أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2022
1271
التاريخ: 2023-03-04
1326
التاريخ: 23-1-2022
982
التاريخ: 21-7-2019
1550
|
كيف تنشأ الأحلاف ومبررات نشأتها :
لكى نعلل نشوء الأحلاف فإننا نقوم بدراسة نشوء حلف معين لاستخلاص العوامل الأساسية التي أظهرته إلى حيز الوجود ثم نطبقها على الأحلاف الأخرى، فإذا تقاربت أو تشابهت هذه العوامل يمكننا التوصل إلى نظرية معينة يمكن أن تكون قاعدة لبقية الأحلاف، وسنتناول حلف وارسو كمثل لهذا الموضوع.
لقد جاءت «معاهدة الصداقة والتعاون المتبادلة» المبرمة في مدينة وارسو بين الاتحاد السوفيتي وحلفائه الأوربيين السبعة (ألبانيا، وبلغاريا، والمجر، ورومانيا، وألمانيا الشرقية، وبولندا، وتشيكوسلوفاكيا ) في ١٤ مايو عام ١٩٥٥، وذلك بعد ستة أيام من إنشاء «اتحاد أوربا الغربية» الذي جعل ألمانيا الغربية دولة ذات سيادة وقبلها عضوا عاملا في حلف شمال الأطلنطي.
وكان حلف شمال الأطلنطي قد أبرم في أبريل عام ١٩٤٩ بين الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورج والدانمرك والنرويج وأيسلندا والبرتغال، ثم انضمت تركيا واليونان إلى الحلف عام ١٩٥٢، وتنص المادة الخامسة من هذا الاتفاق على : «إن أى اعتداء مسلح على دولة أو أكثر منها في أوربا أو أمريكا الشمالية يعتبر اعتداء عليها جميعا، وبالتالي تلتزم كل منها بمساعدة الدولة أو الدول المعتدى عليها باتخاذ ما تراه لازما من تدابير بما في ذلك استعمال القوة المسلحة فرديا أو باتفاق مع الأطراف الأخرى». وقد نص الاتفاق على سريانه لمدة عشرين عاما. أما حلف وارسو الذي أبرم لمدة عشرين عاما أيضا فقد نصت مادته الرابعة على ما يلى :
«في حالة وقوع اعتداء مسلح في أوربا على طرف أو أكثر من أطراف المعاهدة، من قبل دولة أو مجموعة دول، تبادر كل دولة في المعاهدة فرديا أو بالاتفاق مع الأطراف الأخرى إلى مساعدة الدولة أو الدول التي كانت عرضة للعدوان بكل الوسائل التي تراها ضرورية بما في ذلك استخدام القوة المسلحة».
وبذلك فإن حلف وارسو يشبه في نصوصه إلى حد كبير حلف شمال الأطلنطي، ولا نعتقد أن حلف وارسو جاء ردا مباشرا على حلف الأطلنطي الذي سبقه بست سنوات، لكنه يمكن أن يكون ردا مباشرا على حلف شمال الأطلنطي
الجديد بعد انضمام ألمانيا الغربية إليه بعد الاعتراف بحقها الكامل في السيادة وقبولها عضوا بالحلف، بشرط تنازلها عن حقها في بناء أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية أو صواريخ بعيدة المدى أو قاذفات قنابل.
وكما كان حلف وارسو نتيجة لتوقيع معاهدة الدولة النمساوية التي وضعت حدا قانونيا لاحتلال النمسا من قبل السوفييت والدول الأوربية الأخرى، فقد كان الاحتلال السوفيتي للنمسا الأساس القانوني للمعسكرات السوفيتية في المجر ورومانيا، فلما انتهي الاحتلال السوفيتي للنمسا لم يعد هناك مبرر قانونى لهذه المعسكرات، كما أن إدخال ألمانيا الشرقية ضمن دول حلف وارسو أوجد مبررا للوجود السوفيتي في دول شرق أوربا.
