المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Biosynthesis of Steroids
25-12-2019
إعادة الهيكلة Restructuring و متطلبات الإفصاح وفق معيار المخصصات والأصول والإلتزامات المحتملة
2023-11-17
مصائد الشيطان
16/10/2022
Golden Methods الطرق الذهبية
1-7-2018
Production of Methanol
13-8-2017
Maximum Modulus Principle
21-9-2018


طبيعة الهجرة الى المدينة ومقتضياتها  
  
2653   02:07 مساءً   التاريخ: 17-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 251.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015 3642
التاريخ: 11-5-2017 3181
التاريخ: 28-6-2017 3014
التاريخ: 30-3-2022 1715

هاجر رسول الله (صلى الله عليه واله) من مكة الى المدينة غرّة ربيع الاول من السنة الثالثة عشرة من المبعث، وفي تلك الليلة بات امير المؤمنين (عليه السلام) على فراش النبي (صلى الله عليه واله)، كما اشرنا الى ذلك آنفاً. وكان علي (عليه السلام) « يجهز النبي (صلى الله عليه واله) حين كان بالغار، ويأتيه بالطعام [بعد ان] استأجر له ثلاث رواحل، له (صلى الله عليه واله) ولابي بكر ودليلهم عبد الله بن أرقط، وخلّفه النبي (صلى الله عليه واله)... وأمره أن يؤدي عنه امانته ووصايا من كان يوصي اليه، وما كان يؤتمن عليه من مال [فانما كان يسمّىالامين]، فأدى امانته كلّها... وأمر النبي (صلى الله عليه واله) علياً (عليه السلام) ان يلحقه بالمدينة، فخرج علي (عليه السلام) في طلبه بعد ما أخرج اليه فكان يمشي من الليل، ويكمن بالنهار حتى قدم المدينة. فلما بلغ النبي (صلى الله عليه واله) قدومه قال: ادعوا لي علياً، فقالوا: انه لا يقدر ان يمشي فأتاه النبي (صلى الله عليه واله) فلما رآه النبي (صلى الله عليه واله) اعتنقه وبكى رحمة له مما رأى بقدميه من الورم وكانتا تقطران دماً...» . ثم « دعا له بالعافية ومسح رجليه فلم يشتكهما بعد ذلك».

و«روى الثعلبي في تفسيره قال: لما اراد النبي الهجرة خلّف علياً لقضاء ديونه وردّ الودايع التي كانت عنده». وعلّق السيد ابن طاووس في طرائفه: «ثم العجب انه ما كفاه ذلك كله حتى يقيم ثلاثة ايام بمكة بعد النبي (صلى الله عليه واله) يردّ الودائع، ويقضي الديون ويجهّز عياله ويسدّ مسده، ويحمل حرمه الى المدينة بقلب راسخ ورأي شامخ»، وهاجر (عليه السلام) الى يثرب وله ثلاث وعشرون سنة، وللنبي (صلى الله عليه واله) ثلاث وخمسون، ولفاطمة (عليه السلام) ثمان سنين.

واول ما نزل النبي (صلى الله عليه واله) حين هاجر من مكة الى المدينة في قباء. واول مسجد بُني في الاسلام وهو مسجد قباء يبعد عن المدينة، بالحساب المتري، ثلاث كيلو مترات ونصف. وبقي رسول الله (صلى الله عليه واله) في قبا مدة عشرين ليلة ينتظر قدوم امير المؤمنين (عليه السلام). ومدة بقائه في قبا كان (صلى الله عليه واله) يصلي قصراً.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.