المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التكاثف Condensation
19-3-2022
تاريخ الرأي العام
24-8-2022
Diffusion, Osmosis, and Active Transport
1-11-2016
طريقة التحليل الحراري الكالوريمتري (DSC Differential Scanning Calorimeter)
12-12-2017
الجزء والحزب
21-10-2014
مركبات الأتربة النادرة Rare-Earth compound
16-10-2016


وجه اعجاز القرآن الشريف  
  
970   03:57 مساءاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص 154-159
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / المعجزة /

قد وقع الخلاف بين العلماء في أن وجه إعجاز القرآن هل هو لأجل كونه في أعلى‌ مراتب الفصاحة و منتهى مرتبة البلاغة بحيث لا يمكن الوصول إليه و لا يتصور الإتيان بمثله ‌أو من جهة أن اللّه تعالى صرف قلوب الخلائق عن الإتيان بمثله و إن كان ممكنا، و بالثاني ‌قال السيد المرتضى عليه السّلام، والأكثر على الأول، و الحق أن إعجاز القرآن لوجوه عديدة نذكر جملة منها:

أولها: إنه مع كونه مركبا من الحروف الهجائية المفردة التي يقدر على تأليفها كل ‌أحد يعجز الخلق عن تركيب مثله بهذا التركيب العجيب و النمط الغريب، كما في تفسير العسكري عليه السّلام في الم قال عليه السّلام: معناه أن هذا الكتاب الذي أنزلته هو الحروف‌ المقطعة التي منها ألف لام ميم و هو بلغتكم و حروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم ‌صادقين.

ثانيها: من حيث امتيازه عن غيره مع اتحاد اللغة، فإن كل كلام و إن كان في منتهى‌ الفصاحة و غاية البلاغة إذا ما قيس بجواهر الآيات القرآنية وجدت له امتيازا تاما و فرقا واضحا يشعر به كل ذي شعور، ونقل أنه كان في الأيام السالفة كل من أنشأ كلاما أو شعرا في غاية الفصاحة و البلاغة علقه في الكعبة المعظمة للافتخار، والقصائد المعلقات السبع‌ مشهورة، فإذا أنشأ ما هو أبلغ منه رفعوا الأول و علقوا الثاني، فلما نزل قوله تعالى :

ثالثها: من جهة غرابة الأسلوب و اعجوبة النظم فإن من تتبع كتب الفصحاء و أشعار البلغاء و كلمات الحكماء لا يجدها شبيهة بهذا النظم العجيب و الاسلوب الغريب و الملاحة و الفصاحة، و يكفيك نسبة الكفار له إلى السحر لأخذه بمجامع القلوب.

رابعها: من حيث عدم الاختلاف فيه و لو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، فلا تجد فيه مع هذا الطول كلمة خالية من الفصاحة خارجة عن نظمه و أسلوبه، وأفصح الفصحاء إذا تكلم بكلام طويل تجد في كلامه أو أشعاره غاية الاختلاف في الجودة والرداءة، وأيضا لا اختلاف في معانيه و لا تناقض في مبانيه، ولو كان مجعولا مفتريا كما زعم الكفار لكثر فيه التناقض و التضاد فإن الكاذب لا حفظ له...

خامسها: من حيث اشتماله على كمال معرفة اللّه و ذاته و صفاته و أسمائه مما تحير فيه عقول الحكماء و المتكلمين و تذهل عنه ألباب الاشراقيين و المشائين في مدة مديدة من ‌الأعوام و السنين.

سادسها: من حيث اشتماله على الآداب الكريمة و الشرائع القويمة و الطريقة المستقيمة و نظام العباد و البلاد و المعاش و المعاد و رفع النزاع و الفساد في المعاملات‌ و المناكحات و المعاشرات والحدود و الأحكام و الحلال و الحرام، مما تتحير فيه عقول ‌الأنام و تذعن له أولو العقول و الافهام، ولو اجتمع جميع العقلاء و الحكماء و العرفاء وبذلوا كمال جهدهم و سعوا غاية سعيهم في بناء قاعدة لنظام العالم و العباد مثل ما ذكر لعجزوا.

