المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مسار ثنائي الاستيل – الأسيتيون DiacetylAcetoin Pathway
23-1-2018
George Edward Pelham Box
25-12-2017
Consonants Clear vs. dark /l/
2024-02-26
المصادر الكتابية لدراسة تاريخ شبه الجزيرة العربية
26-8-2018
اهم ما يجب ان يتصف به الصحفيين
25-9-2019
“Long” vowels THOUGHT, NORTH, FORCE
2024-06-24


كيف تواجه المصائب؟ / تذكر أن الله (عز وجل) عادل لا يظلم  
  
2034   08:29 صباحاً   التاريخ: 7-5-2022
المؤلف : السيد سامي خضرة
الكتاب أو المصدر : كيف تواجه المصائب؟
الجزء والصفحة : ص24 ـ 28
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

فمن أركان الدين، الإيمان أن الله سبحانه لا يظلم عباده، وإن ظن ذلك بعض ضعاف الإيمان، أو من استحوذ عليهم الشيطان، نتيجة لما يرونه من اختلاف بين البشر، في المال والعمر والصحة والأمن.

والحقيقة هي: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}[النساء: 40].

صحيح أن هناك تفاوت في الأرزاق، فهذا غني وهذا فقير، وصحيح أن ذاك يموت شاباً أو طفلا، وغيره يموت شيخاً أو كهلا، وصحيح أن البعض يفتك فيه المرض، وغيره ينعم بالصحة والعافية، لكن سنة الحياة {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام: 42، 43]

إلا أن العدالة الإلهية شملت الجميع برحمة الله، ولو آمنوا واتقوا، لتغيرت الأرض غير الأرض.

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأعراف: 96].

والله أعلم بأسرار العباد، وما يضرهم وما ينفعهم، وينطبق عليهم قوله تعالى: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}[المؤمنون: 75].

ومن عدل الله (عز وجل)، أنه لولا المحن والمصائب، لأصاب العبد التكبر والتجبر والغرور والعجب والفرعنة، فيخسر آخرته، وذلك هو الخسران المبين.

فتأتي الابتلاءات متفقدة ومذكرة ومنبهة، وموقظة له من غفلة الدنيا.

قيل:

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت

                                   ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

فالله (جل جلاله) جعل قوانين وقواعد لهذه الدنيا التي نعيش، ومن جملتها، وقوع بعض الأشياء أو تأخيرها أو تعجيلها، بفضل العدالة الإلهية المباركة.

وهذه جميعها مرتبطة بالسلوك والعقيدة والحلال والحرام والخلق، وإن جهل كثير من الناس ذلك.

قال الله (جل جلاله): {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الروم: 41].

فمن الأمور التي تزيد في الرزق مثلاً:

حسن الخلق، إطعام الطعام، مواساة الاخوان، أداء الأمانة، بر أهل بيته، الدعاء للإخوان بظهر الغيب، البقاء على طهارة (على وضوء)، كثرة الصدقة، حسن النية، الزواج(1)،

وبالمقابل، من الأمور التي تمحق الرزق:

إقتراف الذنوب، منع المسلم عن حقه، أكل مال السحت (المال الحرام)(2)، وترك تأديب الناشئة والأولاد على ترك المعصية، فإن الله (عز وجل)، أول ما يعاقبهم فيه، أن ينقص من أرزاقهم(3).

ومن الأمور التي جعلها الله تعالى لزيادة العمر: كثرة الطهور (الوضوء)، حسن النية، إجتناب الحرام، إدخال السرور على الوالدين، صلة الرحم، البر، الصدقة(4).

روي عن مولانا الصادق (عليه السلام): (يعيش الناس بإحسانهم، أكثر مما يعيشون بأعمارهم، ويموتون بذنوبهم، أكثر مما يموتون بآجالهم)(5).

فمن تفهم هذه الأمور، وغيرها كثير، من السنن والنواميس، عرف عدل الله (عز وجل)، في العمر والرزق والمرض: (فالمصائب بالسوية مقسومة بين البرية)(6).

(وما بلغ عبد حقيقة الإيمان، حتى يعلم أن ما أصابه، لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه)(7).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ راجع ميزان الحكمة، ج4، الباب1494-1495.

2ـ المصدر السابق.

3ـ المصدر السابق، ج1، ح438.

4ـ المصدر السابق، ج6، الباب2932.

5ـ المصدر السابق، ج1، الباب24.

6ـ المصدر السابق، ح10542.

7ـ ميزان الحكمة، ج1، الحديث1278. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.