أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-3-2022
1894
التاريخ: 31-5-2020
2489
التاريخ: 9-8-2019
2978
التاريخ: 13-5-2020
10364
|
الهيكل التنظيمي Organizational structure
تعاطى الدارسون للهيكل التنظيمي من زاويتين الاولى هي زاوية ستراتيجية المنظمة اذ ينظر للهيكل التنظيمي كوسيلة لتحقيق الاهداف التنظيمية. والثانية هي زاوية السلوك التنظيمي اذ يجري التركيز فيها على العناصر المنطقية والعقلانية للمنظمة المؤثرة في سلوك الافراد العاملين (Huczynski & Buchanan,2001). واذا ما تم التركيز على الزاوية الاولى، باعتبارها الهدف الرئيس لهذه الفقرة ، فان اول ما يتبادر الى الاذهان هو الخلاف الفكري الذي استمر عشرات السنين حول العلاقة بين الهيكل التنظيمي والستراتيجية والتي اجملها (Thompson, 1997) بالآتي:
ويشير الجزء الايسر من الشكل اعلاه الى ان الهيكل التنظيمي يتبع الستراتيجية وهذا هو اساس الفكرة التي طرحها Chandler عام 1962 م عندما قدم دراسته التي شملت عينة من (70) منظمة امريكية. اما الجزء الايمن من الشكل فانه يصرح بأن الستراتيجية تتبع الهيكل التنظيمي. ولازال الموضوع مثار اهتمام وجدل الباحثين حتى وقت قريب.
ومن جانب اخر يشير (Lynch, 2000) الى وجود نوعين من الاطر الفكرية المحددة للعلاقة بين الستراتيجية والهيكل التنظيمي هما :
1- المدخل التراكمي The prescriptive approach: وهو المدخل المؤكد لافكار Chandler من حيث:
- وجود تمايز مصطنع بين الستراتيجية والعملية التي يتم عبرها تنفيذ الستراتيجية.
- الخطأ الواضح في وصف العلاقة بين الستراتيجية والهيكل التنظيمي بوصفها علاقة ذات اتجاه واحد فقط.
2- المدخل المتنامي The emergent approach : والذي يصرح بالعلاقة التبادلية بين الستراتيجية والهيكل التنظيمي، حيث ان الستراتيجية تؤثر في الهيكل التنظيمي والذي بدوره يؤثر في الستراتيجية.
ومن جانب آخر يمكن القول ان الهيكل التنظيمي يجب ان يحدد بالشكل الذي يتوافق مع القصد الستراتيجي للمنظمة وذلك على وفق الخطوات الاتية (Macmillan and Tampoe, 2000):
- تحديد مدى التغيير في القصد الستراتيجي: من الضروري العودة الى القصد الستراتيجي والتأكد من ان الغرض والاهداف قد تم فهمها بصورة دقيقة، فلو كان القصد الستراتيجي يتطلب ان تكون المنظمة مبدعة غير ان الهيكل التنظيمي هو هيكل آلي ، عندها سوف لا ترقى استجابة المنظمة الى المستوى المطلوب.
- تحديد القابليات التنظيمية التي يتطلبها القصد الستراتيجي: حدد كل من (Pascale and Athos) سبعة عناصر جوهرية مؤثرة في جعل القابليات التنظيمية تمتاز بالفاعلية من عدمها شكلت ما يطلق عليه نموذج مجموعة Mckinsey للاستشارات الادارية، الشكل (13-3) *. وهذه العناصر هي :
√ الستراتيجية: خطة او سياقات عمل تهدف الى تخصيص الموارد النادرة بغية تحقيق الاهداف المرجوة .
√ النمط : ويشير الى تصرف المديرين التنفيذيين الرئيسين داخل المنظمة (السلوكيات الادارية).
√ النظم: هي القواعد والمبادئ الاساسية التي يستعملها الافراد في انجاز اعمالهم، كما وانها تتكفل بجميع العمليات التي من شانها اسناد الافراد في مختلف مستويات المنظمة.
√ القيم المشتركة: وتشتمل عمل المعتقدات ومعايير السلوك المعتمدة من قبل الافراد في المنظمة.
√ الافراد: وهم العاملون الذين تحتاجهم المنظمة لاداء الانشطة فيها بما يمتلكون من خبرات ومهارات ومعارف.
√ المهارات: وتمثل القابليات المميزة Distinctive capabilities للافراد لاسيما المعرفة والقدرة على توظيفها.
√ الهيكل التنظيمي: ويشير الهيكل التنظيمي الى التوزيع الرسمي للسلطات والمسؤوليات في المنظمة وعادة ما يعبر عنه بالخارطة التنظيمية .
وبعبارة اكثر تحديداً لو عدنا الى حالة المنظمة التي ترغب ان تكون مبدعة ، لكون قصدها الستراتيجي يتطلب ذلك، فان نموذج مجموع Mckinsey سيكون مماثلاً لما موجود في الجدول (13-3).
