أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-2-2018
1719
التاريخ: 9-08-2015
1916
التاريخ: 1-08-2015
1036
التاريخ: 9-08-2015
1153
|
لقد نفى الاسلام ما ذهب إليه اليهود من كون «ايليا» هو المصلح المنتظر وما ذهب إليه النصارى من كونه «عيسى ابن مريم»، كذلك نفى الواقع الخارجي ما ذهب إليه الكيسانية من كونه «محمد ابن الحنفية» والإسماعيلية من كونه «اسماعيل بن جعفر» لثبوت موت محمد واسماعيل وانتفاء بقائهما.
بقي الخلاف قائما بين السنة والشيعة الامامية في تعيين المهدي.
وخلاصة اعتقاد أهل السنة أنه سيظهر في آخر الزمان مهدي يقوم بالسيف وأنه
«قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى اللّه عليه وآله سلم
بخروجه، وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلا، وأنه يخرج
مع عيسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام ... وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى
خلفه»(1).
وخلاصة اعتقاد الشيعة الامامية أنه سيظهر في آخر الزمان مهديّ علوي النسب
يقوم بالسيف، وأنه سيملأ الأرض عدلا وقسطا ويحقق للإسلام مجال التطبيق الكامل في
الأرض كل الأرض.
وإذن فما هي جهة الاختلاف بين القولين؟.
ان الخلاف بينهما منحصر في كون السنة يعتقدون بأن هذا المهدي سيولد في آخر
الزمان وليس له الآن وجود، ولا يعلم متى سيولد ومن أبوه، وعلى هذا الأساس أمكن
للسنوسي في ليبيا وعبد الرحمن في السودان وغيرهما ادعاء المهدوية والقيام بالسيف.
أما الشيعة الامامية فيرون أن المهدي هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام،
وأنه موجود في دار الدنيا ولكن لا يعرفه الناس.
وهذه هي نقطة الخلاف بين الجانبين:
وحيث أن البينة على المدعي- كما جاء في القاعدة الفقهية- فإننا هنا سنورد
البينات التي يتمسك بها الشيعة في إثبات ما يعتقدون ونستعرض سائر ما دفعوا به حجج
المنكرين، لتتضح جلية الامر لكل ذي عينين.
ولما كانت الشيعة ... تؤمن بأن الامامة منصب إلهي يحتاج الى النص والتعيين
فقد آمنت بإمامة المهدي محمد بن الحسن جريا وراء النص وتعبدا به واتباعا لمنطوقه
الصريح.
ولعل هناك من يسأل فيقول: ما هو هذا النص وما لفظه ومن رواه؟.
ولتوضيح الجواب لا بد من الاشارة الى أن هذا النص على المهدي لم يكن خبرا
واحدا أو خبرين، وانما هي مجموعة أخبار نبوية متواترة تجاوزت العدّ بالعشرات الى
الحساب بالمئات، ورواها عدد كبير من الصحابة، وأخرجها عدد كبير آخر من الحفاظ
والرواة، وبهذه الاستفاضة والتواتر لم يعد يصح النقاش في صحة هذه الاحاديث والقطع
بما دلت عليه.
ولزيادة الدقة والموضوعية نقول: ان هذه الاحاديث من حيث السند والدلالة تنقسم
الى ثلاث طوائف:
الطائفة الأولى- صحيحة السند ظاهرة الدلالة خالية من كل ريب، وقد نص أئمة
الحديث وأكابر الحفاظ على صحتها او حسنها وكون بعضها على شرط الشيخين البخاري
ومسلم. ولا شك في وجوب الاخذ بهذه الطائفة والعمل بها والاعتقاد بما دلت عليه.
الطائفة الثانية- أحاديث غير صحيحة من حيث السند وان كانت ظاهرة الدلالة والقواعد
المقررة في علم الحديث توجب الاخذ بها أيضا لإعتضادها وانجبارها بالطائفة الأولى وأخذ
المشهور لها بل الاجماع على مضمونها.
