المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

Animalia
9-10-2015
نتيجة الاكتتاب
11-10-2017
ريحان الحبشي  (ت / حدود 560 هـ)
28-4-2016
فضل سورة الحجر
2023-10-28
هل تكيفت الأزهار لتسهيل عملية تلقيحها بواسطة الحشرات؟
14-3-2021
David Jack
17-8-2017


من كان كثير الإيمان فلينتظر كثير البلاء  
  
1708   01:42 صباحاً   التاريخ: 10-5-2022
المؤلف : السيد سامي خضرة
الكتاب أو المصدر : كيف تواجه المصائب؟
الجزء والصفحة : ص14 ـ 18
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

يعتقد بعض الناس (ولا أصل لهذا الاعتقاد فى الإسلام) أنه إذا آمن، فإن الله (عز وجل) يبعد عنه المصائب والمتاعب، ويغدق عليه ما يرجو ويتمنى!

وهذا الصنف من الناس، تعظم عليه الفتنة لمجرد وقوعها، فينهار تحت وطأتها، وتتغير حياته، وربما دينه وإلتزامه.

فإذا عاش، عاش في حيرة، وإذا مات، مات في حسرة.

بينما الحق، أن المؤمن ينتظر البلاء كما ينتظره غيره، بل أكثر من غيره، لأن الامتحان يكبر مع الإيمان (فأشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل)(1).

وفي النص عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (إن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض)(2).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الله ليغذي عبده المؤمن بالبلاء، كما تغذي الوالدة ولدها باللبن)(3).

المؤمن، يموت ولده، أو يفقد عزيزه، أو يخسر ماله، أو يهجر منزله، أو يضطر للعيش مع سيئي الخلق (من زوج أو زوجة أو أولاد أو إخوة، والشواهد كثيرة من حولنا)، أو يجاور أهل الشر، أو يفتك به المرض، أو تلاحقه الإشاعات، أو تطارده الألسن الباغية والمشتغلون بأعراض الناس والقيل والقال.

فيصبر، ويحتسب، ويعلم أن ما أصابه ما كان ليخطئه، وما أخطأه ما كان ليصيبه.

وأن ما يجري، إنما يجري بعلم الله، وتحت عين الله، وتحت سلطانه، وقدرته، وهو القادر على تغيير الحال، من حال إلى حال، وهو الذي يعطي، وهو الذي يمنع، لا تأثير في الكون إلاَّ له سبحانه:

هو الأول، فلا شيء قبله، والآخر، فلا شيء بعده، وإليه يرجع الأمر كله، وهو أرحم بنا، من الآباء والأمهات، وهو أحكم الحاكمين.

أما غير المؤمن، فليس له حظ من كل هذا، لذا ينهار ويسقط.

المؤمن يعرف سنن الحياة، وينتظر أمر الله (عز وجل)، ويهتدي بهدي أنبيائه.

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من مؤمن إلا وهو يُذكر في كل أربعين يوماً 

ببلاء، إما في ماله، أو في ولده، أو في نفسه فيؤجر عليه، أو هم لا يدري من أين هو)(4).

وعنه (عليه السلام): (إذا أحب الله عبداً، صب عليه البلاء صباً، فلا يخرج من غم، إلا وقع في غم)(5).

وعن مولانا الكاظم (عليه السلام): (مثل المؤمن كمثل الميزان، كلما زيد في إيمانه، زيد في بلائه، ليلقى الله ـ عز وجل ـ، ولا خطيئة له)(6).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (فكرامات الله في الحقيقة نهايات، بداياتها البلاء)(7).

هذا، والإيمان ليس مجرد طقوس وعادات وعبادات، إنما هو إضافة لبعض هذا، إعتقاد ويقين وتسليم ورضا، واعتبار للبلاء نعمة تستحق الشكر.

روي عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا تكون مؤمناً حتى تعد البلاء نعمة، والرخاء محنة، لأن بلاء الدنيا نعمة في الآخرة، ورخاء الدنيا محنة في الآخرة)(8).

وفي النص عن الإمام الكاظم (عليه السلام): (لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا البلاء نعمة، والرخاء مصيبة، وذلك أن الصبر عند البلاء، أعظم من الغفلة عند الرخاء)(9).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي الشريف، ج2، ص252.

2ـ ميزان الحكمة، ج1، ح1899.

3ـ المصدر السابق، ح1931.

4ـ بحار الأنوار، ج67، ص237.

5ـ المصدر السابق، ج82، ص148.

6ـ المصدر السابق، ج67، ص242.

7ـ المصدر السابق، ج67، ص231

8ـ المصدر السابق، ج67، ص237.

9ـ المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.