أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2014
3220
التاريخ: 18-10-2015
3643
التاريخ: 12-12-2014
3518
التاريخ: 16-12-2014
3403
|
لمّا تزوّج علي من فاطمة ( عليها السّلام ) قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لعليّ : « اطلب منزلا » ، فطلب علي منزلا فأصابه مستأخرا عن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) قليلا فبنى بها فيه .
فجاء النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى ابنته فقال : « إنّي أريد أن احوّلك إليّ » ، فقالت لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « فكلّم حارثة بن النعمان أن يتحوّل عنّي » فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) :
« قد تحوّل حارثة عنّا حتى قد استحييت منه » ، فبلغ ذلك حارثة فجاء إلى النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وقال : يا رسول اللّه إنّه بلغني أنّك تحوّل فاطمة إليك وهذه منازلي وهي أسقب بيوت بني النجّار بك ، وإنّما أنا ومالي للّه ولرسوله ، واللّه يا رسول اللّه المال الذي تأخذ منّي أحبّ إليّ من الذي تدع ، فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) :
« صدقت ، بارك اللّه عليك » فحوّلها رسول اللّه إلى بيت حارثة[1].
انتقلت السيّدة فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) إلى البيت الزوجي وكان انتقالها من بيت الرسالة والنبوّة إلى دار الإمامة والولاية ، فهي تعيش في جوّ تكتنفه القداسة والنزاهة ، وتحيط به عظمة الزهد وبساطة العيش ، وكانت تعين زوجها على أمر دينه وآخرته .
كان عليّ ( عليه السّلام ) يحترم السيّدة فاطمة الزهراء احتراما لائقا بها ، لا لأنّها زوجته فقط ، بل لأنّها أحبّ الخلق إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ولأنّها سيّدة نساء العالمين ، ولأنّ نورها من نور رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، ولأنّها مجموعة الفضائل والقيم .
ولم يعلم بالضبط مدّة إقامة الإمام عليّ والسيّدة فاطمة ( عليهما السّلام ) في دار حارثة بن النعمان إلّا أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بنى لها بيتا ملاصقا لمسجده ، له باب شارع إلى المسجد كبقية الحجرات التي بناها لزوجاته ، وانتقلت السيّدة فاطمة إلى ذلك البيت الجديد الملاصق لبيت اللّه والمجاور لبيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .
ولم يكن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ليترك هذا الغرس النبويّ دون أن يرعاه ويحتضنه بتوجيهه وعنايته ، فعاش الزوجان في ظلّ رسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وفي كنفه ومنح ( صلّى اللّه عليه واله ) فاطمة بعد زواجها ما لم يمنحه لأحد من الحبّ والنصيحة والتوصية ، فقد علّمها أبوها ( صلّى اللّه عليه واله ) معنى الحياة ، وأوحى لها بأنّ الإنسانية هي جوهر الحياة ، وأنّ السعادة الزوجية القائمة على الخلق والقيم الإسلامية هي أسمى من المال والقصور والزخارف وقطع الأثاث وتحف الفن المزخرفة .
وتعيش فاطمة الزهراء في كنف زوجها قريرة العين سعيدة النفس ، لا تفارقها البساطة ولا يبرح بيتها خشونة الحياة ، فهي الزوجة المثالية ، زوجة عليّ ( عليه السّلام ) بطل المسلمين ، ووزير الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ومشاوره الأول ، وحامل لواء النصر والجهاد ، وعليها أن تكون بمستوى المسؤولية الخطيرة ، وأن تكون لعليّ كما كانت امّها خديجة لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) تشاركه في جهاده وتصبر على قساوة الحياة ورسالة الدعوة الصعبة .
لقد كانت حقا بمستوى مهمتها التي اختارها اللّه تعالى لها ، فكانت القدوة الصالحة للمسلم الرسالي وللمرأة النموذجية المسلمة .
[1] الطبقات لابن سعد : 8 / 22 ، طبعة دار الفكر .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|