السينما والمجمعات الصناعية المتكاملة

التطورات السينمائية التي حدثت في فترة نصف القرن الماضي والتي أعقبت الحرب العالمية الثانية، أنت إلى ظهور التخصص كبيرة نوعية في الأنشطة الصناعية، بحسب الباحث السينمائي عبد المعين الموحد، بحيث أصبحت المصانع أكثر تخصصا في إنتاج الأنواع المحدودة من السلع والخدمات.

التخصص أدى إلى إعادة هيكلة القطاعات الصناعية، وفقا لمبدأ تكامل الأنشطة الصناعية، وتبعا لذلك أصبحت هناك صناعات تعتمد مدخلاتها لا على المواد الخام الأولية، وإنما على المواد المسلمة بواسطة الأطراف التجميعية، وعلى هذا النحو ظهر ما يعرف بالصناعات التجميعية، مثل صناعة السيارات وغيرها من الصناعات التي تحصل على مدخلاتها من القطاعات الصناعية الأخرى.

تأثرت صناعة السينما، باعتبارها صناعة متخصصة، بالتطورات الصناعية المتعلقة بالتخصص والتكامل كثيرا، وتأسيسا على ذلك نجد أن صناعة السينما تحصل على احتياجاتها الأولية، وبالذات فيما يتعلق بالمعدات والأجهزة، من القطاعات الصناعية الأخرى، وعليه أصبحت صناعة السينما تضم سلسلة من الصناعات الفرعية التي تغذيها بالمدخلات، ومن أبرز هذه الصناعات الفرعية نجد:

مصانع الأقلام.

مصانع الكيماويات التي تقوم بإعداد المواد الكيميائية اللازمة لمعالجة الأفلام.

معامل التحميض ومعالجة الأفلام السلمانية.

مصانع أجهزة التصوير والكاميرات .

معامل معالجة الأفلام المصورة لأعراض المونتاج والمكساج والدوبلاج.

معامل صنع الإكسوارات والديكور .

معامل الخياطة وتجهيز الملابس والأزياء.

وإضافة إلى هذه المعامل والمصانع، توجد العديد من الأنشطة الصناعية الأخرى التي تسهم بشكل أو باخر في مدخلات صناعة السينما. هذا وبسبب عمليات التنظيم الصناعي التي هدفت إلى تقليل التكاليف وكسب الوقت وتحقيق المزيد من التركيز، ظهرت عملية التجميع الصناعي للوحدات والمعامل التي تعتمد على بعضها بعضا في تبادل المنتجات، وهكذا ظهرت فكرة مشروعات الحاضنات الصناعية، وهي عبارة عن مناطق صناعية متخصصة، وعلى خلفية مشروعات الحاضنات الصناعية ظهرت المجمعات الصناعية الكبيرة المتخصصة بمجال صناعة السينما، وهي مجمعات تتكون من المصانع والمعامل التي تم استهلاك منتجاتها في مجال صناعة السينما، ولعل مدينة هوليود المتخصصة بصناعة السينما بمثابة أكبر مجمع في العالم لحاضنات صناعة السينما، إضافة إلى المرافق الخدمية الأخرى التي تقدم الدعم والمساندة لهذه الصناعة.