المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



نظرة سريعة عن حياة الإمام الجواد (عليه السّلام)  
  
2544   04:51 مساءً   التاريخ: 30-5-2022
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : معارف الإسلام
الجزء والصفحة : ص352-355
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

الاسم: محمد عليه السلام

اللّقب: الجواد

الكنية: أبو جعفر

اسم الأب: علي بن موسى الرضا عليهما السلام

اسم الأمّ: سبيكة، وقد سماها الإمام الرضا "خيزران"

الولادة: 10 رجب 195 هـ

الشهادة: 29 ذو القعدة 220 هـ

مدّة الإمامة: 17 سنة

مكان الدفن: العراق/الكاظمية

 

المظلوميـّة الأولى

لقد حرم المأمون الإمام الجواد عليه السلام من أن يعيش في ظلّ والده، فقد استشهد الإمام الرضا عليه السلام وعمر الإمام عليه السلام ما يقارب سبع سنين، فتولّى الإمامة في سن مبكرة، الأمر الّذي أثار استغراب الناس عموماً، حتّى شيعة الإمام عليه السلام ، ولذلك كان والده الإمام الرضا عليه السلام قد هيّأ الأجواء لتولّي الإمام عليه السلام الخلافة، فقد رُوي عن صفوان بن يحيى أنّه سأل الرضا عليه السلام عن الخليفة بعده، فأشار الإمام إلى ابنه الجواد عليه السلام ، وكان في الثالثة من عمره، فقال صفوان: جُعِلت فداك! هذا ابن ثلاث سنين؟! فقال عليه السلام: "وما يضرّ ذلك؟ لَقَدْ قامَ عيسى‏ عليه السلام بالحُجَّةِ وَهُوَ ابْنُ ثلاثِ سنينَ"[1].

وكان الرضا عليه السلام يخاطب ابنه الجواد عليه السلام بالتعظيم، وما كان يذكره إلّا بكنيته، فيقول: "كَتَبَ إليَّ أبو جعفرٍ" و"كْنُتُ أكتبُ إلى أبي جعفرٍ"، كما كان يستشهد على أنّ البلوغ لا قيمة له في موضوع الإمامة، بقوله تعالى في شأن يحيى عليه السلام: ﴿وَءَاتَينَٰهُ ٱلحُكمَ صَبِيّا[2].

ولقد أثبت الإمام الجواد عليه السلام سعة علمه وقوّة حجّته وعظمة آياته منذ صغره، فكان الناس في المدينة يسألونه ويستفتونه وهو ابن تسع سنين.. والمتَتبّع للرّوايات والأخبار يجد أنّ الإمام الرضا عليه السلام عمل على إزالة اللبس والاشتباه في موضوع إمامة الجواد عليه السلام بالأدّلة والبراهين، ومهّد له بالطرق والأساليب كافّة، كما كان الرضا عليه السلام يأمر أصحابه بالسلام على ابنه بالإمامة، والإذعان بالطاعة، كما في قوله لسنان بن نافع: "يا ابْنَ نافِعٍ، سَلّمْ وَأَذْعِنْ لَهُ بِالطّاعَةِ، فَروحُهُ روحي، وروحي روحُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم "[3].

 

الإمام‏ عليه السلام والمأمون‏

كان الإمام الجواد عليه السلام في السادسة من عمره، عندما خرج والده الرضا عليه السلام من المدينة إلى خراسان. وبعد اغتيال المأمون الإمام الرضا عليه السلام ، انتقل المأمون إلى بغداد، واستدعى الإمام الجواد عليه السلام إليه، في محاولةٍ منه لاحتوائه والحدّ من نشاطه في المدينة. وفي بغداد، تظاهر المأمون بإكرام الإمام، وبرّه، فأنزله بالقرب من داره، وأسكنه في قصره وعزم على تزويجه من ابنته أمّ الفضل، وذلك لأسباب منها:

1- ليدفع عنه التهمة بتصفية الرضا عليه السلام ، الّتي زعزعت من ولاء أهل خراسان له، وعرّضته لانتفاضاتهم، الّتي كانت تظهر بين حينٍ وآخر.

2- ليجعله قريباً منه وتحت المراقبة الأمنيـّة، خوفاً وحذراً من تحريك العلويّين ضدّه.

