المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

الصيانة المستمرة
18-9-2018
(Minimum Inhibitory Concentration ( MIC
5-3-2019
ظهور المعجزات على المنصوبين من الخاصة والسفراء والأبواب
1-07-2015
يجب إقامة الصلاة في المدرسة
12-12-2017
Far Eastern Blot وصمة استرن غير المباشرة
19-4-2018
ماهية محاسبة النفس
23-12-2021


نتائج غزوة بدر الكبرى  
  
1650   05:16 مساءً   التاريخ: 30-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص134-136
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2017 3181
التاريخ: 5-11-2015 3641
التاريخ: 17-5-2017 3373
التاريخ: 4-5-2017 3413

خلّفت معركة بدر نتائج عظيمة فقد فرّ المشركون نحو مكة والخيبة والذل يحيطان بهم من كل جانب تاركين خلفهم سبعين قتيلا وسبعين أسيرا وغنائم كثيرة . . . وبدت بين صفوف المسلمين المنتصرين بوادر اختلاف حول كيفية تقسيم الغنائم فأمر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بجمعها حتى يرى فيها رأيه ، ونزل الأمر الإلهي في سورة الأنفال بتقسيم الغنائم وتشريع أحكام الخمس ، فأعطى رسول اللّه لكل فرد مقاتل حصته على قدم المساواة مع غيره[1].

وبشأن الأسرى أعلن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أنّ من علّم من الأسرى عشرة من صبيان المسلمين القراءة والكتابة فذلك فداؤه مظهرا بذلك سماحة العقيدة الإسلامية وحثّها على التعلم وبناء الإنسان المتحضّر . وأما الباقي من الأسرى فجعل فداء كل واحد منهم أربعة آلاف درهم ، وشمل هذا القرار أبا العاص زوج زينب بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) من دون تمييز له عن غيره من المشركين .

وحين أرسلت زينب قلادتها لفداء زوجها بكى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لرؤية القلادة متذكرا زوجته خديجة فالتفت ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى المسلمين قائلا : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردّوا عليها مالها فافعلوا [2]. وما أيسر هذا الطلب لنبي الرحمة من المسلمين . وأسرع أبو العاص إلى مكة ليرسل زينب إلى المدينة كما وعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وسرت بشائر النصر والفتح المبين نحو المدينة فأوجفت قلوب اليهود والمنافقين خيفة ورعبا وسعوا لتكذيب الخبر في حين انتشى المسلمون فرحا وسرورا وخرجوا لاستقبال النبي القائد المنتصر .

وحلّت الكارثة بأهل مكة وخيّم الحزن على أجوائها وصعق المشركون من هول الصدمة وعمّت الأحزان بيوتات مكة وأطرافها .

وتضمّنت آيات الذكر الحكيم نصوصا صريحة عن هذه المعركة المصيرية وهي تذكر تفاصيل الأحداث وتظهر الإمداد الإلهي للأمة المسلمة المخلصة لربها في سبيل نشر رسالته[3]  .

وقد استبسل علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) للدفاع في هذه الغزوة الكبرى حين قتل الوليد بن عتبة وأعان عمّه حمزة وعبيدة بن الحارث على قتل شيبة وعتبة منازلا لهما . وقد عدّ الشيخ المفيد ستة وثلاثين نفرا ممن قتلهم علي ( عليه السّلام ) يوم بدر سوى من اشترك في قتله[4]  ، وقال ابن إسحاق : أكثر قتلى المشركين يوم بدر كان لعليّ [5] .

وألجأت هذه الهزيمة قريشا إلى تحويل مسير تجارتها من الشام إلى العراق بعد أن أصبح للمسلمين كيان قوي ، له آثاره على تركيبة مجتمع الجزيرة حيث بدت تظهر بالتدريج وبدأت قريش تفقد هيبتها بين القبائل في الوقت الذي أخذت تشتد أواصر المسلمين فيما بينهم وبين الرسول القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) .

 


[1] المغازي : 1 / 104 ، السيرة النبوية : 1 / 642 .

[2] السيرة النبوية : 1 / 652 ، البحار : 19 / 348 .

[3]  الأنفال ( 8 ) : 9 ، 11 ، 12 ، 42 ، 44 ، وآل عمران ( 3 ) : 13 و 123 و 127 .

[4] الارشاد : 39 - 40 .

[5] المناقب : 3 / 120 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.