المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الاتصالات الادارية
27-4-2016
العناصر الأساسية للخارطة عند الشريف الإدريسي(493- 560ه - 1100-1166م) - دليل (او مفتاح) الخارطة
2023-02-22
inter-level (n.)
2023-09-25
عمل الهرمونات
9-05-2015
SN2 reactions-The Solvent
29-5-2017
الحكومة حاجة طبيعيّة وضروريّة
25-11-2014


علم ومعرفة علي عليه السّلام  
  
2029   05:49 مساءً   التاريخ: 13-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج ٢، ص37-39
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2016 3645
التاريخ: 13-4-2022 2401
التاريخ: 5-5-2016 2958
التاريخ: 18-1-2018 3575

قال ابن أبي الحديد : « وما أقول في رجل تعزى اليه كلّ فضيلة ، وتنتمي اليه كلّ فرقة ، وتتجاذبه كلّ طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها ، وأبو عذرها ، وسابق مضمارها ، ومجلّي حلبتها ، كلّ من بزغ فيها بعده فمنه أخذ ، وله اقتفى ، وعلى مثاله احتذى .

وإنّ أشرف العلوم - وهو العلم الإلهي - ، من كلامه ( عليه السّلام ) اقتبس وعنه نقل واليه انتهى ومنه ابتدأ . . . وعلم الفقه هو أصله وأساسه وكلّ فقيه في الإسلام فهو عيال عليه ومستفيد من فقهه . . . وعلم تفسير القرآن عنه اخذ ومنه فرّع . . وعلم الطريقة والحقيقة وأحوال التصوّف ( ؟ ! ) إنّ أرباب هذا الفنّ في جميع بلاد الإسلام اليه ينتهون ، وعنده يقفون . . . وعلم النحو والعربية قد علم الناس كافة أنّه هو الذي ابتدعه وأنشأه ، وأملى على أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأصوله . . . »

ثم قال : « وأمّا الفصاحة فهو ( عليه السّلام ) إمام الفصحاء وسيّد البلغاء ، وفي كلامه قيل : ( دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين ) ، ومنه تعلّم الناس الخطابة والكتابة . . فو اللّه ما سنّ الفصاحة لقريش غيره ، ويكفي هذا الكتاب الذي نحن شارحوه دلالة على أنّه لا يجارى في الفصاحة ولا يبارى في البلاغة . . . »

ثم قال : « وأمّا الزهد في الدنيا فهو سيّد الزهاد ، وبدل الأبدال ، وإليه تشدّ الرحال ، وعنده تنفض الأحلاس ، ما شبع من طعام قطّ ، وكان أخشن الناس مأكلا وملبسا » .

وأمّا العبادة فكان أعبد الناس وأكثرهم صلاة وصوما ، ومنه تعلّم الناس صلاة الليل وملازمة الأوراد وقيام النافلة ، وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نطع بين الصفّين ليلة الهرير[1] فيصلّي عليه ورده والسهام تقع بين يديه وتمرّ على صماخيه يمينا وشمالا ، فلا يرتاع لذلك ، ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته . . وأنت إذا تأمّلت دعواته ومناجاته ووقفت على ما فيها من تعظيم اللّه سبحانه وإجلاله وما يتضمّنه من الخضوع لهيبته والخشوع لعزّته والاستخذاء له ؛ عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص ، وفهمت من أيّ قلب خرجت ، وعلى أيّ لسان جرت . وقال عليّ بن الحسين وكان الغاية في العبادة : عبادتي عند عبادة جدّي كعبادة جدّي عند عبادة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) .

وأمّا قراءته القرآن واشتغاله به فهو المنظور اليه في هذا الباب ؛ اتّفق الكلّ على أنّه كان يحفظ القرآن على عهد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، ولم يكن غيره يحفظه ، ثمّ هو أوّل من جمعه . وإذا رجعت إلى كتب القراءات وجدت أئمّة القرّاء كلّهم يرجعون اليه .

وما أقول في رجل تحبّه أهل الذمّة على تكذيبهم بالنبوّة ، وتعظّمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملّة ، وتصوّر ملوك الإفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها ، حاملا سيفه ؟ وما أقول في رجل أحبّ كلّ واحد أن يتكثّر به ، وودّ كلّ أحد أن يتجمّل ويتحسّن بالانتساب إليه ؟

وما أقول في رجل سبق الناس إلى الهدى . . لم يسبقه أحد إلى التوحيد إلّا السابق لكلّ خير محمد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله )[2] ؟

 

[1] هي أشد ليلة مرّت على الجيشين في معركة صفّين ، راجع مروج الذهب : 2 / 389 .

[2] من مقدمة ابن أبي الحديد لشرح نهج البلاغة 1 / 16 - 30 تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.