تتصل دراسة الشخصيات المختلفة بدراسة علم النفس اتصالاً وثيقاً وتدور معه في نفس الدائرة الهامة. ليس من جانب انفعالاتها وردود أفعالها واستجاباتها بطريقة نظرية، بل بإيجاد تلك الرابطة التي تربط بين هذه كلها، وبين الفائدة العملية في مجال الحديث الصحفي، والتي تحقق لمحرره. ليس عن طريق دراسة علم لنفس وحدها، وإنما المعرفة الكاملة بالشخصيات التي هي مجال عمله واهتماماته- من زاوية الحديث الصحفي- كلها. أي أن دراسة الشخصية هنا، تكون أكثر من مجرد المعرفة بجوانب علم النفس وموضوعاته المتصلة بها. وإنما بكل ما يعين على المعرفة الكاملة بشخصية من الشخصيات الهامة أو الشهيرة، حيث تأخذ هذه الأشكال وغيرها :

- الجرأة والتدريب على مواجهة الأشخاص والاتصال بهم وكسر حاجز الخوف من إجراء المقابلات معهم والتحدث إليهم مهما كانت مناصبهم أو مجالات أعمالهم.

- القدرة على دراسة واستيعاب وفهم المواد الإعلامية المتصلة بالأشخاص، بدءاً بالأخبار التي تتناول مجالات أعمالهم واهتماماتهم وشهرتهم ومواقفهم ومروراً بالمقابلات التي تجرى معهم والتحقيقات الصحفية التي يشاركون فيها بآرائهم وحتى المقالات المتنوعة التي تحدد مواقفهم من الأحداث أو التي تقدم أفكارهم.

-       العمل على أن يتعرف المحرر ببعض أنشطة وأعمال ودراسات واهتمامات من سوف يقوم بإجراء الأحاديث معهم، أو ممن ينتظر أن يجري هذا الحديث لأنه يرتبط باهتماماته.. حتى ولو استعان في ذلك ببعض المتخصصين.

- الاهتمام البالغ بقراءة ودراسة كتب ومقالات وأبحاث التراجم الذاتية والسيرة الشخصية وكذا مقالات الاعترافات والقصص التي تتناول حياة الآخرين مع إعطاء أهمية خاصة للمذكرات التي يكتبها القادة والزعماء ورؤساء الدول.. كما يمكن أن نضم إلى هذه أيضاً ذلك النوع الهام من أنواع التحقيقات الصحفية التي تتناول حياة الأشخاص والذي أطلق عليه الدكتور محمود أدهم في دراسة سابقة اسم "تحقيق دراسة الشخصية"

- عمل وحدة معلومات خاصة صغيرة - أرشيف شخصيات- يركز فيها على جمع المعلومات والصور والشرائط الخاصة بالشخصيات الهامة، والأقل أهمية، أو الذين ينتظر أن تكون لهم أهمية على طريق المستقبل. على أن يجري تصنيفها وفهرستها وتوزيعها على الملفات والعلب على أسس علمية وباستخدام قدر معقول من قواعد التنظيم المتبعة.. على أن يتناول ذلك كله بالعناية وبالإضافة والتجديد معا. ودائماً.. إن كل ذلك سوف يتيح له- حتما- المعرفة الكاملة بالشخصيات، والطريق إلى عقولها وقلوبها ووضع يده على مفاتيح هذه الشخصيات نفسها. مما يفيد في جميع مراحل العمل.