الطائفة الثالثة- وفيها الصحيح والضعيف، ولكنها مخالفة لعامة الاحاديث المستفيضة
المتواترة. واللازم طرحها والاعراض عنها ان لم يمكن تأويلها، مثل ما دل على أن اسم المهدي أحمد أو أن
اسم أبيه يوافق اسم أب النبي صلى اللّه عليه و آله وسلم أو أنه من أولاد أبي محمد
الحسن الزكي، حيث ان هذه الأخبار أخبار شاذة أعرض عنها المشهور(2).
وكانت أحاديث الطائفتين الاولى والثانية، وهي التي بيّنا وجوب الاخذ بها
تتجه نحو الهدف بعبارات شتى وتقصد التعيين بألفاظ مختلفة، ونستطيع أن نوجز خلاصتها
على النحو الآتي:
- لقد نص بعضها: على كون المهدي من قريش: «أخرج أحمد والماوردي أنه- صلى
اللّه عليه و سلم- قال: أبشروا بالمهدي، رجل من قريش، من عترتي، يخرج في اختلاف من
الناس وزلزال، فيملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا»(3).
ونص بعض: على كونه من أولاد عبد المطلب: أخرج ابن ماجة بسنده عن
أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: نحن ولد عبد المطلب
سادة أهل الجنة: انا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي(4).
وبعض: على كونه من آل محمد: «قال رسول اللّه (ص): يخرج في آخر الزمان رجل
من ولدي، اسمه كاسمي و كنيته ككنيتي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، فذلك هو
المهدي، وهذا حديث مشهور»(5).
وبعض: على كونه من العترة.
«أخرج أبو داود بسنده عن أم سلمة «رض» قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه
عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي»(6).
وبعض: على كونه من أهل البيت: «قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: لو لم يبق
من الدهر إلا يوم لبعث اللّه رجلا من أهل بيتي، يملؤها عدلا كما ملئت جورا»(7).
وبعض: على كونه من أولاد علي: «عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه
عنهما قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ان عليا وصيي، ومن ولده القائم المنتظر
المهدي الذي يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما»(8).
وبعض: على كونه من أولاد فاطمة: «أخرج مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة
والبيهقي وآخرون: المهدي من عترتي من ولد فاطمة»(9).
وبعض: على كونه من أولاد الحسين: «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله وسلم:
لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمتي رجل من ولد الحسين يملأ الارض عدلا كما ملئت ظلما»(10).
وبعض: على كونه التاسع من ذرية الحسين: «عن سلمان الفارسي رضي
اللّه عنه قال: دخلت على النبي صلى اللّه عليه وسلم فاذا الحسين على فخذيه وهو
يقبل خديه ويلثم فاه ويقول: أنت سيد ابن سيد أخو سيد، وأنت امام ابن امام أخو
أمام، وأنت حجة ابن حجة أخو حجة أبو حجج تسعة تاسعهم قائمهم المهدي»(11).
وبعض: على كونه ثاني عشر الأوصياء وثاني عشر الائمة وثاني عشر الخلفاء.
«... ان وصيّ علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين تتلوه تسعة أئمة
من صلب الحسين، قال: يا محمد فسمهم لي، قال: اذا مضى الحسين فابنه علي، فاذا مضى
علي فابنه محمد، فاذا مضى محمد فابنه جعفر، فاذا مضى جعفر فابنه موسى، فاذا مضى
موسى فابنه علي، فاذا مضى علي فابنه محمد، فاذا مضى محمد فابنه علي، فاذا مضى علي
فابنه الحسن، فاذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي، فهؤلاء
اثنا عشر»(12).
«ذكر يحيي بن الحسن في كتاب العمدة من عشرين طريقا في أن الخلفاء بعد النبي
صلى اللّه عليه و آله وآله وسلم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، في البخاري من ثلاثة
طرق، وفي مسلم من تسعة طرق، وفي ابي داود من ثلاثة طرق، وفي الترمذي من طريق واحد
وفي الحميدي من ثلاثة طرق»(13).
