أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2016
3344
التاريخ: 9-4-2016
2910
التاريخ: 5-5-2016
3620
التاريخ: 24-2-2019
2802
|
وحين أسرع الإسلام ينتشر في مكّة وأصبح كيانا يقضّ مضاجع المشركين وخطرا كبيرا يهدّد مصالحهم ؛ عمد المشركون إلى أسلوب الغدر والقهر لإسكات صوت الرسالة الإسلاميّة ، فشهروا سيوف البغي ولم يتوان أبو طالب في إحكام الغطاء الأمين للرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، لما له من هيبة ومكانة شريفة في نفوس زعماء قريش الذين لم يجرؤا على النيل من النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) لأنّ ذلك يعني مواجهة علنية مع أبي طالب وبني هاشم جميعا ، وقريش في غنى عن هذه الخطوة الباهضة التكاليف .
فاتّجهوا نحو المستضعفين المسلمين من العبيد والفقراء فأذاقوهم ألوان التعذيب والقهر والمعاناة ليردّوهم عن دينهم وتمسّكهم بالنبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) . ولم تلق قريش غير الصمود والإصرار على الإسلام والالتزام بنهج الرسالة الإسلامية ، فوجد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) أفضل حلّ لتخليص المستضعفين من المسلمين هو الخروج من مكّة إلى الحبشة [1] .
ولمّا لم يبق في مكّة من المسلمين إلّا الوجهاء والشخصيات فقد كانت المواجهة الدموية هي أبعد ما يكون ، وعندها سقطت كلّ الخيارات ، ولم يبق أمام قريش إلّا أن تلجأ إلى عمل يضعف الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) ويجنّبها القتال ، فكان قرارهم حصار بني هاشم ومن معهم اجتماعيا واقتصاديا باعتبارهم الحماية التي تقي الرسول من بطش قريش ، فبدأت معركتها السلبية مع بني هاشم .
وتجمّع المسلمون وبنو هاشم في شعب أبي طالب لتوفير سبل الحماية بصورة أفضل ، حيث يمكن إيجاد خطوط دفاعية لمواجهة أيّ محاولة هجومية قد تقوم بها قريش[2].
وللمزيد من الاحتياط والحرص على سلامة حياة الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) كان أبو طالب يطلب من ولده عليّ أن يبيت في مكان الرسول ليلا حرصا على سلامته من الاغتيال والمباغتة من قبل الأعداء من خارج الشعب[3] ، وكان عليّ ( عليه السّلام ) يسارع إلى الامتثال لأوامر والده ويضطجع في فراش النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) فاديا نفسه من أجل الرسالة وحاملها .
ولم يكتف عليّ ( عليه السّلام ) بهذا القدر من المخاطرة بنفسه ، بل كان يخرج من الشعب إلى مكّة سرّا ليأتي بالطعام إلى المحاصرين [4]، إذ اضطرّوا في بعض الأيام أن يقتاتوا على حشائش الأرض .
لم يكن لأحد أن يقوم بمثل هذه الأعمال في تلك الفترة العصيبة إلّا من ملك جنانا ثابتا وقلبا شجاعا ووعيا رساليا وحبّا متفانيا للرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، ذلك هو عليّ ابن أبي طالب ( عليه السّلام ) الذي قضى في الشعب جزء من زهرة شبابه حيث دخله وعمره سبعة عشر عاما وخرج منه وعمره عشرون عاما ، فكانت تجربة جديدة في حياته عوّدته على الاستهانة بالمخاطر ، وأهّلته لتلقّي الطوارئ والمهام الجسام ، وجعلته أكثر التصاقا بالنبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) كما عوّدته على الصبر والطاعة والتفاني في ذات اللّه تعالى وحبّ الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|