : هو الإدراك فميزان الألوان البصر ،
والأصوات السمع ، والطعوم الذوق وكذا سائر الحواسّ ، وميزان المعقولات العقل (4).
وأجيب : بأنّه تعالى يزن صحائف الأعمال.
وقيل : بل تجعل الحسنات أجساما نورانيّة
والسيّئات أجساما ظلمانيّة. وأمّا لفظ الجمع فللاستعظام.
وقيل : لكلّ مكلّف ميزان ، وإنّما الميزان
الكبير واحد ؛ إظهارا لجلالة الأمر فيه وعظم المقام (5).
وأمّا الصراط فقد ورد في الحديث الصحيح : «
أنّه جسر ممدود على متن جهنّم يرده الأوّلون والآخرون ، أدقّ من الشعر وأحدّ من
السيف ». (6)
ويشبه أن يكون المرور عليه هو المراد بورود
كلّ أحد النار على ما قال الله تعالى : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا
} [مريم: 71].
وأنكرها القاضي عبد الجبّار وكثير من
المعتزلة ؛ زعما منهم أنّه لا يمكن الخطور عليه ، ولو أمكن ففيه تعذيب ولا عذاب
على المؤمنين والصلحاء يوم القيامة قطعا ، قالوا : بل المراد به طريق الجنّة
المشار إليه بقوله تعالى : { سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ } [محمد:
5]
وطريق النار المشار إليه بقوله تعالى : {فَاهْدُوهُمْ إِلَى
صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 23]، (7).
وقيل : المراد الأدلّة الواضحة. وقيل :
العبادات كالصلاة والزكاة ونحوهما. وقيل :
الأعمال الرديئة التي يسأل عنها ويؤاخذ بها
، كأنّه يمرّ عليها ويطول المرور بكثرتها ويقصر بقلّتها (8).
والجواب : أنّ إمكان العبور ظاهر كالمشي
على الماء والطيران في الهواء ، غايته مخالفة العادة ثمّ الله تعالى يسهّل الطريق
على من أراد كما جاء في الحديث : « إنّ منهم من هو كالبرق الخاطف ، ومنهم من هو
كالريح الهابّة ، ومنهم من هو كالجواد ، ومنهم من تخور رجلاه وتتعلّق يداه ، ومنهم
من يخرّ على وجهه » (9).
وأمّا الحساب ، فقد قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ
سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران: 199]. وقال صلى الله عليه وآله : حاسبوا أنفسكم قبل
أن تحاسبوا (10).
وأمّا تطاير الكتب فقد قال الله تعالى : {فَأَمَّا مَنْ
أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق:
7، 8] ، وقوله
تعالى : {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} [الإسراء: 13] (11).
وصل : هذا الاعتقاد من أصول الدين ، ومنكره
من الكافرين.
_________________
(1) « مجمع البيان
» 4 : 399 ، ذيل الآية 8 من سورة الأعراف (7) ؛ « تفسير القرطبي » 11 : 293 ، ذيل الآية
47 من سورة الأنبياء (21).
(2) « الدرّ المنثور
» 3 : 418.
(3) حكاه التفتازاني عنهم في « شرح المقاصد » 5
: 120 ـ 121.
(4) حكاه التفتازاني أيضا في « شرح المقاصد » 5
: 121.
(5) حكاهما التفتازاني في « شرح المقاصد » 5 :
121.
(6) « الكافي »
8 : 312 ، ح 486 ؛ « تفسير القمّي » 1 : 29 ؛ « الأمالي » للصدوق : 149 ، المجلس
33 ، ح 4.
(7) حكاه عنهم التفتازاني في « شرح المقاصد » 5 : 120.
(8) حكى الأقوال الثلاثة التفتازاني في « شرح المقاصد
» 5 : 120.
(9) نقله التفتازاني في « شرح المقاصد » 5 :
120.
(10) « محاسبة النفس » : 13.
(11) « شرح تجريد العقائد » للقوشجي : 382 ـ
392.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|