المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الصحيفة أو الجريدة
30-11-2020
مزارع المغلقة Batch Cultures
9-7-2017
من معارضات القران الباب علي محمد الشيرازي
16-6-2016
حجر بن عدي الكندي ( ت / 51 هـ) .
24-12-2015
الزوج أولى بالصلاة من كل أحد
18-12-2015
مفهوم الحضانة لغة وقانونا
1-2-2022


الزهراء ( عليها السّلام ) في بيت الزوجيّة  
  
2287   04:48 مساءً   التاريخ: 12-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص91-93
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / قضايا عامة /

لمّا تزوّج علي من فاطمة ( عليها السّلام ) قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لعليّ : « اطلب منزلا » ، فطلب علي منزلا فأصابه مستأخرا عن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) قليلا فبنى بها فيه .

فجاء النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى ابنته فقال : « إنّي أريد أن احوّلك إليّ » ، فقالت لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « فكلّم حارثة بن النعمان أن يتحوّل عنّي » فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) :

« قد تحوّل حارثة عنّا حتى قد استحييت منه » ، فبلغ ذلك حارثة فجاء إلى النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وقال : يا رسول اللّه إنّه بلغني أنّك تحوّل فاطمة إليك وهذه منازلي وهي أسقب بيوت بني النجّار بك ، وإنّما أنا ومالي للّه ولرسوله ، واللّه يا رسول اللّه المال الذي تأخذ منّي أحبّ إليّ من الذي تدع ، فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) :

« صدقت ، بارك اللّه عليك » فحوّلها رسول اللّه إلى بيت حارثة[1].

انتقلت السيّدة فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) إلى البيت الزوجي وكان انتقالها من بيت الرسالة والنبوّة إلى دار الإمامة والولاية ، فهي تعيش في جوّ تكتنفه القداسة والنزاهة ، وتحيط به عظمة الزهد وبساطة العيش ، وكانت تعين زوجها على أمر دينه وآخرته .

كان عليّ ( عليه السّلام ) يحترم السيّدة فاطمة الزهراء احتراما لائقا بها ، لا لأنّها زوجته فقط ، بل لأنّها أحبّ الخلق إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ولأنّها سيّدة نساء العالمين ، ولأنّ نورها من نور رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، ولأنّها مجموعة الفضائل والقيم .

ولم يعلم بالضبط مدّة إقامة الإمام عليّ والسيّدة فاطمة ( عليهما السّلام ) في دار حارثة بن النعمان إلّا أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بنى لها بيتا ملاصقا لمسجده ، له باب شارع إلى المسجد كبقية الحجرات التي بناها لزوجاته ، وانتقلت السيّدة فاطمة إلى ذلك البيت الجديد الملاصق لبيت اللّه والمجاور لبيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

ولم يكن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ليترك هذا الغرس النبويّ دون أن يرعاه ويحتضنه بتوجيهه وعنايته ، فعاش الزوجان في ظلّ رسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وفي كنفه ومنح ( صلّى اللّه عليه واله ) فاطمة بعد زواجها ما لم يمنحه لأحد من الحبّ والنصيحة والتوصية ، فقد علّمها أبوها ( صلّى اللّه عليه واله ) معنى الحياة ، وأوحى لها بأنّ الإنسانية هي جوهر الحياة ، وأنّ السعادة الزوجية القائمة على الخلق والقيم الإسلامية هي أسمى من المال والقصور والزخارف وقطع الأثاث وتحف الفن المزخرفة .

وتعيش فاطمة الزهراء في كنف زوجها قريرة العين سعيدة النفس ، لا تفارقها البساطة ولا يبرح بيتها خشونة الحياة ، فهي الزوجة المثالية ، زوجة عليّ ( عليه السّلام ) بطل المسلمين ، ووزير الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ومشاوره الأول ، وحامل لواء النصر والجهاد ، وعليها أن تكون بمستوى المسؤولية الخطيرة ، وأن تكون لعليّ كما كانت امّها خديجة لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) تشاركه في جهاده وتصبر على قساوة الحياة ورسالة الدعوة الصعبة .

لقد كانت حقا بمستوى مهمتها التي اختارها اللّه تعالى لها ، فكانت القدوة الصالحة للمسلم الرسالي وللمرأة النموذجية المسلمة .

 

[1] الطبقات لابن سعد : 8 / 22 ، طبعة دار الفكر .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.