وبعض: على كونه ابن الحسن العسكري: «في المناقب عن جابر بن عبد اللّه
الأنصاري عن النبي ... فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري، فبعده ابنه محمد يدعى
بالمهدي والقائم والحجة، فيغيب ثم يخرج، فاذا خرج يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت
جورا وظلما»(14).
وهكذا نجد أن هذه الاحاديث- بهذا الجمع بين متفرقها-
تحصر مهدي هذه الامة بابن الحسن العسكري، وهي النتيجة الثابتة التي لا مراء فيها.
وليكون القارئ على بينة أكثر من الأمر نورد فيما يلي اسماء رواة أحاديث
المهدي المارة الذكر من الصحابة بالخصوص، حيث لا تتسع هذه العجالة لتسجيل أسماء كل
الرواة من سائر الطبقات.
1- أبو أُمامة الباهلي.
2- أبو أيوب الانصاري.
3- أبو سعيد الخدري.
4- أبو سليمان- راعي رسول اللّه صلى الله عليه وآله -
5- أبو الطفيل.
6- أبو هريرة.
7- أم حبيبة أم المؤمنين.
8- أمّ سلمة أم المؤمنين.
9- انس بن مالك.
10- ثوبان- مولى رسول اللّه- صلى الله عليه وآله -.
11- جابر بن سمرة.
12- جابر بن عبد اللّه الانصاري.
13- حذيفة بن اليمان.
14- سلمان الفارسي.
15- شهر بن حوشب.
16- طلحة بن عبيد اللّه.
17- عائشة أمّ المؤمنين.
18- عبد الرحمن بن عوف.
19- عبد اللّه بن الحارث بن حمزة.
20- عبد اللّه بن عباس.
21- عبد اللّه بن عمر.
22- عبد اللّه بن عمرو بن العاص.
23- عبد اللّه بن مسعود.
24- عثمان بن عفان.
25- علي بن أبي طالب.
26- علي الهلالي.
27- عمار بن ياسر.
28- عمران بن حصين.
29- عوف بن مالك.
30- قرة بن اياس.
31- مجمع بن جارية الانصاري(15).
أما الذين خرّجوا أحاديث المهدي من حفاظ الحديث ورجال
الصحاح والسنن فقد أحصاهم الشيخ عبد المحسن العباد {38} حافظا من الأجلة والمشاهير(16)،
وكان منهم:
1- ابو داود في سننه.
2- الترمذي في جامعه.
3- ابن ماجة في سننه.
4- النسائي في الكبرى.
5- احمد في مسنده.
6- ابن حبان في صحيحه.
7- الحاكم في المستدرك.
8- ابو بكر بن ابي شيبة في المصنف.
9- نعيم بن حماد في كتاب الفتن.
10- ابو نعيم في المهدي و الحلية.
11- الطبراني في الكبير و الأوسط و الصغير.
12- الدار قطني في الافراد.
13- البارودي في معرفة الصحابة.
14- ابو يعلى الموصلي في مسنده.
15- البزار في مسنده.
16- الحارث بن ابي اسامة في مسنده.
17- الخطيب في تلخيص المتشابه و في المتفق و المفترق.
18- ابن عساكر في تاريخه.
19- ابن منده في تاريخ اصبهان.
20- ابو الحسن الحربي في الأول من الحربيات.
21- تمام الرازي في فوائده.
22- ابن جرير في تهذيب الآثار.
23- ابو بكر بن المقري في معجمه.
24- ابو عمرو الداني في سننه.
25- ابو غنم الكوفي في كتاب الفتن.
26- الديلمي في مسند الفردوس.
27- ابو بكر الاسكاف في فوائد الأخبار.
28- ابو الحسين بن المناوي في كتاب الملاحم.