والواقع أن حلف وارسو لم يكن نتاج التفكير السوفيتي فقط ، أو أنه لخدمة الاتحاد السوفيتي فقط كما يتصور البعض، وإنما نتيجة معاناة دول شرق أوربا من الألمان طوال النصف الأول من القرن العشرين، والذي أحياه ظهور ألمانيا كدولة ذات سيادة من قبل الغرب وما يمكن أن يترتب على ذلك من مشكلات لهذه الدول، فقد أصبح من مصلحة هذه الدول أن تشكل نوعا من أشكال الدفاع المشترك مع لاتحاد السوفيتي.
من هنا نرى أن حلف وارسو كان ردا على تصرف مشابه لخصم كبير ممثلا في حلف شمال الأطلنطي وخصوصا بعد انضمام ألمانيا وحصولها على سيادتها، وبذلك يصبح التغيير في الحالة العسكرية سابقا لإنشاء الحلف الذي يضم دولا تخشى هذا التغيير، وبهذا يمكننا الوصول إلى فرضية عامة على الشكل التالي:
«تشكل الدول حلفا عندما تواجه تغييرا جديدا ومهددا في الوضع العسكري، وتحاول الدولة المسيطرة فيها لسلوك طرق جديدة لتدعيم مركز قوتها في مواجهة الخصم ومركز نفوذها على حلفائها إذا تعرض أحد المركزين للخطر». وإذا طبقنا هذه الصيغة العامة على الأحلاف الرئيسية الأخرى في العالم وهي : حلف شمال الأطلنطي وحلف جنوب شرق آسيا والحلف المركزي (حلف بغداد) لوجدنا عناصرها الثلاثة هي :
(١) تغيير جديد مهدد في الوضع العسكري.
(٢) الدولة المسيطرة تسعى لدعم مركزها في مواجهة الخصم.
(٣) الدولة المسيطرة تسعى لتدعيم مركزها حيال حلفائها.
ومن أهم مظاهر تطور الحلف حجمه، فالأحلاف في حالة مد وجزر، وإذا تأملنا تطورات الأحلاف كالأطلنطي ووارسو والحلف المركزي لوجدنا تغيرات هامة طرأت على هذه الأحلاف، وإذا لم يكن ذلك في الشكل الرسمي للعضوية، ففي درجة الالتزام من قبل الاعفاء بدعمها، كما حدث بالنسبة لموقف فرنسا التي انسحبت من حلف الأطلنطي، وموقف الصين من تحالفها مع الاتحاد السوفيتي عام ١٩٧٢، وموقف اليونان من حلف شمال الأطلنطي بسبب الاحتلال التركي لجزء من قبرص.
وإذا تصورنا أن الأحلاف تساهم في استتباب أمن أطرافها فإن ذلك يعد هاما بحد ذاته، لكن هذا الادعاء الذي يراه البعض غنيا عن الشرح هو لدى آخرين موضوع شك كبير، ومن هؤلاء المشككين في جدارة الاحلاف كلوز كنور 1100٣ 5لالاكا الذي يقول : «إن القوة المسلحة أقل فائدة إما بسبب مشروعيتها المحدودة أو بسبب الخوف من التصاعد في استخدامها، فإن الأحلاف ينبغي أن تكون أقل مما كانت عليه». ويرى جون بورتون: «أن التنافس العسكري بين مجموعتين متصارعتين وشيوع القطبية الثنائية في البنيان السياسي الدولي لا يفشل في تحقيق مزيد من الأمل فحسب، بل يساهم باطراد في زيادة التوتر وجعل الخلاف أكثر حدوثا. فالأحلاف لا تفشل فقط في تحرير أعضائها من الإنفاق الزائد على التسلح، بل إنها تخلق تنافسا بين كتل من الدول مما يحتم مزيدا من الإنفاق" .
على أنه ما أن يقوم تحالف مع دولة حتى تزداد أهمية استمرار حكومة تلك الدولة، ويصبح التركيز على الحيلولة دون حصول أى تغيير سياسي داخلي يكون من شأنه تهديد التحالف، وهكذا انساقت الولايات المتحدة إلى دعم حكومات طاغية وغير شعبية لكى تضمن عدم حدوث مثل هذا التغيير، وكذلك فإن المساعدات قد أعطيت على أساس تمييزي مرجعه إلى الاستراتيجية القصيرة المدى أكثر من أهداف الرفاهية البعيدة».
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|