 

الدور الرساليّ

1- إثبات المرجعيـّة العلميـّة لأهل البيت عليهم السلام:

إنّ الجهود الّتي قام بها الأئمّة السابقون تمثّلت في بناء المرجعيّة العلميّة لأهل البيت عليهم السلام بين المسلمين، وهذا الأمر تابعه الإمام الجواد بشكلٍ لافتٍ، وذلك لأنّه، وعلى الرّغم من صغر سنّه، فقد أثبت أنّ لديه علماً يفوق علم كثير من الناس، الّذين كانوا يُعدّون في الدرجات الأولى من العلم، يشهد لذلك قصّة الحوار الّذي دار بينه وبين قاضي القضاة عند المأمون "يحيى بن أكثم"‏، ففي مجلسٍ حاشدٍ: واجه القاضي يحيى الإمام عليه السلام بالمسألة التالية: "ما تقول في مُحْرِمٍ قتل صيداً؟" وبكل بساطة واطمئنان أجاب الإمام عليه السلام: "قتله فيحِلٍّ أو حرم؟ عالماً كان المحرم أو جاهلاً؟ قتله عمداً أو خطأ؟ حُرّاً كان المحرم أو عبداً؟ صغيراً كان أو كبيراً؟ مبتدئاً بالقتل أو معيداً؟ من ذوات الطير كان الصيد أم غيرها؟ من صغار الصيد أم من كبارها؟ مصرّاً على ما فعل أم نادماً؟ ليلاً كان قتله للصيد أم نهاراً؟محرماً كان بالعمرة إذ قتله أو بالحجّ كان محرماً؟" (واشرأبّت الأعناق إلى القاضي يحيى، الّذي كان أعجز من أن يتابع مسألة الإمام عليه السلام ‏، فبان عليه الارتباك، وظهر فشله وعجزه)[4].

2- التمهيد لفكرة المهدويـّة:

سعى الأئمّة جميعاً لتثبيت فكرة المهديّ الموعود، في أذهان أصحابهم. وقد ورد في الروايات عن جميع الأئمّة الوعد بهذا الموعود، "الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً". فقد كانت فكرة الإمامة المبكرة للإمام عليه السلام وسعي الإمام لتثبيت إمامة الصغير في السنّ، من خلال إثباته الكفاءات الخاصّة الربّانيّة والإلهيـّة لديه، خير دليل على إثبات النظريّة الشيعيّة، الّتي ترى أنّ الإمامة تنصيبٌ إلهيٌّ وليست اختياراً بشريّاً.

3- تنظيم عمل الجماعة الصالحة الموالية لأهل البيت عليهم السلام:

تابع الإمام الجواد عليه السلام مسيرة آبائه الطاهرين، في بناء الجماعة الصالحة الموالية لأهل البيت عليهم السلام ، لمقاومة ممارسات السلطة العباسيّة الّتي كانت تعمل على مضايقة الأئمّة عليهم السلام ووضع العيون عليهم، ورصد كلّ تحرّكاتهم.

فابتدأ الأئمّة ببناء نظام الوكلاء، الّذين ينوبون عن الإمام في التصدّي لشؤون الناس بتفويضٍ منه عليه السلام.

كما أكدّ الإمام على حرمة التعامل مع الظالمين، فقد ورد عنه عليه السلام: "من استمعَ إلى ناطق فقدْ عبدَه، فإن كان الناطقُ عن اللهِ فقد عبدَ اللهَ، وإن كان الناطقُ ينطقُ عن لسانِ إبليسَ فقد عبدَ إبليس"[5].

 

الإمام في المدينة

انتقل الإمام عليه السلام من بغداد إلى المدينة، رغم تحفّظات المأمون، ليعيش بعيداً عن مراقبة السلطة المباشرة، وليمارس مهامّه في التوعية، والتثقيف، والإرشاد في أجواء ملائمة. فكان أصحابه يتّصلون به مباشرة، وتصل إليهم الأحكام الشرعيّة والحقوق. كما كان يدرّس، ويحاور، ويبيّن للناس ما اشتبه عليهم من أمر دينهم، ودنياهم، حتّى تحوّل بيته إلى مدرسةٍ، يؤمّها العلماء والفقهاء من مختلف أقطار العالم الإسلاميّ، فتخرّج منها العديد من أصحاب الفضل في حفظ الأحاديث والأحكام ونقلها لأتباعهم.

 

شهادة الإمام الجواد عليه السلام

استمّر الإمام الجواد عليه السلام في مسيرته الإصلاحيّة، حتّى وفاة المأمون. وعندما تولّى المعتصم السلطة، وكان يمثّل قمّة الانحراف،لم تَرُقْ له نشاطات الإمام الإصلاحيّة، ما جعله يستدعيه إلى بغداد، ووضعه تحت الإقامة الجبريّة مدّة من الزمن بهدف الحدّ من نشاطه. ولكنّ الأمور انقلبت على المعتصم حيث شعر بالخطر يتهدّده لالتفاف الناس حول الإمام عليه السلام ، وتأثّرهم به، فأوعز إلى زوجته أمّ الفضل فدسّت له السمّ في الطعام، فقضى الإمام عليه السلام شهيداً.

 

[1]  الطباطبائي، العلامة السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، إيران - قم، 1417هـ‏، ط5، ج14، ص54.

[2]  سورة مريم، الآية 12.

[3]  ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، مصدر سابق، ج3، ص494.

[4]  راجع: المفيد، الإرشاد، مصدر سابق، ج2، ص283.

[5]  ابن شعبة الحراني، تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، مصدر سابق، ص456.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.