المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



المعلم  
  
3948   11:07 صباحاً   التاريخ: 17-5-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص293 ـ 298
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7/9/2022 1375
التاريخ: 20/10/2022 1538
التاريخ: 26-7-2016 33616
التاريخ: 12-4-2017 12520

المعلم والمربي دليل للبشر، وفي عاتقه مسؤوليات كبيرة ومصيرية، شخصية المعلم وسلوكه ورقابته ونوع إلقاءاته وتربيته مؤثر في استحكام البناء الأخلاقي للطالب أو في تهديمه. تتغير مقاييس الطالب في ظل هذه الفرص مما يجعلها مستقيمة أو منحرفة.

لا شك أن المعلم يستهلك نفسه لتربية أفراد يتصفون بالرشد والكرامة والأمن في سبيل إنجاز واجباتهم وكذلك يمتلكون الإمكانات اللازمة لتفتح أفكارهم وتجلي استعداداتهم ونموهم وتربية شخصياتهم وحفظ تمام وجودهم لكي يستقر في مسير التعالي.

قدرات المدرسة والمعلم

للمدرسة دور مهم في بناء أو هدم العائلة لأن الآثار التي تتركها دروس المعلم وأقواله وسلوكه وحتى أفكاره مؤثرة جداً وكبيرة والسبب يعود إلى أن الأطفال يعتبرون مقام المعلم عظيماً وطاعة أوامره واجبة(1).

وظيفة المدرسة لا تقتصر على تعليم الدروس كالرياضيات والعلوم الطبيعية وإنما نعتقد بأن بناء الطفل وإنزاله إلى ميدان العمل ووضعه على سبيل الوظائف الاجتماعية الآن وفي المستقبل لكي يصبح عضو مفيد للمجتمع هي من ضمن الوظائف.

تستطيع المدرسة وعن طريق استخدام الأساليب الخاصة من هداية الأطفال بدون اللجوء إلى أسلوب إعطاء المكافآت أو العقوبات القاسية، وتوجيههم إلى النظام الفكري والسيطرة على رغباتهم من خلال إعطائهم الحرية الإيجابية والمثمرة. ومن الممكن هنا أن يكون لها دور أكثر تأثيراً من البيت.

المدرسة مركز مناسب للتمرين على الحريات وهذا المركز منطقي وعقلي أكثر من البيت في هذا المجال لأن الطفل مجبور أن يراعي الضوابط في السؤال والجواب والحديث وأنه يأخذ أمر المعلم ونهيه بصورة أكثر جدية وملاحظاته على ذلك أقل ومتأصلة الجذور أكثر.

لا يشعر الطفل بين معلمه ورفاق درسه بالضياع وانما يعتبر نفسه عضواً في ذلك المجتمع بالإضافة إلى أنه لا يتأثر سلبياً من أمر المعلم ونهيه ويقوم بإجراء تلك الأوامر.

ضرورة تنسيق المدرسة في تنظيم الحرية

يجب أن يكون للمدرسة والمؤسسات التربوية هدف وبرنامج لتطور وهداية الطلاب، وأن تمتلك القواعد والضوابط المنطقية والمبرمجة سابقاً في موضوع تنظيم الحرية وحدودها والعمل بها فى وقتها المناسب.

من الأخطاء التربوية هي ان بعض اولياء المدرسة يعتقدون بوجوب ترك الطفل لحاله في البعد الانضباطي ويقولون بأن عبئ التربية لا يقع على عاتقهم، في حين أن أول درس يفترض أن يشمل على توضيح رسمية هذا المكان وعدم استطاعة الفرد أن يتهور ويتحلل فيه.

يجب أن تخضع جميع حالات وأخلاق وأقوال وأعمال الطفل إلى الرقابة على أساس الضوابط التي أعدها مسبقاً أولياء المدرسة، وعلى المدرسة تفهيم الطالب بأن هذا المكان لا يحتمل دلال العائلة والبيت وإنما يجب على الجميع الالتزام بالضابطة المقررة، وهذا الأمر يحتاج إلى تكرار خلال فترة متقاربة.

تعيين الضابطة

من الممكن أن تكون أفضل الضوابط هي التي تخرج من فم الطالب والتي تؤطر بإرشاد وهداية أولياء المدرسة، وعادة من المهم جداً مراعاة الأصول الشرعية والأخلاقية فيها بالإضافة إلى ذلك يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار الضوابط العلمية والتجريبية.

يجب الاهتمام بالنكتة التالية في تعيين الضوابط والتي تشتمل على مواصفات منها الجو الجماعي للمدرسة وعدم وحدة الرغبات وتنوع الثقافات والسلوك. واختلاف أعمار الطلاب وانهم ينشأون من عوائل متنوعة الثقافات والأخلاق بالإضافة إلى ذلك يفترض أن تكون الضوابط المعينة قابلة للدرك والإجراء من قبل الطلاب بحيث لا تؤدي إلى ابتعادهم وفرارهم عنها.

