أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-30
1221
التاريخ: 15-4-2016
2171
التاريخ: 2023-05-28
1161
التاريخ: 3-7-2018
2542
|
فمن أركان الدين، الإيمان أن الله سبحانه لا يظلم عباده، وإن ظن ذلك بعض ضعاف الإيمان، أو من استحوذ عليهم الشيطان، نتيجة لما يرونه من اختلاف بين البشر، في المال والعمر والصحة والأمن.
والحقيقة هي: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}[النساء: 40].
صحيح أن هناك تفاوت في الأرزاق، فهذا غني وهذا فقير، وصحيح أن ذاك يموت شاباً أو طفلا، وغيره يموت شيخاً أو كهلا، وصحيح أن البعض يفتك فيه المرض، وغيره ينعم بالصحة والعافية، لكن سنة الحياة {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام: 42، 43].
إلا أن العدالة الإلهية شملت الجميع برحمة الله، ولو آمنوا واتقوا، لتغيرت الأرض غير الأرض.
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأعراف: 96].
والله أعلم بأسرار العباد، وما يضرهم وما ينفعهم، وينطبق عليهم قوله تعالى: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}[المؤمنون: 75].
ومن عدل الله (عز وجل)، أنه لولا المحن والمصائب، لأصاب العبد التكبر والتجبر والغرور والعجب والفرعنة، فيخسر آخرته، وذلك هو الخسران المبين.
فتأتي الابتلاءات متفقدة ومذكرة ومنبهة، وموقظة له من غفلة الدنيا.
قيل:
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت
ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
فالله (جل جلاله) جعل قوانين وقواعد لهذه الدنيا التي نعيش، ومن جملتها، وقوع بعض الأشياء أو تأخيرها أو تعجيلها، بفضل العدالة الإلهية المباركة.
وهذه جميعها مرتبطة بالسلوك والعقيدة والحلال والحرام والخلق، وإن جهل كثير من الناس ذلك.
قال الله (جل جلاله): {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الروم: 41].
فمن الأمور التي تزيد في الرزق مثلاً:
حسن الخلق، إطعام الطعام، مواساة الاخوان، أداء الأمانة، بر أهل بيته، الدعاء للإخوان بظهر الغيب، البقاء على طهارة (على وضوء)، كثرة الصدقة، حسن النية، الزواج(1)،
وبالمقابل، من الأمور التي تمحق الرزق:
إقتراف الذنوب، منع المسلم عن حقه، أكل مال السحت (المال الحرام)(2)، وترك تأديب الناشئة والأولاد على ترك المعصية، فإن الله (عز وجل)، أول ما يعاقبهم فيه، أن ينقص من أرزاقهم(3).
ومن الأمور التي جعلها الله تعالى لزيادة العمر: كثرة الطهور (الوضوء)، حسن النية، إجتناب الحرام، إدخال السرور على الوالدين، صلة الرحم، البر، الصدقة(4).
روي عن مولانا الصادق (عليه السلام): (يعيش الناس بإحسانهم، أكثر مما يعيشون بأعمارهم، ويموتون بذنوبهم، أكثر مما يموتون بآجالهم)(5).
فمن تفهم هذه الأمور، وغيرها كثير، من السنن والنواميس، عرف عدل الله (عز وجل)، في العمر والرزق والمرض: (فالمصائب بالسوية مقسومة بين البرية)(6).
(وما بلغ عبد حقيقة الإيمان، حتى يعلم أن ما أصابه، لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه)(7).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ راجع ميزان الحكمة، ج4، الباب1494-1495.
2ـ المصدر السابق.
3ـ المصدر السابق، ج1، ح438.
4ـ المصدر السابق، ج6، الباب2932.
5ـ المصدر السابق، ج1، الباب24.
6ـ المصدر السابق، ح10542.
7ـ ميزان الحكمة، ج1، الحديث1278.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|