المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28

انـظمة معلومات إدارة الإنتاج
5-5-2021
شجرة الإستركنين Strychnos nutr-WOmnica
16-8-2021
Bituminous Tack Coat
25-1-2023
مساوئ الصفات والأعمال
22-8-2016
ذبذبة مرونية elastic vibration
4-11-2018
علامات فعل الاغتصاب واللواط
10-4-2016


التعبئة العامّة لغزو الروم  
  
2470   05:16 مساءً   التاريخ: 7-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص203-204
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

التعبئة العامّة لغزو الروم[1]:

أبدى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) اهتماما كبيرا للحدود الشمالية للدولة الإسلامية حيث تتواجد دولة الروم المنظمة وصاحبة الجيش القوي . ولم تكن دولة فارس ذات أثر مقلق على الدولة الإسلامية لأنّ علامات الانهيار كانت قد بدت عليها ، كما أنها لم تكن تملك عقيدة روحية تدافع عنها كالمسيحية لدى الروم ، فهي التي كانت تشكّل خطرا على الكيان الإسلامي الفتيّ ، خاصة وأن بعض عناصر الشغب والنفاق قد أجليت عن الدولة الإسلامية فذهبت إلى الشام ولحق بها آخرون ، وكان وجود نصارى نجران عاملا سياسيا يدفع الروم لنصرتهم .

ومع ذلك فإنّ كل هذه الأمور لم تكن عوامل آنيّة تستدعي الاهتمام الكبير الذي ظهر واضحا من إعداد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لجيش كبير ضمّ وجوه كبار الصحابة ما خلا عليا وبعض المخلصين معه فقد أراد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يخلو الجو السياسي من أمور قد تعيق عمليّة انتقال السلطة إلى علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) للقيام بمهام الخلافة من بعده ، بعد أن لمس النبيّ تحسّسا وانزعاجا من بعض الأطراف بعد تأكيده المستمر على مرجعيّة عليّ ( عليه السّلام ) وصلاحيّته لإتمام مسيرة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وخصوصا بعد بيعة الغدير ، فأراد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يخلو الظرف من التوتر السياسي في المدينة ليتم استلام علي ( عليه السّلام ) لزمام الدولة من بعده دون صدام وشجار ؛ ولهذا عقد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لواء وسلّمه إلى أسامة بن زيد - القائد الشاب الذي نصبه الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) في إشارة بليغة إلى أهمية الكفاءة في القيادة - وجعل تحت إمرته شيوخ الأنصار والمهاجرين ، وقال له : « سر إلى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد ولّيتك هذا الجيش فاغز صباحا على أهل ابني » .

ولكنّ روح التمرد والطمع في السلطان وقلّة الانضباط دفعت بعض العناصر إلى عدم التسليم التام لأمر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ولعلّها كانت عارفة بالأهداف التي قصدها النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ومن هنا حاولت أن تؤخّر حركة الجيش المجتمع في معسكر « الجرف » . وبلغ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ذلك فغضب وخرج - وهو ملتحف قطيفة ، وقد عصّب جبهته بعصابة من ألم الحمّى التي أصابته - إلى المسجد فصعد المنبر ثم حمد اللّه وأثنى عليه وقال : أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري اسامة ، ولئن طعنتم في إمارتي أباه من قبله وأيم اللّه إن كان للإمارة لخليقا وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إليّ وإنّهما لمخيلان لكل خير[2] ، واستوصوا به خيرا فإنه من خياركم »[3].

واشتدت الحمى برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ولم يغفله ثقل المرض عن الاهتمام الكبير لخروج الجيش فكان يقول : « أنفذوا جيش اسامة »[4] لكل من كان يعوده من أصحابه ويزيد إصرارا بقوله : « جهّزوا جيش اسامة لعن اللّه من تخلف عنه »[5]. وأوصل بعض المسلمين أنباء تدهور صحة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى معسكر المسلمين في الجرف فرجع اسامة ليعود النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فحثّه النبيّ على المضيّ نحو هدفه الذي رسمه له وقال له : « اغد على بركة اللّه » .

فعاد اسامة مسرعا إلى جيشه يحثه على الرحيل والتوجه للقيام بالمهمة المخوّلة إليه ولكن المتقاعسين وذوي الأطماع في الخلافة تمكّنوا من عرقلة مسيرة الجيش زاعمين أنّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) يحتضر ، بالرغم من تأكيد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بالتعجيل في المسير وعدم التردّد في المهمّة التي جعلها على عاتق جيش اسامة .

 

[1] عقد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) اللواء لأسامة في صفر عام ( 11 هـ ) .

[2] بمعنى أنهما ممن يتفرّس فيهما كل خير . والخوليّ : هو الراعي الحسن القيام على المال .

[3] الطبقات الكبرى : 2 / 190 ، ط دار الفكر .

[4] المصدر السابق .

[5] الملل والنحل : 1 / 23 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.