سابعها: من حيث اشتماله على الإخبار بخفايا القصص الماضية و القرون الخالية مما لم يعلمه أحد إلا خواص احبارهم و رهبانهم الذين لم يكن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم معاشرا لأحد منهم كقصة أهل الكهف و شأن موسى و الخضر و قصة ذي القرنين و قصة يوسف و نحوها.

ثامنها: من حيث اشتماله على الإخبار بالضمائر و العيوب مما لا يطلع عليه إلا علام‌ الغيوب، كإخباره تعالى بأحوال الكفار و المنافقين و ما يضمرونه في قلوبهم و يخفونه في‌ نفوسهم و كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يخبرهم بذلك فيعتذرون.

تاسعها: من حيث اشتماله على الإخبار بالأمور المستقبلة و الأحوال الآتية كما هي ‌كقوله تعالى في اليهود: { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} [آل عمران: 112] . فلم يحكم منهم سلطان في جميع‌ الأطراف، وكالإخبار بعدم الاتيان بمثل القرآن كقوله تعالى: {لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } [الإسراء: 88]. وكالإخبار بعدم تمني اليهود الموت في‌ قوله تعالى:{ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا} [الجمعة: 6،7 ]و كالإخبار بعدم إيمان أبي لهب (لعه) و جماعة، وبدخول مكة للعمرة و الرجوع إليها، وبعصمة الرسول من شر الناس بقوله: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة: 67].وبغلبة الروم و نحو ذلك.

عاشرها: من حيث اشتماله على الحكم القويمة و المواعظ المستقيمة كقوله ‌تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا * وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا * وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا * إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا * وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا * وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا * وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا * وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا * وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا * وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا * ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} [الإسراء:26- 39].

و كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].

حادي عشرها: من حيث خواص سوره و آياته و كلماته، فإن فيها شفاء للأرواح‌ والأجسام و دفعا للوسواس و التسويلات و الاسقام و استعانة على الشيطان و دفعا لشر العدوان تلاوة و كتابة و حملا و تعليقا كما هو مذكور في مظانه.

ثاني عشرها: من حيث انه لا يخلق على طول الأزمان و لا يمل منه بل كلما تلوته ‌و نظرته وجدته طريا، وهذه الخاصية لا توجد في غيره و لنذكر جملة من الآيات و الروايات‌ الدالة على فضله، قال اللّه تعالى: {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [يونس: 57] وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [المائدة: 15، 16] . وقال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [النحل: 89]. و الآيات في ذلك كثيرة.

و في تفسير العياشي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: أتاني جبرائيل فقال يا محمد ستكون في‌ أمتك فتنة. قلت فما المخرج منها. فقال: كتاب اللّه فيه بيان ما قبلكم من خير و خبر ما بعدكم و حكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل من وليه من جبار فعمل بغيره قصمه اللّه، و من التمس الهدى في غيره أضله اللّه، وهو حبل اللّه المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، لا تزيغه الأهوية و لا تلبسه الألسنة، ولا يخلق على الرد و لا تنقضي‌ عجائبه و لا يشبع منه العلماء، هو الذي لم تلبث الجن إذا سمعته أن قالوا: { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [الجن: 1، 2] الحديث. و في رواية أخرى قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: القرآن هدى من الضلالة، و تبيان من العمى و استقالة من العثر، و نور من الظلمة، وضياء من الإحداث، و عصمة من الهلكة، ورشد من الغواية، وبيان من الفتن، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة، وفيه كمال دينكم و ما عدل أحد من القرآن‌ إلا إلى النار.

و في نهج البلاغة قال أمير المؤمنين عليه السّلام في خطبة له: ثم أنزل عليه الكتاب نور الا تطفى مصابيحه، وسراجا لا يخبو توقده، وبحرا لا يدرك قعره، و منهاجا لا يضل نهجه، و شعاعا لا يظلم نوره، و فرقانا لا يخمد برهانه، وبنيانا لا تهدم أركانه، و شفاء لا تخشى ‌أسقامه، وعزا لا يهزم أنصاره، وحقا لا يخذل أعوانه، فهو معدن الإيمان و بحبوحته، وينابيع العلم و بحوره، ورياض العدل و غدرانه، وأثافي الإسلام و تبيانه، و أودية الحق ‌وغيطانه، وبحر لا ينزفه المستنزفون، وعيون لا ينضبها الماتحون، ومناهل لا يغيضها الواردون، ومنازل لا يضل نهجها المسافرون، وأعلام لا يعمى عنها السائرون، وآكام لا يجوز عنها القاصدون، جعله اللّه تعالى ريا لعطش العلماء، و ربيعا مسرعا لقلوب الفقهاء، ومحاجا لطرق الصلحاء، ودواء ليس بعده دواء، ونورا ليس معه ظلمة، وحبلا وثيقا عروته، ومعقلا منيعا ذروته، وعزا لمن تولاه، وسلما لمن دخله، وهدى لمن ائتم به، وعذرا لمن انتحله، وبرهانا لمن تكلم به، وشاهدا لمن خاصم به، وفلجا لمن حاج به، وحاملا لمن حمله، ومطية لمن أعمله، وآية لمن توسم، وجنة لمن استلأم، وعلما لمن ‌وعى، وحديثا لمن روى، وحكما لمن قضى. وفي خطبة الانسية الحوراء فاطمة الزهراء عليها السّلام: كتاب اللّه الناطق، والقرآن‌ الصادق، و النور الساطع، والضياء اللامع، بينة بصائره، منكشفة سرائره، متجلية ظواهره، مغتبط به أشياعه، قائد إلى الرضوان اتباعه، مؤد إلى النجاة استماعه، به تنال ‌حجج اللّه المنورة، وعزائمه المفسرة، ومحارمه المحددة، وبيناته الجالية، وبراهينه‌ الكافية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة، إلى أن ‌قالت عليها السّلام: و كتاب اللّه بين أظهركم أموره ظاهرة، و أحكامه زاهرة، و اعلامه باهرة، و زواجره لائحة، و أموره واضحة. لقد أجاد القائل إن من معجزات نبينا الظاهرة المتكررة و بيناته الباهرة المتجددة أوصياؤه المعصومون و عترته الطاهرون و ظهورهم واحدا بعد واحد من ذريته في كل حين‌ إلى يوم الدين، فإن كلاّ منهم عليهم السّلام حجة قائمة على صدقه و آية بينة على حقيته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‌ كما يظهر من التتبع لأحوالهم و ملاحظة آثارهم و الاطلاع على فضائلهم و مناقبهم، و الآيات ‌الصادرة منهم و الكرامات الظاهرة على أيديهم بسبب متابعتهم إياه و اقتدائهم بهداه و هداه، لأن بهم تقضى حوائج العباد، و ببركتهم يدفع اللّه أنواع البلاء عن البلاد، و بدعائهم تنزل‌ الرحمة و بوجودهم تصرف النقمة، إلى غير ذلك من بركات خيراتهم، فكما ان القرآن‌ معجزة لنبينا عليه السّلام باقية إلى يوم الدين يظهر منه صدقه و حقيته شيئا فشيئا و يوما فيوما لمن ‌تأمله من أولي النهى، فكذلك كلّ من عترته المعصومين معجزة له باقية النوع إلى يوم الدين ‌دالة على حقيّته لمن عرفهم بالولاية و الحجية من الشيعة أولي الألباب، و لهذا قال عليه السّلام: إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي لن يفترقا حتى يردا على الحوض.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.