أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016
4122
التاريخ: 7-2-2019
2877
التاريخ: 27-4-2022
1455
التاريخ: 10-4-2016
3468
|
لم يزل الإمام عليّ ( عليه السّلام ) مظلوما يدفع بحقّه بعيدا عنه ، يتألّم على الخلافة إذ تلكّأت وعلى الرسالة إذ ضمرت ، لا يجد سبيلا إلّا الصبر وهو الحليم ولا يجد إلّا الأناة وهو البصير ، وقد عبّر عن أحزانه وآلامه في خطبته الشهيرة بالشقشقيّة إذ قال :
« أما واللّه لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ، وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى ، ينحدر عنّي السيل ولا يرقى إليّ الطير ، فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربّه ، فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا ، حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعده ، فياعجبا بينا هو يستقيلها في حياته[1] إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشدّ ما تشطّرا ضرعيها ، فصيّرها في حوزة خشناء ، يغلظ كلمها ، ويخشن مسها ، ويكثر العثار فيها والاعتذار منها »[2].
لم تطل أيّام أبي بكر فقد ألمّت به الأمراض وأشرف على الموت ، وقد صمّم على أن يولي عمر الخلافة من بعده ، فاعترض أكثر المهاجرين والأنصار ، وأعلنوا كراهيّتهم لهذا القرار لما علموا من خشونة أخلاق عمر وسوء تعامله مع الناس[3].
لكنّ أبا بكر أصرّ على موقفه .
ثمّ إنّ أبا بكر أحضر عثمان بن عفّان لوحده ليكتب عهده لعمر ، فقال له :
اكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين ، أما بعد . . . ثمّ أغمي على أبي بكر ، فكتب عثمان : فإنّي قد استخلفت عليكم عمر بن الخطّاب ولم آلكم خيرا ، ثمّ أفاق أبو بكر فقال : إقرأ عليّ ، فقرأ عليه فكبّر أبو بكر وقال : أراك خفت أن يختلف الناس إن متّ في غشيتي ، قال : نعم ، قال : جزاك اللّه خيرا[4].
مآخذ على وصية أبي بكر :
لم يكن عليّ ( عليه السّلام ) راضيا بما فعله أبو بكر للأسباب التالية :
1 - إنّ أبا بكر لم يستشر أحدا من المسلمين في تقرير مصير الخلافة إلّا عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفّان اللذين كانا على معرفة تامّة بميول أبي بكر لاستخلاف عمر من بعده ، خشية أن يدفعه أهل الرأي من الصحابة المخلصين على تغيير رأيه في اختيار عمر .
2 - الإصرار على إبعاد الإمام عليّ ( عليه السّلام ) عن الساحة السياسية ومسألة تقرير مصير الخلافة فلم يستشره في أمر الخلافة ، في حين أنّ أبا بكر كان يفزع إلى الإمام في حلّ المشاكل المستعصية ، أو أنّ آراء الإمام ومواقفه في خلافة أبي بكر هي الناصحة والصائبة دون من عداها .
3 - إنّ أبا بكر فرض عمر فرضا على المسلمين ، وكأنّ له الوصاية عليهم حيّا وميّتا وذلك بقوله : استخلفت عمر بن الخطاب عليكم فاسمعوا له وأطيعوا ، رغم أنّه رأى الغضب ظاهرا في وجوه الكثيرين من الصحابة .
4 - إنّه ناقض نفسه في دعواه بالسير على منهاج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لأنّه كان يدّعي أنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) توفّي ولم يعهد لأحد في شأن الخلافة ، في حين نجده يوصي لصاحبه عمر من بعده[5].
5 - هيّأ الملك لبني اميّة ، الذي جلب الويلات للإسلام والمسلمين ، وذلك من خلال إثارة طمعهم في الخلافة وتشجيعهم عليها بقوله لعثمان : لولا عمر ما عدوتك[6]. . وأبو بكر يعلم أنّ عثمان عاطفي ضعيف يميل لبني اميّة ، وأنّهم سيغلبونه على أمره ، وهذا ما حصل .
[1] إشارة إلى قول أبي بكر : أقيلوني فلست بخيركم ، راجع تذكره الخواص : 62 .
[2] نهج البلاغة : الخطبة 3 .
[3] الإمامة والسياسة : 36 ، وتأريخ الطبري : 2 / 618 و 619 ط مؤسسة الأعلمي ، والكامل في التأريخ :
2 / 425 .
[4] الكامل في التأريخ : 2 / 425 .
[5] وهو من العجائب ؛ لانّه لمّا أفاق من الاغماء واستمع إلى ما كتبه عثمان من تعيين الخليفة بعده ، قال : أراك خفت أن يختلف الناس إن متّ في غشيتي قال : نعم ؛ كيف هو وعثمان خافا من اختلاف الناس ؟ ! وأمّا الرسول الأعظم الحكيم ( صلّى اللّه عليه وآله ) لم يخف من اختلاف امّته ؟ ! لأنهم يصّرحون بأن النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) مات ولم يعيّن أحدا . تبا لهم فما لهم كيف يحكمون ؟ ! - بل نلاحظ عمر يمنع الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) من كتابة وصيّته في لحظاته الأخيرة بينما يجلس وبيده جريدة ومعه شديد مولى لأبي بكر معه الصحيفة التي فيها استخلاف عمر وعمر يقول : أيّها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول اللّه إنه يقول إني لم آلكم نصحا . راجع الطبري ط . أوربا 1 / 2138 أرأيت التناقض بين موقفيه ؟ ! وهل هناك من تفسير غير التآمر على تخطيط الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) ؟ !
[6] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1 / 164 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|