29- البيهقي في دلائل النبوة.
30- ابو عمرو المقري في سننه.
31- ابن الجوزي في تاريخه.
32- يحيي الحماني في مسنده.
33- الروياني في مسنده.
34- ابن سعد في الطبقات.
ولد- سلام اللّه عليه- في سامراء عند الفجر من يوم
الخامس عشر من شهر شعبان سنة 255 هـ(17) وسماه أبوه محمدا، فكان ذلك
مصداقا للحديث النبوي المعروف: «يواطئ اسمه اسمي»(18) وكناه أبا القاسم(19).
وقد تسالم على هذه الحقيقة رواة الشيعة الامامية وكثيرون غيرهم من طوائف
الاسلام الاخرى.
ولكن بعض المسلمين- مع اقرارهم بالمهدوية- أنكروا المهدي بحجة عدم وجود ولد
للعسكري، وأوردوا لإثبات هذه الحجة أربعة أدلة نوجزها فيما يلي:
1- ان العسكري عند ما حضرته الوفاة جعل والدته «أم الحسن» وصية عنه على كل
ما لديه من وقوف وصدقات وشئون، ولو كان له ولد لما عداه.
2- ان جعفر بن علي عم المهدي قد أنكر وجود ولد لأخيه، وشهادة
العم في مثل هذا الأمر ذات أهمية كبرى.
3- ان الشيعة تدعي أن العسكري قد كتم أمر ولده عن غير خواصه، فلماذا فعل
ذلك مع كثرة أصحابه يوم ذاك و تمتعهم بالحول والمال والقوة، في حين ان الأئمة
السابقين في العصرين الأموي والعباسي كانوا في حال أصعب وضغط أشد، ومع ذلك لم
يكتموا أمر أولادهم مثل هذا الكتمان.
4- ان مصادر التاريخ لم تعرف ولدا للحسن العسكري ولم ترو من خبره شيئا.
وبهذه الأدلة الاربعة نفى النافون ولادة الامام محمد بن الحسن.
ونورد فيما يلي- باختصار- جواب هذه الأدلة ليتضح الامر ويحصحص الحق فنقول:
أما جواب الدليل الاول:
فان الوصية للام لا تصلح برهانا على نفي وجود الولد، وكان غرض الامام
منها صرف الانظار عن ولده وعدم تسليط الاضواء عليه وايهام خصومه بعدم وجود ولد له،
بل زاد في الإيهام- متعمدا- فأشهد لفيفا من كبار رجالات الدولة يوم ذاك على هذه
الوصية (20).
وكان الامام العسكري في تصرفه هذا سائرا على نهج جده جعفر بن محمد الصادق
عليه السلام عند ما جعل له خمسة أوصياء بعد وفاته هم المنصور العباسي والربيع وقاضي
المدينة بالإضافة الى زوجته حميدة وولده موسى بن جعفر عليه السلام، وكان غرضه من
ذلك ابعاد الانظار عن ولده موسى(21)، لأنه لو خصه بالوصية لكان
للعباسيين معه شأن آخر من يوم وفاة أبيه، وقد كتب المنصور عندما بلغه نبأ وفاة
الصادق الى واليه على المدينة يأمره بتضييق الخناق على وصي جعفر بن محمد، فكتب
الوالي الى المنصور- بعد التحقيق- يخبره بأن الأوصياء خمسة وأن أولهم وأبرزهم هو
الخليفة نفسه، فكان في ذلك ابعاد الاذى عن الامام موسى بن جعفر
عليه السلام.
وأما جواب الدليل الثاني:
فان جعفرا من أفراد الناس العاديين، ويجوز عليه ما يجوز عليهم من خطأ
وعصيان وادعاء باطل، وحسبه أن يكون شبيها بقابيل اذ قتل أخاه وبأبناء يعقوب عند ما
ألقوا أخاهم في الجب وآذوا أباهم وحلفوا اليمين الكاذبة على أن أخاهم قد أكله
الذئب.
