أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2016
3645
التاريخ: 13-4-2022
2401
التاريخ: 5-5-2016
2958
التاريخ: 18-1-2018
3575
|
قال ابن أبي الحديد : « وما أقول في رجل تعزى اليه كلّ فضيلة ، وتنتمي اليه كلّ فرقة ، وتتجاذبه كلّ طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها ، وأبو عذرها ، وسابق مضمارها ، ومجلّي حلبتها ، كلّ من بزغ فيها بعده فمنه أخذ ، وله اقتفى ، وعلى مثاله احتذى .
وإنّ أشرف العلوم - وهو العلم الإلهي - ، من كلامه ( عليه السّلام ) اقتبس وعنه نقل واليه انتهى ومنه ابتدأ . . . وعلم الفقه هو أصله وأساسه وكلّ فقيه في الإسلام فهو عيال عليه ومستفيد من فقهه . . . وعلم تفسير القرآن عنه اخذ ومنه فرّع . . وعلم الطريقة والحقيقة وأحوال التصوّف ( ؟ ! ) إنّ أرباب هذا الفنّ في جميع بلاد الإسلام اليه ينتهون ، وعنده يقفون . . . وعلم النحو والعربية قد علم الناس كافة أنّه هو الذي ابتدعه وأنشأه ، وأملى على أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأصوله . . . »
ثم قال : « وأمّا الفصاحة فهو ( عليه السّلام ) إمام الفصحاء وسيّد البلغاء ، وفي كلامه قيل : ( دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين ) ، ومنه تعلّم الناس الخطابة والكتابة . . فو اللّه ما سنّ الفصاحة لقريش غيره ، ويكفي هذا الكتاب الذي نحن شارحوه دلالة على أنّه لا يجارى في الفصاحة ولا يبارى في البلاغة . . . »
ثم قال : « وأمّا الزهد في الدنيا فهو سيّد الزهاد ، وبدل الأبدال ، وإليه تشدّ الرحال ، وعنده تنفض الأحلاس ، ما شبع من طعام قطّ ، وكان أخشن الناس مأكلا وملبسا » .
وأمّا العبادة فكان أعبد الناس وأكثرهم صلاة وصوما ، ومنه تعلّم الناس صلاة الليل وملازمة الأوراد وقيام النافلة ، وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نطع بين الصفّين ليلة الهرير[1] فيصلّي عليه ورده والسهام تقع بين يديه وتمرّ على صماخيه يمينا وشمالا ، فلا يرتاع لذلك ، ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته . . وأنت إذا تأمّلت دعواته ومناجاته ووقفت على ما فيها من تعظيم اللّه سبحانه وإجلاله وما يتضمّنه من الخضوع لهيبته والخشوع لعزّته والاستخذاء له ؛ عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص ، وفهمت من أيّ قلب خرجت ، وعلى أيّ لسان جرت . وقال عليّ بن الحسين وكان الغاية في العبادة : عبادتي عند عبادة جدّي كعبادة جدّي عند عبادة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) .
وأمّا قراءته القرآن واشتغاله به فهو المنظور اليه في هذا الباب ؛ اتّفق الكلّ على أنّه كان يحفظ القرآن على عهد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، ولم يكن غيره يحفظه ، ثمّ هو أوّل من جمعه . وإذا رجعت إلى كتب القراءات وجدت أئمّة القرّاء كلّهم يرجعون اليه .
وما أقول في رجل تحبّه أهل الذمّة على تكذيبهم بالنبوّة ، وتعظّمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملّة ، وتصوّر ملوك الإفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها ، حاملا سيفه ؟ وما أقول في رجل أحبّ كلّ واحد أن يتكثّر به ، وودّ كلّ أحد أن يتجمّل ويتحسّن بالانتساب إليه ؟
وما أقول في رجل سبق الناس إلى الهدى . . لم يسبقه أحد إلى التوحيد إلّا السابق لكلّ خير محمد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله )[2] ؟
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|