المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

معنى الساعة والتَّحسر والأوزار
22-10-2014
مـفهوم وفـلسفـة ادارة التـغيير
7-8-2019
دعاء لطلب الرزق.
2023-06-27
معنى كلمة ملل
26/11/2022
عشر وسائل لتنمية الحب بين الزوجين
12-1-2020
التمييز بين المقدمة وملخصات البحوث
30-8-2022


في ذكر علامات ظهور(المهدي ع)  
  
983   11:14 صباحاً   التاريخ: 9-08-2015
المؤلف : السيد على بن عبد الكريم نيلي النجفي
الكتاب أو المصدر : منتخب الأنوار المضيئة
الجزء والصفحة : ص174- 188
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف /

  ورد عن آبائه عليهم السلام ذكر علامات تتقدم على ظهوره وتدل على ظهوره.

فمن ذلك ما صح لي روايته عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد المفيد رحمه الله يرفعه إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حين ترى علامات أذكرها لك وما أراك تدرك ذلك اختلاف بني العباس ومناد ينادي من السماء وخسف في قرية من قرى الشام تسمى بالجابية ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى يخرب الشام ويكون سبب خرابه اجتماع ثلاث رايات فيه راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني .

وبالطريق المذكور يرفعه إلى أبي بصير قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قوله تعالى {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: 4] لا بد من نزول الآية سيفعل الله ذلك لهم قلت ومن هم قال بنو أمية وشيعتهم قلت وما الآية قال ركود الشمس ما بين الزوال إلى وقت العصر وخروج صدر ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه وذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه .

ومما جاز لي روايته عن أحمد بن محمد الأيادي يرفعه إلى يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال يا يزيد اتق جمع الأصهب قال وما الأصهب قال الأبقع قلت وما الأبقع قال الأبرص واتق السفياني واتق الشديدين من ولد فلان وفلان يأتيان مكة فيقسمان بها الأموال يتشبهان بالقائم واتق الشذاذ من آل محمد .

ومما أجيز لي روايته عن الشيخ الصدوق محمد بن بابويه رحمه الله يرفعه إلى أبي عمر عن الباقر عليه السلام قال إذا قام القائم قال {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا} [الشعراء: 21] خفتكم على نفسي وجئتكم لما أذن لي ربي وأصلح بي أمري .

وبالطريق المذكور يرفعه إلى محمد بن مسلم الثقفي قال دخلت على أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد عليه السلام فقال لي مبتدئا يا محمد بن مسلم إن في القائم من آل محمد صلى الله عليه واله شبها من الخمسة الرسل يونس بن متى ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه واله أما شبهه من يونس فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن وأما شبهه من يوسف فالغيبة من خاصته وعامته واختفاؤه من إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته وأما شبهه من موسى فدوام خوفه وطول غيبته وخفاء ولادته وتعب شيعته من بعده وما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله عز وجل في ظهوره ونصره وأيده على عدوه وأما شبهه من عيسى فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة منهم ما ولد وطائفة قالت مات وقالت طائفة قتل وصلب وأما شبهه من جده المصطفى صلى الله عليه واله فخروجه بالسيف وقتله أعداء الله عز وجل وأعداء رسوله صلى الله عليه واله والجبارين والطواغيت وأنه ينصر بالسيف وبالرعب وأنه لا ترد له راية وإن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام وخروج اليماني من اليمن وصيحة من السماء في شهر رمضان ومناد ينادي من السماء باسمه واسم أبيه .

وبالطريق المذكور يرفعه إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السلام أرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما فقال عليه السلام يا أبا القاسم ما منا إلا وهو قائم بأمر الله جل وعز وهاد إلى دين الله جل وعز ولكن القائم منا الذي يطهر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلا وقسطا هو الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته وهو سمي رسول الله صلى الله عليه واله وكنيه وهو الذي يطوى له الأرض ويذل له كل صعب ويجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابه {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة: 148] فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله عز وجل فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عز وجل. قال عبد العظيم فقلت يا سيدي وكيف يعلم أن الله قد رضي قال يلقي في قلبه الرحمة فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما .

