أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-12-2017
2863
التاريخ: 4-5-2016
3032
التاريخ: 5-5-2016
3007
التاريخ: 29-4-2016
5758
|
لقد زهد عليّ في الدنيا وتقشّف ، وكان صادقا في زهده كما كان صادقا في كلّ ما نتج عن يمينه أو بدر من قلبه ولسانه ، زهد في لذّة الدنيا وسبب الدولة وعلّة السلطان وكلّ ما يطمح لبلوغه الآخرون ، ويرون أنّه مرتكز وجودهم ، فإذا هو يسكن مع أولاده في بيت متواضع تأوي اليه الخلافة لا الملك ، وإذا هو يأكل الشعير تطحنه امرأته بيديها فيما كان عمّاله يعيشون على أطايب الشام وخيرات مصر ونعيم العراق ، وكثيرا ما كان يأبى على زوجته أن تطحن له ، فيطحن لنفسه وهو أمير المؤمنين ، ويأكل من الخبز اليابس الذي يكسره على ركبته ، وكان إذا أرعده البرد واشتدّ عليه الصقيع لا يتّخذ له عدّة من دثار يقيه أذى البرد ، بل يكتفي بما رقّ من لباس الصيف إغراقا منه في صوفيّة الروح .
روى هارون بن عنترة عن أبيه ، قال : دخلت على عليّ بالخورنق ، وكان فصل شتاء ، وعليه خلق قطيفة هو يرعد فيه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! إن اللّه قد جعل لك ولأهلك في هذا المال نصيبا وأنت تفعل ذلك بنفسك ؟ فقال : « واللّه ما أرزؤكم شيئا ، وما هي إلّا قطيفتي التي أخرجتها من المدينة »[1].
وأتى أحدهم عليّا بطعام نفيس حلو يقال له : الفالوذج ، فلم يأكله عليّ ونظر اليه يقول : « واللّه إنّك لطيّب الريح حسن اللون طيّب الطعم ، ولكن أكره أن اعوّد نفسي ما لم تعتد »[2].
ولعمري إنّ زهد عليّ هذا ليس إلّا معنى ومزاجا من معاني فروسيّته ومزاجها وإن بدا للبعض أنّهما مختلفان .
وقد حملت هذه السيرة الطيّبة عمر بن عبد العزيز - أحد خلفاء الأسرة الأموية التي تكره عليّا وتختلق له السيّئات وتسبّه على المنابر - على أن يقول : أزهد الناس في الدنيا عليّ بن أبي طالب[3].
والمشهور أنّ عليّا أبى أن يسكن قصر الإمارة الذي كان معدّا له بالكوفة ، لئلّا يرفع سكنه عن سكن أولئك الفقراء الكثيرين الذين يقيمون في خصاصهم البائسة ، ومن كلامه هذا القول الذي انبثق عن أسلوبه في العيش انبثاقا : « أأقنع من نفسي بأن يقال هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر ؟ ! »[4]
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|