وقد تخيل جعفر- وهو يعلم بكتمان أمر ابن أخيه عن غير الخاصة من أصحاب أبيه-
انه سيكون الامام بمجرد هذا الانكار، وان الاموال الشرعية ستجبى إليه من كل حدب
وصوب، ولكن إرادة اللّه غالبة، اذ سرعان ما انكشف زيف أمره، ثم ندم على ما فعل
وتاب من سوء ما عمل حتى اشتهر باسم «جعفر التواب».
وليس عجيبا وقوف العم ضد ابن أخيه، فقديما كان أبو لهب والعباس قادة
التأليب على ابن أخيهما محمد صلى اللّه عليه و آله وسلم، حيث أنكروا نبوته و نسبوا
له السحر والجنون وساقوا
الجيوش لحربه ووضعوا الخطط للقضاء عليه.
وأما جواب الدليل الثالث:
فان الذي دعا الامام العسكري الى كتمان أمر ولده هو ما يعلمه من اشتهار
قيام الامام الثاني عشر من أهل البيت بالسيف ليزيل دولة الباطل ويقيم دولة الحق، ولذلك
كان الحكام يخشون هذا الثائر ويعدون العدة للقضاء عليه بكل صورة لو علموا أمره
وعرفوا خبره، ومن هنا اضطر العسكري الى الكتمان والاحتفاظ بخبر ابنه سرا عند
الخاصة من أصحابه ومما يوضح ذلك ويؤيده ان السلطات الحاكمة قد بادرت بإرسال
جلاوزتها ساعة وفاة العسكري الى داره ليقبضوا على من يكون فيها من صبيان وغلمان(22)،
ولو لا إرادة اللّه التي سهلت لمحمد بن الحسن الفرار والاختفاء لقتلوه.
وللعسكري في هذا الكتمان اسوة بأم موسى بن عمران عند ما أوحي إليها بضرورة
ستره وكتمانه خوفا عليه من فرعون زمانه كما نطق القرآن المجيد بذلك.
أما الأئمة السابقون فلم يكن لزاما عليهم أن يقوموا
بالسيف، وانما كان الأمر متروكا للظروف وملابساتها وما يقتضيه كل ظرف منها من حكم
وتكليف، ولذلك كان لهم بعض الأمان وبعض الحرية وان لم يكن أمانا وحرية بمعناهما
الصحيح.
وأما جواب الدليل الرابع:
فان البنوّة انما تثبت- في الشرع- بقول القابلة والنساء اللائي يحضرن
الولادة، وباعتراف صاحب الفراش، وبشهادة رجلين من المسلمين على اقرار الأب بابنه وهذه
الجوانب الثلاثة متوفرة في هذا الولد.
فالسيدة حكيمة بنت الامام الجواد عليه السلام هي التي تولت أمر الولادة و
شهدت بها.
والامام العسكري هو الأب وقد أقر بهذه البنوّة أمام خواصه (23).
والمسلمون- جيلا بعد جيل- يروون ذلك و يشهدون بصحته وكان
ممن روى خبر هذه الولادة- بالإضافة الى اجماع الشيعة الامامية عليها- من علماء
المسلمين عدد غير قليل من المؤرخين والمؤلفين، ومنهم على سبيل التمثيل:
1- محمد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة 652 هـ(24).
2- سبط ابن الجوزي المتوفى سنة 554 هـ(25).
3- الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658 هـ(26).
4- ابن خلكان الشافعي المتوفى سنة 681 هـ(27).
5- صلاح الدين الصفدي المتوفى سنة 764 هـ(28).
6- ابن حجر الهيتمي الشافعي المتوفى سنة 852 هـ(29).
7- ابن الصباغ المالكي المتوفى سنة 855 هـ(30).
8- ابن طولون الدمشقي المتوفى سنة 953 هـ(31).