وبالطريق المذكور يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال خمس قبل قيام القائم اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية وبالطريق المذكور يرفعه إلى محمد بن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني فقال وما تصنع باسمه إذا ملك كور الشام الخمس دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج قلت يملك تسعة أشهر قال لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما .

وبالطريق المذكور يرفعه إلى عبد الله بن عجلان قال ذكرنا خروج القائم عليه السلام عند أبي عبد الله عليه السلام فقلت كيف لنا أن نعلم ذلك فقال يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب طاعة معروفة اسمعوا وأطيعوا وروي أنه يكون في راية المهدي عليه السلام البيعة لله عز وجل .

ومن ذلك يرفعه إلى ورد عن أبي جعفر عليه السلام قال آيتان بين يدي هذا الأمر كسوف القمر لخمس وكسوف الشمس لخمس عشرة لم يكن مثل ذلك منذ هبط آدم عليه السلام إلى الأرض وعند ذلك يسقط حساب المنجمين .

وعن سليمان بن خالد يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال قدام القائم موتان موت أحمر وموت ابيض حتى يذهب من كل سبعة خمسة الموت الأحمر السيف والموت الأبيض الطاعون.

 

وعن أبي بصير ومحمد بن مسلم قالا سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس فقلنا إذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى فقال عليه السلام أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي .

و بالطريق المذكور يرفعه إلى المفضل بن عمر قال سألت الصادق عليه السلام عن سورة العصر فقال {وَالْعَصْرِ} [العصر: 1] عصر خروج القائم عليه السلام {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ } [العصر: 2] والخسر خسران أعدائه {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } [العصر: 3] والمؤمنون الصالحون أصحاب القائم عليه السلام من الخسران مبرءون {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} [العصر: 3] وتواصوا بالقول بالإمامة {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3] وصبروا في أيام الفترة.

وبالطريق المذكور يرفعه إلى المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لقد ذكر الله تعالى المفتقدين من أصحاب القائم عليه السلام في كتابه {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا } [البقرة: 148] إنهم يفتقدون من فرشهم ليلا فيصبحون بمكة بعضهم يسير في السحاب نهارا يعرف اسمه واسم أبيه وحليته ونسبه قال فقلت جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا قال الذين يسيرون في السحاب نهارا.

