أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-08
3380
التاريخ: 2-4-2017
3137
التاريخ: 28-6-2017
3009
التاريخ: 14-11-2017
3170
|
التعبئة العامّة لغزو الروم[1]:
أبدى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) اهتماما كبيرا للحدود الشمالية للدولة الإسلامية حيث تتواجد دولة الروم المنظمة وصاحبة الجيش القوي . ولم تكن دولة فارس ذات أثر مقلق على الدولة الإسلامية لأنّ علامات الانهيار كانت قد بدت عليها ، كما أنها لم تكن تملك عقيدة روحية تدافع عنها كالمسيحية لدى الروم ، فهي التي كانت تشكّل خطرا على الكيان الإسلامي الفتيّ ، خاصة وأن بعض عناصر الشغب والنفاق قد أجليت عن الدولة الإسلامية فذهبت إلى الشام ولحق بها آخرون ، وكان وجود نصارى نجران عاملا سياسيا يدفع الروم لنصرتهم .
ومع ذلك فإنّ كل هذه الأمور لم تكن عوامل آنيّة تستدعي الاهتمام الكبير الذي ظهر واضحا من إعداد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لجيش كبير ضمّ وجوه كبار الصحابة ما خلا عليا وبعض المخلصين معه فقد أراد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يخلو الجو السياسي من أمور قد تعيق عمليّة انتقال السلطة إلى علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) للقيام بمهام الخلافة من بعده ، بعد أن لمس النبيّ تحسّسا وانزعاجا من بعض الأطراف بعد تأكيده المستمر على مرجعيّة عليّ ( عليه السّلام ) وصلاحيّته لإتمام مسيرة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وخصوصا بعد بيعة الغدير ، فأراد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يخلو الظرف من التوتر السياسي في المدينة ليتم استلام علي ( عليه السّلام ) لزمام الدولة من بعده دون صدام وشجار ؛ ولهذا عقد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لواء وسلّمه إلى أسامة بن زيد - القائد الشاب الذي نصبه الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) في إشارة بليغة إلى أهمية الكفاءة في القيادة - وجعل تحت إمرته شيوخ الأنصار والمهاجرين ، وقال له : « سر إلى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد ولّيتك هذا الجيش فاغز صباحا على أهل ابني » .
ولكنّ روح التمرد والطمع في السلطان وقلّة الانضباط دفعت بعض العناصر إلى عدم التسليم التام لأمر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ولعلّها كانت عارفة بالأهداف التي قصدها النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ومن هنا حاولت أن تؤخّر حركة الجيش المجتمع في معسكر « الجرف » . وبلغ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ذلك فغضب وخرج - وهو ملتحف قطيفة ، وقد عصّب جبهته بعصابة من ألم الحمّى التي أصابته - إلى المسجد فصعد المنبر ثم حمد اللّه وأثنى عليه وقال : أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري اسامة ، ولئن طعنتم في إمارتي أباه من قبله وأيم اللّه إن كان للإمارة لخليقا وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إليّ وإنّهما لمخيلان لكل خير[2] ، واستوصوا به خيرا فإنه من خياركم »[3].
واشتدت الحمى برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ولم يغفله ثقل المرض عن الاهتمام الكبير لخروج الجيش فكان يقول : « أنفذوا جيش اسامة »[4] لكل من كان يعوده من أصحابه ويزيد إصرارا بقوله : « جهّزوا جيش اسامة لعن اللّه من تخلف عنه »[5]. وأوصل بعض المسلمين أنباء تدهور صحة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى معسكر المسلمين في الجرف فرجع اسامة ليعود النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فحثّه النبيّ على المضيّ نحو هدفه الذي رسمه له وقال له : « اغد على بركة اللّه » .
فعاد اسامة مسرعا إلى جيشه يحثه على الرحيل والتوجه للقيام بالمهمة المخوّلة إليه ولكن المتقاعسين وذوي الأطماع في الخلافة تمكّنوا من عرقلة مسيرة الجيش زاعمين أنّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) يحتضر ، بالرغم من تأكيد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بالتعجيل في المسير وعدم التردّد في المهمّة التي جعلها على عاتق جيش اسامة .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|