المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

معنى كلمة قول‌
14-12-2015
ربيعة بن سُمَيْع
19-8-2016
سهو النبي (صلى الله عليه وآله)عند الشيعة الامامية
29-09-2015
العوامـل المؤثـرة في قرارات التسعيـر
3-4-2019
Ruggero Giuseppe Boscovich
29-6-2016
يونس بن ياسين النجفي (ت/1147هـ)
30-6-2016


اللقاء بالحجة (عليه السلام) واستغاثة رجل من أهل الخلاف  
  
3761   03:02 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص628-630
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / مشاهدة الإمام المهدي (ع) /

حكى السيد الفاضل المتبحّر السيد علي خان الحويزاوي في كتاب خير المقال‏ انّه: حدّثني رجل من أهل الايمان من أهل بلادنا يقال له الشيخ القاسم وكان كثير السفر إلى الحجّ قال: تعبت يوما من المشي فنمت تحت شجرة فطال نومي ومضى عنّي الحاج كثيرا فلمّا انتبهت علمت من الوقت انّ نومي قد طال وانّ الحاج قد بعد عنّي وصرت لا أدري إلى أين أتوجّه ؛ فمشيت على الجهة وأنا أصيح بأعلى صوتي: يا أبا صالح قاصدا بذلك صاحب الأمر (عليه السلام) كما ذكره ابن طاوس في كتاب الأمان فيما يقال عند إضلال الطريق ؛ فبينا أنا أصيح كذلك وإذا براكب على ناقة وهو على زيّ البدو فلمّا رآني قال لي: أنت منقطع عن الحاج؟ فقلت: نعم فقال: اركب خلفي لألحقك بهم فركبت خلفه فلم يكن الّا ساعة وإذا قد أدركنا الحاج فلمّا قربنا أنزلني وقال لي: امض لشأنك .

فقلت له: انّ العطش قد أضرّ بي فأخرج من شداده ركوة فيها ماء وسقاني منه فواللّه انّه ألذّ وأعذب ماء شربته ثم انّي مشيت حتى دخلت الحاجّ والتفتّ إليه فلم أره ولا رأيته في الحاج قبل ذلك ولا بعده حتى رجعنا .

اما في استغاثة رجل من أهل الخلاف به حيث نقل الشيخ القمي رواية في هذا الصدد وقال: حدّثني العالم الجليل والحبر النبيل مجمع الفضائل والفواضل الصفيّ الوفيّ المولى علي الرشتي طاب ثراه وكان عالما برا تقيّا زاهدا حاويا لأنواع العلم بصيرا ناقدا من تلامذة السيد السند الأستاذ الأعظم ولمّا طال شكوى أهل الأرض حدود فارس ومن والاه إليه من عدم وجود عالم عامل كامل نافذ الحكم فيهم أرسله المولى علي الرشتي إليهم عاش فيهم سعيدا ومات هناك حميدا (رحمه اللّه) وقد صاحبته مدّة سفرا وحضرا ولم أجد في خلقه وفضله نظيرا الّا يسيرا .

 قال: رجعت مرّة من زيارة أبي عبد اللّه (عليه السلام) عازما للنجف الأشرف من طريق الفرات فلمّا ركبنا في بعض السّفن الصغار التي كانت بين كربلاء و طويرج رأيت أهلها من أهل حلّة ومن طويرج تفترق طريق الحلّة والنجف واشتغل الجماعة باللهو واللعب والمزاح رأيت واحدا منهم لا يدخل في عملهم عليه آثار السكينة والوقار لا يمازح ولا يضاحك وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون فيه ومع ذلك كان شريكا في أكلهم وشربهم فتعجّبت منه إلى أن وصلنا إلى محلّ كان الماء قليلا فأخرجنا صاحب السفينة فكنّا نمشي على شاطئ النهر فاتّفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه وذمّهم‏ ايّاه وقدحهم فيه فقال: هؤلاء من أقاربي من أهل السنّة وأبي منهم وأمّي من أهل الايمان وكنت أيضا منهم ولكنّ اللّه منّ عليّ بالتشيّع ببركة الحجة صاحب الزمان (عليه السلام) فسألت عن كيفية ايمانه.

فقال: اسمي ياقوت وأنا أبيع الدّهن عند جسر الحلة فخرجت في بعض السنين لجلب الدهن من أهل البراري خارج الحلّة فبعدت عنها بمراحل إلى أن قضيت وطري من شراء ما كنت أريده منه وحملته على حماري ورجعت مع جماعة من أهل الحلة ونزلنا في بعض المنازل ونمنا وانتبهت فما رأيت أحدا منهم وقد ذهبوا جميعا وكان طريقنا في بريّة قفر ذات سباع كثيرة ليس في أطرافها معمورة الّا بعد فراسخ كثيرة ؛ فقمت وجعلت الحمل على الحمار ومشيت خلفهم فضلّ عنّي الطريق وبقيت متحيّرا خائفا من السباع والعطش في يومه فأخذت أستغيث بالخلفاء والمشايخ وأسألهم الاعانة وجعلتهم شفعاء عند اللّه تعالى وتضرّعت كثيرا فلم يظهر منهم شي‏ء فقلت في نفسي: انّي سمعت من أمّي انّها كانت تقول: انّ لنا اماما حيّا يكنّى أبا صالح يرشد الضّال ويغيث الملهوف ويعين الضعيف فعاهدت اللّه تعالى إن استغثت به فأغاثني أن أدخل في دين أمي ؛ فناديته واستغثت به فاذا بشخص في جنبي وهو يمشي معي وعليه عمامة خضراء قال: وأشار حينئذ إلى نبات حافة النهر وقال: كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات ؛ ثمّ دلّني على الطريق وأمرني بالدخول في دين امّي وذكر كلمات نسيتها وقال: ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعا من الشيعة قال: فقلت: يا سيدي أنت لا تجي‏ء معي إلى هذه القرية فقال ما معناه: لا لأنّه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد أريد أن أغيثهم ثم غاب عنّي فما مشيت الّا قليلا حتّى وصلت إلى القرية وكانت في مسافة بعيدة ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم فلمّا دخلت الحلّة ذهبت إلى سيّد الفقهاء السيّد مهدي القزويني (طاب ثراه) وذكرت له القصة , فعلّمني معالم ديني فسألت عنه عملا أتوصّل به إلى لقائه (عليه السلام) مرّة اخرى فقال: زر أبا عبد اللّه (عليه السلام) أربعين ليلة جمعة قال: فكنت أزوره من الحلّة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة فذهبت من الحلّة في يوم الخميس فلمّا وصلت إلى باب البلد فاذا جماعة من أعوان الظلمة يطالبون الواردين التذكرة وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها فبقيت متحيّرا والناس متزاحمون على الباب فأردت مرارا أن أتخفّى وأجوز عنهم فما تيسّر لي وإذا بصاحبي صاحب الأمر (عليه السلام) في زيّ لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد فلمّا رأيته استغثت به فخرج وأخذني معه وأدخلني من الباب فما رآني أحد فلمّا دخلت البلد افتقدته من بين الناس وبقيت متحيّرا على فراقه (عليه السلام) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.