والأمر المهم في تحديد أو اعطاء الحرية هو أخذ المدرسة بنظر الاعتبار للموارد التالية وهي: حاجة ونمو الطلاب والظروف الزمانية والإمكانات وقدرات وميزان تحملهم ووسعهم.

الجزء الأعظم لقساوة الطفل وكذبه واحتياله نابع من ضعف الضوابط والمقررات في المدرسة أو على الأقل الضعف في إجرائها وهذا ما يجب الاهتمام به من قبل أولياء المدرسة.

المراقبة في الأجزاء

كما ذكرنا سابقاً ان أفضل القوانين لا يكون لها اعتبار ما دامت خارج حيز التنفيذ وأن الأساس في ذلك هو حسن اجراء الضوابط ولهذه المسألة أهمية كذلك في الجانب السياسي للدول.

ليس مشكلة أغلب المجتمعات هي فقدان القانون أو قلته وإنما ضعف قدرة إجرائه والحفاظ على حرمته.

يجب أن يبتعد محيط المدرسة عن تربية الأطفال والشباب بالشكل السابق بحيث تجعلهم يتحايلون على أولياء المدرسة ويعملون ما يشاؤون، وأن لا يكون كذلك كالقفص يريدون التخلص منه بسرعة.

أساس الضبط قائم على رعاية العدل والانصاف والمسامحة بحيث تجعل الطفل يشعر بأن المدرسة هي البيت الثاني له، ويقوم ذلك الأساس كذلك على إعطاء الحرية المقبولة والمنطقية لهم.

يجب أن تكون ظروف المدرسة مؤطرة بضوابط منصفة ومقبولة من الجميع.

أما في مرحلة الإجراء فإن الاساس المهم فيها هو رعاية مبدأ التساوي والعدالة للجميع ولا يفترض ان يتمتع البعض بحرية أكثر بحجة كونه قريبا على أحد الأولياء، ويختنق الآخر من الضغوط الموجودة لأن هذا التبعيض سوف ترتب آثاره من هؤلاء على الآخرين.

صفاء المدرسة ومودتها

نعتقد أن أقسى الضوابط في الأجواء المملوءة مودة وصفاء قابل للتحمل بساطة.

والمهم هو وجود العلاقة الروحية بين الطالب والمعلم وحالة الجذب والانجذاب بينهما. يحاول المعلم الذكي وعن طريق الاهتمام بالظروف الفكرية والنفسية للطفل أن يتفق معهم ويوجد حالة الرفاقة والمداراة، وعن طريق التعامل بالمحبة والمكافأة بدلاً من العقوبة والخشونة سيجعل منه صديقاً ويتغذى من سلوكه وأخلاقه.

بشاشة وجهه وابتسامته اللطيفة والظريفة ومواساته لهم وعطفه عليهم وأخلاقه تجعله مسيطراً على أقسى الطلبة وتصيره فرداً مطيعاً لأوامره.

عموماً ان تجارب السابقين تشير إلى عدم إمكانية إدارة المدرسة عن طريق الديكتاتورية والاستبداد، بل إن المحبة والصفاء والصميمية في العلاقات قادرة على ذلك وتجعلهم يندفعون إلى تطبيق الضابطة.

آثار السيطرة

سيطرة الأولياء على المحيط تمكن من إدارة المدرسة وتطبيق البرامج وتعدل الرغبات وتضعها تحت الضابطة وهذا يساعد على فهم المطالب وعلى الدراسة الأفضل، وسيتعلمون درس ضبط النفس، وبناء الأرضية اللازمة لنموهم ورشدهم وسيعطي معنى للإنسانية والأخلاق ويتحرر الطلاب من الأخلاق البذيئة ويقتربون من طريق السعادة.

سيطرة المدرسة عامل جيد لاختيار الحياة الاجتماعية والدخول إلى عالم الجمع والمجتمع. تطبيق ذلك يؤدي إلى ورود دنيا المسؤولية والتكليف وتجعله متحملاً لظروف المجتمع وأصول الحياة الاجتماعية والانسانية وثابت عليها.

السيطرة

هناك نكتة مهمة نذكرها في موضوع السيطرة وهي أن المعلم يجب عليه أن يكون قدوة الخط والفكر والمدافع عنه كما اشار الإمام علي (عليه السلام)، إلى ذلك في كلماته القصار المدونة في نهج البلاغة (رقم الحديث 70).

عندما يرتكب المعلم خطأ واحداً ويخرج عن الضوابط مرة واحدة فإن ذلك لا يقومه مئة حديت او قول من قبله مع العلم بأنه ذا مرتبة ومقام علمي عال لكن ذلك لا يساوي زلة واحدة يغطي على عدم تجاوزه للضابطة.

الغاية الأساسية من السيطرة هي إصلاح حالات وأخلاق وسلوك الطلاب وليس الانتقام منهم أو تصفية الحسابات الشخصية معهم ومع عوائلهم، يجب أن تكون جميع أعمال المعلم دروساً وعبراً لهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ حسب التجارب إن الأطفال ينظرون إليه بمقام أعلى من أبويهم وحتى وإن كانوا من ذوي الشهادات. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.