أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-08-2015
602
التاريخ: 30-03-2015
2994
التاريخ: 16-4-2018
785
التاريخ: 12-12-2018
1940
|
لقد ورَدَت في كلمات العلماء تبعاً للقرآن مسألة باسم «أشراط الساعة» وتعني علامات القيامة. إنّ علاماتِ يومِ القيامة على قسمين:
أ: حوادث تقع قبل وقوع القيامة وانهدام النظام الكوني وعند وقوع ذلك يكونُ البشر لا يزالون يعيشون على وجه الاَرض، ولفظة «أشراط الساعة» تُطلَق في الاَغلب على هذا النَمَط من الحوادث والوقائع.
ب :الحوادث التي توجب تخلخل النظام الكونيّ، وقد جاء أكثرها في سور: التكوير، والاِنفطار، والاِنشقاق والزلزال.
والعلائم من القسم الاَوّل عبارة عن:
1. بعثة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم (1).
2. اندكاك السدّ وخروج يأجوج ومأجوج(2).
3. إتيان السماء بدخان مبين (3).
4. نزول السيد المسيح عليه السلام (4).
5. خروج دابّة من الاَرض (5).
ولابُدَّ من مراجعة كتُبِ التفسير والحديث للحصول على تفاصيل هذه العلائم.
ولقد تحدّث القرآنُ الكريمُ بإسهاب حولَ العلائم والاَشراط من النوع الثاني مثل: إنهدام النظام الكونيّ وتلاشيه وتكوير الشمس والقمر، وانكدار النجوم، وتناثرها، وتفجير البحار وتسجيرها، وتسيير الجبال (6) وغيرها من الحوادث التي ملخّصُها هو اندثار النظام السائد فعلاً، وظهور نظام جديدٍ، وهو في حقيقته تجلّ للقدرةِ الاِلَهيّةِ التامّة، كما قال تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: 48]
إنّ القرآنَ الكريم يتحدَّث عن حادثةٍ باسم «النَفخُ في الصُّور» والذي يتم مرتين:
أ ـ النَفْخُ في الصُّور، الذي يوجبُ موتَ كلّ الاَحياء في السَّماوات والاَرضين.
ب ـ النَّفخُ في الصُّور، الذي يوجبُ إحياءَ الموتى كما يقول :
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68]
إنّ القرآنَ الكريم يتحدَّث عن خصوص حَشر البَشَر ونشْرهم يومَ القيامة قائلاً: {يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} [القمر: 7].
[و] بعد عَودة الموتى إلى الحَياة، وحَشْرِهمْ ونَشْرِهِمْ، تتحقَّق عدةُ أُمور قبلَ دُخولِ الجنة أو النار، أخبر بها القرآنُ الكريمُ، والاَحاديثُ الشريفة:
1. محاسَبة النّاس على أعْمالهم بشكلٍ خاصّ، أو بصورٍ معيّنة إحداها إعطاءُ صحيفةِ عملِ كل أحد بيده.(7)
2. مضافاً إلى ما هو مُدرَجٌ في صحيفة كل واحد من الصغائر والكبائر، ثمّتَ شهُودٌ من داخلِ الاِنسان وخارجه تشهدُ يومَ القيامة بأعمالهِ التي عَمِلَها في العالمِ الدُّنْيويّ.
والشُهود الّذين من الخارج هم عبارةٌ عن الله (8)ونبي كلّ أُمّة (9) ونبيّ الاِسلام (10)، والصَفوة الاَخيار من الاُمّة (11)، والملائكة (12)، والاَرض (13).
وأمّا الشهودُ من داخل الكيانِ البشريّ فهم عبارة عن الاَعضاء والجوارح (14)، وتجسّم الاَعمال نفسِها (15).
3. هناكَ لمحاسبة الاِنسان على أعماله ـ مضافاً إلى ما قلناه ـ ما يُسمّى بـ «موازين العَدل» التي تُقامُ يومَ القيامة، وتضمِن وصولَ كلّ إنسان إلى ما يستحقه من الجزاء على وجهِ الدِقّة كما يقول تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].
4. ويُستفاد من الاَحاديث الشريفة أنّ هناك ـ يومَ القيامة ـ ممرّاً يجبُ أن يعبر منه الجميعُ بلا استثناء .
وهذا الممرّ يُعبّر عنهُ في الروايات بالصراط، وقد ذهبَ المفسرون إلى أنّ الآيات 71 ـ 72 من سورة مريم ناظرة إليه.(16)
5. هناكَ حائلٌ بين أهل الجنّة وأهل النار أسماه القرآنُ الكريم بـ (الحجاب) كما أنّه يقف شخصياتٌ رفيعةُ المستوى على مكانٍ مرتفعٍ يعرفون كلاًّ مِن أهلِ الجنّة وأهلِ النارِ بسيماهُم كما يقولُ سبحانه:
{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ} [الأعراف: 46].
وهؤلاءُ الشخصيّات العالِية المستوى هم ـ كما تُصرّح رواياتُنا ـ الاَنبياءُ وأوصياؤهم الكرام البرَرَة.
6. عندما تَنْتهِي عمليّةُ الحساب ويَتّضح مصيرُ الاَشخاص يومَ القيامة يعطي اللهُ سبحانه لواءً بيد النبيّ الاَكرمِ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يُدعى «لواء الحمد» فيتحرّكُ أمامَ أهلِ الجنة، إلى الجنّة.(17)
7. أخبَرَتِ الرواياتُ العديدةُ بوجود حوضٍ كبير في المحشر يُعرَف بحوض «الكوثر»، يحضر عنده رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم ويسقى الصالحون من الاُمّة من ماء ذلك الحوض بأيدي النبيّ وأهلِ بيته عليهم السلام.
_______________
(1) لاحظ محمد | 18 .
(2) لاحظ الكهف | 98 ـ 99 .
(3) لاحظ الدخان | 10 ـ 16 .
(4) لاحظ الزخرف | 57 ـ 61 .
(5) لاحظ النمل | 82 .
(6) لاحظ سور: التكوير، والانفطار، والانشقاق، والقارعة.
(7) لاحظ الاِسراء | 13 ـ 14 .
(8) لاحظ آل عمران | 98
(9) لاحظ النحل | 89 .
(10) لاحظ النساء | 41.4.
(11) لاحظ البقرة | 143 .
(12) لاحظ ق | 18
(13) لاحظ الزلزلة | 4 ـ 5.
(14) لاحظ النور | 24, فُصّلت | 20 ـ 21
(15) لاحظ التوبة|34 ـ 35.
(16) {وَإِن مِنكُمْ إِلاَّ وارِدُهَا كَانَ عَلى رَبّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَواْ وَنَذَرُ الظَّالِمينَ فِيهَا جِثيّاً} (مريم | 71 ـ 72).
(17) بحار الاَنوار، ج 8 ، الباب 18، الاَحاديث 1 ـ 12؛ ومسند أحمد 1 | 281، 295 و 3 | 144 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|