أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2022
1729
التاريخ:
3337
التاريخ: 28-5-2017
3802
التاريخ: 7-6-2017
3545
|
تعيين الوصي[1]:
أتمّ المسلمون حجّهم الأكبر وهم يحتفّون بالنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وقد أخذوا مناسكهم عنه ، وقرّر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يعود إلى المدينة ، ولما بلغ موكب الحجيج العظيم إلى منطقة « رابغ » قرب « غدير خم » وقبل أن يتفرّق الحجيج ويرجعوا إلى بلدانهم من هذه المنطقة نزل الوحي الإلهي بآية التبليغ الآمرة والمحذّرة : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67].
لقد حمل هذا الخطاب الإلهي أمرا مهما جدّا فأي تبليغ مهم هذا قد طلب من الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) انجازه ولم يكن قد أنجزه إلى ذلك الحين ؟ وقد أمضى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ما يقارب ثلاثة وعشرين عاما يبلّغ آيات اللّه وأحكامه ويدعو الناس إلى دين اللّه ! وقد نال ما نال من عظيم المحن والبلاء والجهد ، كي يقال له : « فما بلغت رسالته » .
وهنا أصدر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أوامره بأن تقف القوافل حتى يلحق آخرها بأولها في يوم قائظ يضطر المرء فيه أن يلفّ رأسه وقدميه من شدة حرّ الرمضاء ليتلو عليهم أمر السماء ويتمم تبليغ الرسالة الخاتمة . إنها الحكمة الإلهية أن يتم التبليغ في هذا المكان وفي هذا الظرف كي يبقى عالقا في وجدان الأمة ، حيّا في ذاكرتها على مرّ الزمن حفاظا على الرسالة والأمة الاسلامية .
وجمعت الرحال وصنع منها منبر صعد عليه النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد أن صلّى في جموع المسلمين فحمد اللّه واثنى عليه وقال بصوت رفيع يسمعه كل من حضر :
« أيها الناس يوشك أن ادعى فأجيب وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك بلّغت ونصحت وجاهدت فجزاك اللّه خيرا . قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : ألستم تشهدون أن لا إله إلّا اللّه وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللّه يبعث من في القبور ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : اللهم أشهد . ثم قال : ( صلّى اللّه عليه واله ) فإني فرطكم على الحوض وأنتم واردون عليّ الحوض وإنّ عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين .
فنادى مناد وما الثقلان يا رسول اللّه ؟ قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : الثقل الأكبر كتاب اللّه طرف بيد اللّه عز وجل وطرف بأيديكم فتمسّكوا به لا تضلوا . والآخر الأصغر عترتي . وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فسألت ذلك لهما ربّي فلا تقدّموهما فتهلكوا ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا .
ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب حتى رؤي بياض أبطيهما وعرفه الناس أجمعون . فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : اللّه ورسوله أعلم قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : إن اللّه مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليّ مولاه - يقولها ثلاث مرات - .
ثم قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحقّ معه حيث دار ، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب » .
ثم لم يتفرّقوا حتّى نزل أمين وحي اللّه بقوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بعدي » .
ثم أمر ( صلّى اللّه عليه واله ) أن تنصب خيمة لعلي ( عليه السّلام ) وأن يدخل عليه المسلمون فوجا فوجا ليسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ففعل الناس كلهم ذلك وأمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين ممن معه أن يفعلن ذلك .
وكان في مقدمة المهنّئين أبو بكر وعمر بن الخطاب ، كل يقول : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة [2].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|