- تحديد القوى التنظيمية والاشكال التنظيمية بما يتلائم وحاجات المنظمة: تشير القوى التنظيمية Organizational forces الى الاشياء التي تدفع باتجاه تحقيق القصد الستراتيجي، الجدول (13-5). اما الشكل التنظيمي Organizational Form فانه يعبر عن المنظمة كما هي عليه الآن وماهيه عملياتها. وفي حدود العلاقة بين القوى التنظيمية والاشكال التنظيمية، فقد حدد (Macmillan and Tampoe 2000) نقلاً عن (Mintzberg, 1991) ذلك بالجدول الاتي :-
وتجدر الاشارة الى وجود العديد من الاشكال التنظيمية منها على سبيل المثال :
√ الشكل الريادي: هو الشكل الذي يمتلك فيه الفرد السلطة اللازمة لاتخاذ القرارات المهمة، وهو الشكل السائد في المنظمات الحديثة العهد بالعمل او المنظمات التي يمتلكها شخص واحد (المؤسس).
√ الشكل المهني: وهو الشكل الذي يعمل بموجبه الافراد المهنيين بحرية، حيث ان الهيكل والقنوات تنظم بطريقة مهنية ناجمة عن التدريب والاختبار والتجربة العملية. وعادة ما تعتمد المستشفيات والمنظمات المالية هذا الشكل التنظيمي.
√ الشكل المؤقت: ويسمى عادة شكل المشروع، ويمتاز هذا الشكل بالمرونة والاستجابة للمتطلبات البيئية المعقدة فضلاً عن الاتصالات الافقية. ويعتمد هذا الشكل من قبل وكالات الفضاء والمنظمات البتروكيماوية ومنظمات الخدمة الاستشارية.
√ الشكل الآلي: ويمثل الشكل السائد في المنظمات البيروقراطية والمنظمات المتوجهة نحو العملية حيث الكفاءة والتماسك هما المطلبان الرئيسان. وهذا الشكل شائع الاستعمال في المنظمات الصناعية.
√ الشكل الايديولوجي: ويعتمد من قبل المنظمات التي تؤمن بالمعتقدات والايديولوجيات بشكل كبير حيث يشكل الافراد او المجموعات من ذوي المهارات المكملة لبعضها البعض والقوى المحركة في التأثير في الآخرين ومحاولة اعادة النظر في وجهات نظرهم.
√ الشكل السياسي: وهو الشكل السائد في المنظمات التي تؤسس من اجل انجاز اهداف متعارضة فمثلاً وزارة الزراعة تعمل على مراعاة مصالح الفلاحين والمزارعين هي بذات الوقت تعمل على مراعاة مصالح الزبائن.
√ الشكل الجانبي: وبموجبه يعمل الافراد في اطار الحدود الرسمية لانجاز الغرض المشترك. ويختلف الشكل الجانبي عن الشكل المؤقت في انه يحافظ على تعاون الافراد ضمن حدود الهيكل الرسمي ويمهد امام خلق شبكة من العلاقات تساهم في تحقيق اهداف الاطراف المشتركة بها. وتجدر الاشارة الى شيوع القرارات الادارية اللامركزية في هذا الشكل التنظيمي.
√ الشكل الشبكي: لا يختلف هذا الشكل عن الشكل الجانبي سوى وجود عدد كبير من العلاقات بين الاطراف المكونة للشبكة ولمختلف المستويات داخل المنظمة، اذ عادة ما تتعامل هذه الاطراف ضمن الاطر الرسمية للتعامل. ومن امثلة هذا النوع من الاشكال التنظيمية هو اللجان والجماعات ذات المصالح الخاصة.
- تحديد نمط القيادة والثقافة التنظيمية اللتين يمكن تبنيهما من قبل المنظمة: يرتبط النمط القيادي السائد في المنظمة الى حد بعيد بالثقافة التنظيمية السائدة ، اذ ان النمط القيادي عادة ما ترسى دعائمه من قبل مؤسس المنظمة كي يمرر الى بقية المديرين في المنظمة الذين بدورهم يركزون في انتقاءهم للأفراد والتعامل معهم ومكافآتهم على وفق هذا النمط الامر الذي من شأنه ان يخلق لغة موحدة لكون الافراد في المنظمة تجمعهم قيم ومعتقدات واحدة (Hill and Jones,2001).
- اختيار الهيكل التنظيمي الرسمي الذي سوف يتناسب مع احتياجات العمل في المنظمة : من البديهي القول ان اية منظمة تختار الهيكل التنظيمي الذي تعتقد انه كفيل بتحقيق قصدها الاستراتيجي. فمن المهم ان يفي الهيكل برغبة المنظمة في التكيف والتعامل مع القوى البيئية الداخلية والخارجية. فلو كان القصد الستراتيجي للمنظمة هو جعلها المنظمة ذات الانتاج الاقل كلفة في السوق الذي تمارس فيه عملها ، فانه يمكن القول بأن الكفاءة هي القوة الدافعة وان الهيكل الآلي هو الاكثر تناسباً مع ذلك القصد وبالتالي فان مثل هذا التوجه يجعل المنظمة تميل نحو الهرمية والرسمية في التعامل مع سياقات العمل الرتيبة. اما اذا كان القصد الستراتيجي للمنظمة يصرح بأن المنظمة بحاجة الى ان تكون مبدعة ، فإن الهيكل المناسب هو المؤقت حيث تكون القرارات اقل رسمية والسلطات اكثر توزيعاً بين مختلف مستويات المنظمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المصدر: - الدوري، زكريا مطلك (2005)، الادارة الستراتيجية: مفاهيم وعمليات وحالات دراسية، اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان – الاردن.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|