المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



مفهوم الحرية ومعناها  
  
2180   12:00 صباحاً   التاريخ: 20-4-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص15ـ 20
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2017 5725
التاريخ: 1-4-2018 1968
التاريخ: 17-2-2017 55131
التاريخ: 2-9-2016 2833

الحرية مصطلح ضخم جداً وجذاب ويسعى الجميع إلى استحصاله والعيش بظله، ضدّه العبودية أو المحدوديّة والتي تعبر عن الضعف والذل والهوان في تحقيق الأهداف بصورة إرادية أو لا إرادية.

الحرية اسم جميل وحسن نجده يتربع على جدول أعمال جميع الثوريين ومدعي الخدمة البشرية ومن يقول الفلسفة.

جاهد الأنبياء الإلهيون من خلال دعوتهم إلى تحرير البشر من القيود والأغلال وجعلهم أحراراً حقيقيين، لهذا تزين تاريخ حياتهم وتواريخ أتباعهم ومصدّقيهم بهذا الاسم.

لكن التفاسير الخاطئة والاستنتاجات غير المناسبة لها في جميع المجالات ومن ضمنها مجال التربية بالإضافة إلى الإبهام الموجود في جوانبها وأبعادها كان جميع ذلك سبباً في بروز نظرة جديدة للتربية خصوصاً في التربية الإسلامية للجيل وعلينا توضيح حدودها بصورة نيّرة.

تعريف الحرية

ذكرت لها تعاريف متعددة تشير جميعها من قريب او بعيد إلى حقيقة واحدة مع اختلاف عباراتها وجملها: قالوا:

- الحرية هي انعدام المانع أمام الإرادة والإقدام.

- أمر أو حالة تظهر نتيجة ميل او إرادة سواء كان ذلك الميل سليماً او منحرفاً.

- تعبير عن القدرة على إنجاز العمل المراد فعله.

- عبارة عن التحرر من العبودية والتبعية المؤسّرة.

- القدرة الإيجابية لتعيين موقعية إرادة الإنسان.

- عبارة عن الولاية في رفع الموانع المستقرة في طريق الإنسانية(1).

وهناك العديد الذي يبلغ (200) معنى وتفسير للحرية، ولكن جميعها تتمحور حول مسألة الامكانية والقدرة والانتصار في رفع الموانع والتسلط على العوامل المعرقلة التي تعترض الحركة باتجاه الهدف.

ماهية الحرية

الغور في تعاريف الماهية يشير الينا إلى أنها عبارة عن الحياة أو النمو التحرك والتقدم في طريق تجلي الشخصية، وعلى هذا الأساس يعرف البعض الحرية بأنها انعدام جميع الموانع الخارجية الواقفة في طريق تحصيل المطلوب وتحقق الآمال الشخصية(2)، ولهذا السبب اعتبروا الحرية فقدان وحيلولة والشخص الحر حسب هذه الرؤية هو الذي لا يتعامل مع الممنوعات.

يذكر الغرب أن الحرية هي انعدام المانع، والمانع هو الذي يحول دون التحرك والنشاط البشري، وعلى هذا الأساس فإن الحرية من هذه النظرة توجد عند باقي الحيوانات والنباتات أيضاً الماء حر أيضاً ويجري في السواقي.

وما هو بصدد الإنسان فإنه يعني أيضاً انعدام تدخل الآخرين أو منع الأفراد من الوصول إلى غاياتهم، ومن هذا المسير الأحادي للحرية نستنتج بأنها تتجه إلى رؤية غير مرغوبة ويحذف فيها سبيل الانسانية.

عموماً لو قلنا أن فلاناً حر فهذا يعني انه يملك القوى اللازمة لأداء العمل ولا يوجد ما يمنعه عن السعي والحركة، ويمكنه فعل ما يشاء ولا يوجد من يسلب قدرته ولا تهمل رغباته وإرادته ولا يجبر في التعلم.

