1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : المعاد : القيامة :

عذاب الفاسق

المؤلف:  المحقق الحلي

المصدر:  المسلك الى اصول الدين

الجزء والصفحة:  ص 142

11-08-2015

3237

 [الكلام] ﻓﻲ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻭﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ: ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻘﺎﻣﺎﻥ:

 ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺩﺍﺋﻢ ﺃﻭ ﻣﻨﻘﻄﻊ؟ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻫﻞ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ ﺃﻡ ﻻ؟

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ:

ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ: ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺩﺍﺋﻢ ﻭﺍﺣﺘﺞ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻮﺟﻬﻴﻦ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﻟﻮ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻘﺴﻤﺎﻥ ﺑﺎﻃﻼﻥ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﻓﻈﺎﻫﺮﺓ، ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻘﺴﻤﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺒﺎﻹﺟﻤﺎﻉ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻸﻧﻪ ﻟﻮ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﻟﺪﺧﻠﻬﺎ ﺇﻣﺎ ﺗﻔﻀﻼ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ، ﺃﻭ ﺑﺎﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻹﺣﺒﺎﻁ.

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 14] ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 93].

ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻣﻨﻘﻄﻊ. ﻭﺍﺣﺘﺞ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻮﺟﻮﻩ: ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﻫﻮ ﺩﺍﺋﻢ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻓﻠﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] ﻭ{ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] { وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} [الفرقان: 19] ﻭ{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] ﻭ: {مَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} [الأنعام: 160] ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻻﺟﺘﻤﻊ ﻟﻠﻤﻜﻠﻒ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﺃﻣﺎ ﺃﻭﻻ ﻓﺒﺎﻹﺟﻤﺎﻉ، ﻭﺃﻣﺎ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻓﻸﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﻤﺎ ﺇﻟﻴﻪ.

اﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود: 106، 107]

[الوجه] ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻗﻮﻟﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -: " ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺮﻭﻥ ﺣﻤﻤﺎ ﻭﻓﺤﻤﺎ "(1)

ﻭﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﻓﺰﻉ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺣﺠﺞ ﺍﻵﺧﺮ، ﺫﻫﻮﻻ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻮﺭﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻤﻪ ﻭﺍﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺃﻭ ﻣﺜﻠﻪ، ﻓﺈﺫﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺗﻌﺎﺭﺿﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻟﺠﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻧﻘﻄﺎﻉ ﻋﻘﺎﺑﻪ، ﻷﻧﻪ ﻣﺼﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺻﻞ، ﻭﺃﻧﺴﺐ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ. (2)

ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ:

ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48،116].

ﻭﻗﻮﻟﻪ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53] ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻗﻨﻮﻁ، ﻭﻻ ﻓﻴﻪ ﺗﻤﻨﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﺨﺮﺝ ﺍﻟﺘﻤﻨﻦ ﻭﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ. ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻷﻧﻪ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ، ﻭﻻ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﻮﻟﻪ: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} [الرعد: 6] ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻳﻘﻊ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻇﺎﻟﻤﻴﻦ.

ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] ﻭﻗﻮﻟﻪ: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 8] ] ﻭﻗﻮﻟﻪ: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10].

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ: ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺗﻌﺎﺭﺿﺖ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻮﺟﻮﻩ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻭﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ، ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ، ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻓﺘﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ، ﻟﻤﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺏ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺣﺴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺩﻻﻟﺔ ﻗﻄﻌﻴﺔ ﺑﺎﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﺎ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺤﺴﻨﻪ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺰ ﻓﻴﻪ ﺛﺎﺑﺘﺎ.

 ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﻤﺪﺡ ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻭﻻ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻳﺴﻘﻂ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭﺑﺮﺟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺳﻘﻮﻃﺎ ﻻﺯﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻘﻮﻃﻪ ﻣﺴﺘﻨﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺬﻧﺐ، ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺴﻘﻄﺎ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻟﻤﺎ ﺻﺢ ﺍﻟﺘﻤﺪﺡ ﺑﻪ. ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻐﻴﺮﻩ: ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ، ﻭﻋﻨﻰ (3) ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ، ﻭﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻣﻊ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﻭﻗﻮﻋﻪ، ﻭﻻ ﻋﻘﺎﺏ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﺇﺫ ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻻ ﻋﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ.

ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻟﻌﻞ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ. ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻳﻘﻊ ﻣﺠﺮﺩﺍ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ، ﻓﺴﻘﻂ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺑﻪ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ: ﻓﺎﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﻟﻔﻈﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻟﻔﻈﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ: ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ، ﻭﺍﻟﻜﻞ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﻤﺎ ﺳﻨﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺆﻣﻨﺎ، ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻻ ﻳﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ: ﺃﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ (4)، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻛﺬﻟﻚ، ﻷﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻨﻘﻞ.

ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻴﻪ ﺩﻓﻌﺎ ﻟﻠﻤﺠﺎﺯ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ} [المؤمنون: 38], { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} [العنكبوت: 26], {رَبَّنَا آمَنَّا } [آل عمران: 53]، {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 121].

ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﺎﻋﻞ ﻟﻺﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻣﺼﺪﻕ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ. ﻭﺯﻋﻤﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ، ﻓﻌﻼ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺗﺮﻛﺎ، ﻭﺷﺬﺍﺫ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ. ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻮﺟﻮﻩ: ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106] ﻭﻗﻮﻟﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - " ﻻ ﻳﺰﻧﻲ ﺍﻟﺰﺍﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ " ﻭﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } [البينة: 5] ﻗﺎﻟﻮﺍ: (ﻭﺫﻟﻚ) ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ.

ﻭﺍﻟﻜﻞ ﺿﻌﻴﻒ.(5).

ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [طه: 112]

ﻭﻗﻮﻟﻪ: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} [مريم: 60] ﻓﻌﻄﻒ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻤﻐﺎﻳﺮﺓ. ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻣﻨﺎﻓﻖ، ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ ﻟﻠﻤﻌﺎﺩ ﻟﻤﺎ ﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺗﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺤﺮ ﺣﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻘﻴﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﺎﻟﻪ ﺑﺴﻮﺀ ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﺗﻴﻘﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﺘﻠﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﺗﻴﻘﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ، ﻟﻤﺎ ﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ، ﻷﻥ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺮﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﻔﻮ، ﺃﻭ ﺗﺄﻣﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﺃﻭ ﻟﺮﺟﺎﺀ ﺭﺟﺤﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻷﺧﺮﻭﻱ.(6)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺍﻣﻊ ﻟﻠﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ ﺹ 396: ﻭﺭﺩ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﺍ ﻋﻨﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻳﺨﺮﺝ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻛﺎﻟﺤﻢ ﻭﺍﻟﻔﺤﻢ ﻓﻴﺮﺍﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻫﺆﻻﺀ ﺟﻬﻨﻤﻴﻮﻥ، ﻓﻴﺆﻣﺮ ﺑﻬﻢ ﻓﻴﻐﻤﺴﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ، ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻛﺎﻟﺒﺪﺭ.

(2) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺤﻠﻲ - ﺭﻩ -: ﻓﻲ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ﺹ 175 ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ: ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﻯ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻷﺟﻞ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ.

(3) ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ: ﻋﻠﻰ.

(4) ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ: ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ: ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ.

(5) ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ - ﺭﻩ - ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻓﻼ ﺗﻐﻔﻞ.

(6) ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻫﻮ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﺷﺊ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﻣﺠﻴﺌﻪ ﺑﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ، ﻫﻮ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺇﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺴﻖ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻣﺘﺜﺎﻟﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ، ﻭﻫﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﺃﻧﻪ ﻣﺆﻣﻦ ﻭﻻ ﻛﺎﻓﺮ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﺎﻓﻖ، ﻭﻋﻨﺪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻓﺮ، ﻭﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻪ ﻭﻓﺎﺳﻖ ﺑﻔﺴﻘﻪ قلنا: ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﺼﺪﻕ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺩﻳﻨﻪ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺩﺧﻠﻮﺍ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺴﻤﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻟﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻟﺘﺮﻛﻪ ﺑﻌﻀﻬﺎ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻓﻸﻧﻪ ﻳﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ. ﻭﻳﻘﺎﺩ ﺑﻪ، ﻭﻳﺪﻓﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻳﻐﺴﻞ ﻭﻳﻜﻔﻦ ﻭﻳﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﺈﺫﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺑﻜﺎﻓﺮ. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ. ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻡ ﺹ 171.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي