المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

بحر المقتضب
24-03-2015
​أقسام الجاموس في العراق
26-4-2016
سنن الاسلام في تربية الاولاد
26-1-2016
بيولوجيا تكاثر سمكة البلطي النيلي
31-7-2016
سقوط دولة سبأ
2023-12-13
اعمل مع مرشدين
17-5-2022


زهد علي ( عليه السّلام )  
  
2042   05:40 مساءً   التاريخ: 12-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص31-32
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

لقد زهد عليّ في الدنيا وتقشّف ، وكان صادقا في زهده كما كان صادقا في كلّ ما نتج عن يمينه أو بدر من قلبه ولسانه ، زهد في لذّة الدنيا وسبب الدولة وعلّة السلطان وكلّ ما يطمح لبلوغه الآخرون ، ويرون أنّه مرتكز وجودهم ، فإذا هو يسكن مع أولاده في بيت متواضع تأوي اليه الخلافة لا الملك ، وإذا هو يأكل الشعير تطحنه امرأته بيديها فيما كان عمّاله يعيشون على أطايب الشام وخيرات مصر ونعيم العراق ، وكثيرا ما كان يأبى على زوجته أن تطحن له ، فيطحن لنفسه وهو أمير المؤمنين ، ويأكل من الخبز اليابس الذي يكسره على ركبته ، وكان إذا أرعده البرد واشتدّ عليه الصقيع لا يتّخذ له عدّة من دثار يقيه أذى البرد ، بل يكتفي بما رقّ من لباس الصيف إغراقا منه في صوفيّة الروح .

روى هارون بن عنترة عن أبيه ، قال : دخلت على عليّ بالخورنق ، وكان فصل شتاء ، وعليه خلق قطيفة هو يرعد فيه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! إن اللّه قد جعل لك ولأهلك في هذا المال نصيبا وأنت تفعل ذلك بنفسك ؟ فقال : « واللّه ما أرزؤكم شيئا ، وما هي إلّا قطيفتي التي أخرجتها من المدينة »[1].

وأتى أحدهم عليّا بطعام نفيس حلو يقال له : الفالوذج ، فلم يأكله عليّ ونظر اليه يقول : « واللّه إنّك لطيّب الريح حسن اللون طيّب الطعم ، ولكن أكره أن اعوّد نفسي ما لم تعتد »[2].

ولعمري إنّ زهد عليّ هذا ليس إلّا معنى ومزاجا من معاني فروسيّته ومزاجها وإن بدا للبعض أنّهما مختلفان .

وقد حملت هذه السيرة الطيّبة عمر بن عبد العزيز - أحد خلفاء الأسرة الأموية التي تكره عليّا وتختلق له السيّئات وتسبّه على المنابر - على أن يقول : أزهد الناس في الدنيا عليّ بن أبي طالب[3].

والمشهور أنّ عليّا أبى أن يسكن قصر الإمارة الذي كان معدّا له بالكوفة ، لئلّا يرفع سكنه عن سكن أولئك الفقراء الكثيرين الذين يقيمون في خصاصهم البائسة ، ومن كلامه هذا القول الذي انبثق عن أسلوبه في العيش انبثاقا : « أأقنع من نفسي بأن يقال هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر ؟ ! »[4]

 


[1] بحار الأنوار : 40 / 334 ط الوفاء .

[2] المصدر السابق : 40 / 327 .

[3] المصدر السابق : 40 / 331 باب 98 ذ ح 13 ط الوفاء .

[4] نهج البلاغة طبعة صبحي الصالح : 418 الكتاب 45 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.