رابطة الحرية بالاختيار

إختبأ معنى الاختيار بين طيات مفهوم الحرية، عندما يقال أن فلاناً حر فإن إحدى مفاهيمه بأنه مختار، لو اراد شيئاً يمكنه فعله ويحق له ذلك أو أن يتركه سواء كان العمل صحيح ومبني على الموازين الشرعية والعقلية والاجتماعية او لا يكون كذلك.

مفهومه الآخر هو أنه حر ضمن أطر وضوابط ومقررات يمكن أن يكون اساسها العرف أو الشرع أو الاجماع أو استنباط شخص معين وفي هذا الطريق لا يوجد مانع يحول دونه، لا بأس أن نتذكر أن رابطة الحرية بالاختيار هي رابطة التوأم مع وجود الرجحان ويعطي الاختيار في اللغة معنى الخير والشيء الحسن أيضاً، بعبارة أخرى يمكن القول أن الاختيار عبارة عن استعمال الحرية في هدف الخير والكمال أو هو نوع من البحث عن الخير وهذا يتفاوت مع معنى التحرر الذي يستخلص من لفظ الحرية أيضاً، التحرر يمكن أن يكون باتجاه الخير أو الشر ولكنه عُرفياً يؤدي إلى معنى غير مناسب ومنشأ هذا الاستنباط هو نوع من السلوك الحيواني ولهذا فإن الإسلام لا يرغب بالأفراد المتحررين كذلك، لذا يجب عليه أن يكون ملتزماً ومنضبطاً.

أساس وأنواع الحرية

يشتمل اساس الحرية على ركنين:

- الركن الأول: إرادة نابعة من الميول الباطنية وحسب اعتقادنا أن للحرية أساس فطري.

- الركن الثاني: القدرة على تحقق أو اقناع أو إرضاء تلك الإرادة، ولهذه القدرة صور مختلفة أيضاً يمكن أن يكون لتلك الإرادة علاوة على بعدها الفطري جنبة شرعية وأخلاقية تقع في اتجاه تأمين سعادة الفرد والآخرين وإيجاد الرفاه والخير والسعادة للفرد والمجتمع او الايفاء بالتعهد والمسؤولية، ويمكن ان يكون لتلك القدرة بُعد مادي ومعنوي وكلامي وفكري و.... أما بصدد نوعها يجب القول أن الحرية لها شعاع ومساحة ومصاديق كثيرة أهمها الحرية الروحية التي هي منبع الكثير من الحريات الأخرى.

ـ تكون الحرية أحياناً مدنية مثل حرية العلم والحرفة والمسكن ومحل الإقامة وتملك الأموال المنقولة وغير المنقولة.

ـ احيانا طبيعية مثل حرية الحركة والتنقل والأكل والنوم.

- وتارة شرعية وهي تعني السلوك الحر وفق أسس الشرع وتحت سيطرة القانون والضابطة الإلهية.

- وأحياناً يكون لها صور أخرى، لكل منها اسم وعنوان وقاعدة مثل حرية البيان والزواج والعمل والسكن والحريات الفردية الأخرى، وكذلك مع الحقوق العامة وحقوق المواطنين وحقوق البشر والحريات العامة(3)، والحريات الفكرية والمحيطية والسياسية والدينية والاقتصادية والمعنوية والحرية في العفو والقصاص.

ضرورات وفوائد الحرية

لها فوائد وضرورات كثيرة: من جملتها التجربة التعليمية والنمو والازدهار والقدرة على أنتخاب الخير والشر والمهارة التعليمية والقدرة على الدفاع وإظهار عزة النفس وحفظ الاستقلال.

الشرط الأساسي للثواب والعقاب في الإسلام هو الحرية وبه يتم قبول الحسنات والعقاب عن السيئات، مادام العقل يبتعد عن الحرية ولا يتحدان في الفرد ستكون جميع الأمور السابقة الذكر فاقدة لمعناها ولا توجد فيها قيمة للتكليف وأداء التعهد والمسؤولية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ محمد صناعي: الحرية والتربية ص204.

2ـ مجتبى مينوي: الحرية وحرية الفكر ص53.

3ـ طباطبائي: الحريات العامة وحقوق البشر ص5. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.