المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

البيئة العميقة
2024-08-08
دورة حياة ملكة النحل
6/11/2022
حكم صوم المغمى عليه واقوال الشافعي فيه
13-12-2015
اللغة الإعلامية.. العربية الفصحى الميسرة
15/12/2022
Membrane interpretation
2-2-2017
النفل البنفسجي أو العادي أو نفل المروج
21-3-2017


تشرف السيد محمد العاملي بلقاء المهدي (عليه السلام)  
  
4068   03:00 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص607-609
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / مشاهدة الإمام المهدي (ع) /

قال السيد المتقي المذكور : وردت المشهد المقدّس الرضويّ (عليه الصلاة والسلام) للزيارة وأقمت فيه مدّة وكنت في ضنك وضيق مع وفور النعمة ورخص أسعارها ولمّا أردت الرجوع مع سائر الزائرين لم يكن عندي شي‏ء من الزاد حتى قرصة لقوت يومي ؛ فتخلّفت عنهم وبقيت يومي إلى زوال الشمس فزرت مولاي وأدّيت فرض الصلاة فرأيت انّي لولم ألحق بهم لا يتيسّر لي الرفقة عن قريب وان بقيت أدركتني الشتاء ومتّ من البرد ؛ فخرجت من الحرم المطهّر مع ملالة الخاطر وقلت في نفسي: أمشي على أثرهم فان متّ جوعا استرحت والّا لحقت بهم فخرجت من البلد الشريف وسألت عن الطريق وصرت أمشي حتّى غربت الشمس وما صادفت أحدا فعلمت انّي أخطأت الطريق وأنا ببادية مهولة لا يرى فيها سوى الحنظل وقد أشرفت من الجوع والعطش على الهلاك فصرت أكسر حنظلة حنظلة لعلّي أظفر من بينها بحبحب حتّى كسرت نحوا من خمسمائة فلم أظفر بها وطلبت الماء والكلاء حتّى جنّني الليل ويئست منهما فأيقنت الفناء واستسلمت للموت وبكيت على حالي ؛ فتراءى لي مكان مرتفع فصعدته فوجدت في أعلاها عينا من الماء فتعجّبت وشكرت اللّه عز وجل وشربت الماء وقلت في نفسي أتوضّأ وضوء الصلاة واصلّي لئلا ينزل بي الموت وأنا مشغول الذمّة بها فبادرت إليها ؛ فلمّا فرغت من العشاء الآخرة أظلم الليل وامتلأ البيداء من أصوات السّباع وغيرها وكنت أعرف من بينها صوت الأسد والذئب وأرى أعين بعضها تتوقّد كأنّها السراج فزادت وحشتي الّا انّي كنت مستسلما للموت فأدركني النوم لكثرة التعب وما أفقت الّا والأصوات قد انخمدت والدّنيا بنور القمر قد أضاءت وأنا في غاية الضعف فرأيت فارسا مقبلا عليّ فقلت في نفسي انّه يقتلني لأنّه يريد متاعي فلا يجد شيئا عندي فيغضب لذلك فيقتلني ولا أقلّ من أن تصيبني منه جراحة , فلمّا وصل إليّ سلّم عليّ فرددت عليه السلام وطابت منه نفسي فقال: ما لك؟ فأومأت إليه بضعفي فقال: عندك ثلاث بطّيخات لم لا تأكل منها؟ فقلت: لا تستهزأني ودعني على حالي .

قال لي: انظر إلى ورائك فنظرت فرأيت شجرة بطّيخ عليها ثلاث بطّيخات كبار فقال: سدّ جوعك بواحدة وخذ معك اثنتين وعليك بهذا الصراط المستقيم فامش عليه وكل نصف بطّيخة أوّل النهار والنصف الآخر عند الزّوال واحفظ بطّيخة فانّها تنفعك فاذا غربت الشمس تصل إلى خيمة سوداء يوصلك أهلها إلى القافلة وغاب عن بصري , فقمت إلى تلك البطيخات فكسرت واحدة منها فرأيتها في غاية الحلاوة واللّطافة كأنّي ما أكلت مثلها فأكلتها وأخذت معي الاثنتين ولزمت الطريق وجعلت أمشي حتّى طلعت الشمس ومضى من طلوعها مقدار ساعة فكسرت واحدة منهما وأكلت نصفها وسرت إلى زوال الشّمس فأكلت النصف الآخر وأخذت الطريق ؛ فلمّا قرب الغروب بدت لي تلك الخيمة ورآني أهلها فبادروا إليّ وأخذوني بعنف وشدّة وذهبوا بي إلى الخيمة كأنّهم زعموني جاسوسا وكنت لا أعرف التكلّم الّا بلسان العرب ولا يعرفون لساني فأتوا بي إلى كبيرهم فقال لي بشدّة وغضب: من أين جئت؟

تصدّقني والّا قتلتك فأفهمته بكلّ حيلة شرحا من حالي .

فقال: ايّها السيد الكذاب لا يعبر من الطريق الذي تدّعيه متنفّس الّا تلف أو أكله السّباع ثمّ انّك كيف قدرت على تلك المسافة البعيدة في الزّمان الذي تذكره ومن هذا المكان إلى المشهد المقدّس مسيرة ثلاثة أيّام أصدقني والّا قتلتك وشهر سيفه في وجهي ؛ فبدا له البطّيخ من تحت عبائي فقال: ما هذا؟ فقصصت عليه قصّته فقال الحاضرون: ليس في هذا الصحراء بطّيخ خصوصا هذه البطّيخة التي ما رأينا مثلها أبدا فرجعوا إلى‏ أنفسهم وتكلّموا فيما بينهم وكأنّهم علموا صدق مقالتي وانّ هذه معجزة من الامام (عليه آلاف التحيّة والثناء والسّلام) فأقبلوا عليّ وقبّلوا يدي وصدّروني في مجلسهم وأكرموني غاية الإكرام وأخذوا لباسي تبرّكا به وكسوني ألبسة جديدة فاخرة وأضافوني يومين وليلتين ؛ فلمّا كان اليوم الثالث أعطوني عشرة توامين ووجّهوا معي ثلاثة منهم حتّى أدركت القافلة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.