و بالطريق المذكور يرفعه إلى سدير السيرفي قال دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام فرأيناه جالسا على التراب وعليه مسح خيبري مطرق بلا جيب مقصر الكمين وهو يبكي بكاء الوالهة الثكلى ذات الكبد الحرى قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغير في عارضيه وبل الدمع محجريه وهو يقول سيدي غيبتك نفت رقادي وضيقت علي مهادي وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك وصلت مصابي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد ما أحس بدمعة ترقأ من عيني وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا الأمثل بعيني عن غوابر أعظمها وأقطعها وبواقي أشدها وأنكرها ونوائب مخلوطة بغضبك ونوازل معجونة بسخطك قال سدير فاستطارت عقولنا ولها وتصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل وظننا أنه سمت لمكروهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينك من أي حادثة تسترق دمعتك وتستمطر عبرتك وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم قال فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه واشتد عنها خوفه وقال ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا والأئمة من بعده صلى الله عليه وعليهم أجمعين وتأملت منه مولد قائمنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم وخلع ربقة الإسلام من أرقابهم التي أوجبها الله تعالى عليهم وذكرها في كتابه {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسراء: 13] يعني الولاية فأخذتني الرقة واستولت على الأحزان فقلنا يا ابن رسول الله كرمنا وفضلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك قال إن الله عز وجل أدار في القائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل عليهم السلام قدر مولده بقدر موسى عليه السلام وقدر غيبته بقدر غيبة عيسى عليه السلام وقدر إبطائه بقدر إبطاء نوح عليه السلام وجعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح الخضر عليه السلام دليلا على عمره فقلنا له اكشف لنا يا ابن رسول الله وجوه هذه المعاني قال أما مولد موسى عليه السلام فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أحضر الكهنة فدلوه على نسبه وأنه يكون من بني إسرائيل فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا وعشرين ألف مولود وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى عليه السلام لحفظ الله عز وجل إياه كذلك بنو أمية وبنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم وملك الأمراء والجبابرة منهم على يد القائم منا ناصبونا العداوة ووضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم عليه السلام ولكن الله عز وجل لا يكشف أمره لواحد من الظلمة {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ } [التوبة: 32] ولو كره المشركون وأما غيبة عيسى عليه السلام فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم الله جل ذكره بما ذكر في كتابه {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157] كذلك غيبة القائم عليه السلام فإن الأمة مستنكرة لطولها فمن قائل يهذي بأنه لم يولد وقائل يقول إنه ولد ومات وقائل يكفر بقوله إن حادي عشرنا كان عقيما وقائل يمرق بقوله إنه يتعدى إلى ثلاثة عشر فصاعدا وقائل يعصي الله عز وجل بقوله إن روح القائم ينطق في هيكل غيره وأما إبطاء نوح فإنه لما استنزلت العقوبة على قومه من السماء بعث الله عز وجل الروح الأمين جبرئيل عليه السلام معه سبع نويات فقال يا نبي الله إن الله تبارك وتعالى يقول لك إن هؤلاء خلائقي وعبادي ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه واغرس هذا النوى فإن لك في نباتها وبلوغها وأطرافها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين فلما نبتت الأشجار وتأزرت وتسوقت وأغصنت وأثمرت وزها الثمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله عز وجل العدة فأمره الله عز وجل أن يغرس من نوى تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد ويؤكد الحجة على قومه فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت فارتد منهم ثلاثمائة رجل وقالوا لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف ثم إن الله عز وجل لم يزل يوعده ويأمره عند كل مرة أن يغرسها تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلا فأوحى الله عز وجل عند ذلك إليه وقال يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه وصفا الأمر والإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو أني أهلكت الكفار وأبقيت من ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك واعتصموا بحبل نبوتك بأني أستخلفهم في الأرض وأمكن لهم دينهم وأبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشرك من قلوبهم وكيف يكون الاستخلاف والتمكن وبدل الخوف بالأمن مني لهم ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا لخبث طينتهم وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق وسنوخ الضلالة فلو أنهم تنسموا من الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفائه لاستحكمت مرائر نفاقهم وتأبدت حبال ضلالة قلوبهم ولكاشفوا إخوانهم بالعداوة وحاربوهم على طلب الرئاسة والتفرد بالأمر والنهي وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب كلا {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } [هود: 37] قال الصادق عليه السلام وكذلك القائم عليه السلام فإنه يمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه ويصفى الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين والأمن المنتشر في عهد القائم عليه السلام قال المفضل يا ابن رسول الله فإن النواصب يزعمون أن آية التمكين {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } [النور: 55] نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي عليه السلام فقال لا هدى الله قلوب النواصب متى كان الذي ارتضى الله ورسوله متمكنا بانتشار الأمن في الأمة وذهاب الخوف من قلوبها وارتفاع الشك من صدروها في عهد واحد من هؤلاء وفي عهد علي عليه السلام مع ارتداد المسلمين والفتن التي كانت تثور في قلوبهم والحروب التي كانت تنشب بين الكفار وبينهم ثم قال الصادق عليه السلام وأما العبد الصالح أعني الخضر فإن الله عز وجل ما طول عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزله عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة يفرضها له بلى إن الله عز وجل لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم عليه السلام في أيام غيبته بما يقدر وعلم ما يكون من إنكار عباده لمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم عليه السلام وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة قال المفضل قلت يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين عليه السلام دون ولد الحسن عليه السلام وهما جميعا ولدا رسول الله صلى الله عليه واله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة فقال عليه السلام إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لأحد أن يقول لم فعل الله ذلك وإن الإمامة خلافة الله عز وجل في أرضه وليس لأحد أن يقول لم جعل الله في صلب الحسين دون صلب الحسن عليه السلام لأن الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23] ...

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.