9- الحسين بن عبد اللّه السمرقندي المتوفى سنة 1043 هـ تقريبا(32).
10- محمد الصبان الشافعي المتوفى سنة 1206 هـ(33).
11- سليمان القندوزي الحنفي المتوفى سنة 1294 هـ(34).
12- محمد أمين السويدي المتوفى سنة 1246 هـ(35).
13- مؤمن الشبلنجي الشافعي المتوفى ق 14 هـ(36).
_______________
(1) الصواعق المحرقة: 99. ويراجع المهدي والمهدوية.
(2) يراجع كتاب المهدي: 9.
(3) الصواعق المحرقة: 99 واسعاف الراغبين: 243 والحاوي:
2/ 124.
(4) سنن ابن ماجة: 2/ 1368، ويراجع الفصول المهمة: 276
وينابيع المودة: 435 والحاوي: 2/ 124.
(5) تذكرة الخواص: 377. ويراجع سنن أبي داود:
2/ 422 والصواعق المحرقة: 98 ونور الأبصار: 156- 157
والحاوي: 2/ 129 و 137.
(6) سنن أبي داود: 2/ 422 والصواعق المحرقة: 97 واسعاف
الراغبين: 131 والحاوي: 2/ 124.
(7) سنن أبي داود: 2/ 422 و الصواعق المحرقة: 97 ونور
الأبصار: 157 والحاوي: 2/ 124- 126. وفي مسند أحمد بن حنبل: 1/ 376 و 377 و 430 و
448« لا تذهب الدنيا أولا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ
اسمه اسمي ومثله في سنن الترمذي 4/ 505 وتذكرة الحفاظ: 2/ 488 ويراجع سنن ابن ماجة
2/ 1366.
(8) ينابيع المودة: 448 والحاوي: 2/ 130.
(9) سنن أبي داود: 2/ 422 و البيان: 64 و الصواعق
المحرقة:
97 واسعاف الراغبين: 131 وسنن ابن ماجة: 2/ 1368
والحاوي: 2/ 124 و 137.
(10) ينابيع المودة: 445. وفي البيان: 82 من جملة حديث
نبوي طويل:« ثم ضرب على منكب الحسين فقال:
من هذا مهدي الأمة».
(11) ينابيع المودة: 445.
(12) ينابيع المودة: 441.
(13) ينابيع المودة: 441- 445.
(14) ينابيع المودة: 443 واسعاف الراغبين: 139- 140
(15) يراجع في هذه القائمة- بالإضافة الى المصادر
المذكورة في الهوامش السابقة- بحث الشيخ عبد المحسن العباد في مجلة الجامعة
الاسلامية: العدد 3/ ص 128 وهو بعنوان« عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي
المنتظر».
(16) مجلة الجامعة الاسلامية: العدد 3- ص 129.
(17) الارشاد: 372 و ينابيع المودة: 451- 452.
(18) صحيح الترمذي: 2/ 270 والصواعق المحرقة: 97.
(19) تذكرة الخواص: 377 ومطالب السئول: 2/ 79 والصواعق
المحرقة: 124 ونور الأبصار: 154.
(20) الفصول العشرة
للشيخ المفيد: 13، 14
(21) المصدر السابق: 14.
(22) الارشاد: 372.
(23) الارشاد: 372.
(24) مطالب السئول: 2/ 79.
(25) تذكرة الخواص: 377.
(26) البيان: 102- 112.
(27) وفيات الأعيان: 3/ 316.
(28) الوافي بالوفيات: 2/ 336.
(29) الصواعق المحرقة: 124.
(30) الفصول المهمة: 274.
(31) الأئمة الاثني عشر: 117.
(32) تحفة الطالب: 17/ أ( مخطوط بمكتبة الحرم المكي تحت
رقم 33/ تاريخ/ دهلوي).
(33) اسعاف الراغبين: 140.
(34) ينابيع المودة: 450- 451.
(35) سبائك الذهب: 78.
(36) نور الأبصار: 154.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|