المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



موانع على طريق الزواج / الاستمرار بالدراسة  
  
1984   08:41 صباحاً   التاريخ: 6-4-2022
المؤلف : الشيخ حسين قازان
الكتاب أو المصدر : إستعد للزواج
الجزء والصفحة : ص51ــ55
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-9-2018 3105
التاريخ: 20-6-2017 4152
التاريخ: 24-11-2020 2035
التاريخ: 23-12-2018 2187

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:

"اكتسبوا العلم يكسبكم الحياة"(1).

إحدى صفات الإنسان المؤمن طلبه للعلم وبحثه عن المعرفة، لأنه أصل كل خير، ومنتهى كل منزلة رفيعة كما جاء عن أهل البيت عليهم السلام.

العلم يعطي المرء الحياة فهو مصباح العقل ونور القلب، ولا غنى للإنسان عن المعرفة والعلم كما قال أمير المؤمنين عليه السلام لصاحبه كميل بن زياد:

"يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة"(2).

ولعله يمكن لنا ان نفهم من هنا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله:

"طلب العلم فريضة على كل مسلم ألا إن الله يحب بغاة العلم"(3).

الله جعل العلم فريضة وواجباً لشرافته وعلو منزلته، ولذلك كان طالب العلم حبيب الله تعالى..

بعض الشباب من أخوة وأخوات ولشدة حبهم للعلم، وتعلقهم بهذا المطلب المقدس، وأهميته في حياتهم (وهو أمر ممدوح). ينظرون إلى الزواج على أنه عائق ومانع يحول بينهم وبين الوصول إلى مبتغاهم في العلم والدراسة. فيتصور معظمهم بأن الزواج يقيد حريتهم، ويلقي عليهم المسؤولية من تأمين نفقات ومصاريف المنزل والزوجة و... ومن أين يأتي بالنفقة إذا كان طالباً ما زال يأخذ مصروفه من أهله، ولما يدخل سلك العمل بعد؟!

أما الفتاة فترى الزواج سجناً، وعليها أن تتحمل مسؤولية البيت، وترعى زوجها و.. مما لا يترك لها فرصة للدراسة.

وهكذا يترك الشباب والفتيات الزواج ويعرضون عنه، ولكن هل أن حاجتهم الجنسية تكون قد خمدت وانطفأت، أم أنها ما زالت تمارس ضغوطها المختلفة على صاحبها؟ !

هل يمكن لهؤلاء أن يتجاهلوا أنفسهم التي تطلب الطرف الآخر وترغب في الارتباط به؟!

كلا، فإن العديد منهم سيعانون من فقدان التوازن النفسي والمعنوي، والكثير منهم يلوث نفسه بشتى أنواع القذارات كمشاهدة الأفلام الغير اخلاقيه، أو إقامة علاقات غيرشرعية يكون غطاؤها الأول الصداقة.. وعادة ما يقع أحدهم في المعصية من خلال نظرة حرام، أو كلمة حرام أو، وإذا كانت الفتاة أو الشاب في مجتمع وبيئة محافظة لا تسمح لهما باقتراف المعاصي، فعادة ما تجدهما في حالة كآبة شديدة وعدم قدرة على التركيز بشدة وقوة حيث أن حياتهم تفتقد للتوازن والاستقرار...

إذاً فلا يمكن أن نتجاهل هذه الضغوط والآفات ونؤجل الزواج، خصوصاً إذا نظرنا إلى أكثر مدارسنا وجامعاتتا التي يتأجج فيها الفساد الأخلاقي وتسعر فيها نار عصيان الله تعالى، وإذا لم يعصم الطالب أو الطالبة نفسه عن الوقوع في الحرام فإن إكمال الدراسة يصير حراماً عليه في هذه الأماكن. هنا يقف كل من الشاب والفتاة حائرين، فطلب العلم ضروري وله أولوية، وترك الزواج فيه مضار كثيرة يمكن أن يدفع بهما إلى الوقوع في الحرام وبالتالي يصير الزواج واجباً فماذا يختاران العلم أم الزواج؟!

ليس الزواج والعلم أمرين لا يجتمعان بل العكس، فإن الاستقرار والتوازن النفسي الذي يحصل عليه المتزوج عادة ما يجعله اكثر قوة ونشاطاً من العازب، أما مصاريف الزواج وتكاليفه فقد عالجنا هذا الأمر في ما مر.

فالزواج لا يمنع من طلب العلم إنما بقاء الشاب أو الفتاة دون زواج عادة ما يدفعهما إلى أحد أمرين: إما ترك الدراسة بسبب التشتت الفكري والقلق، أو الوقوع في المعاصي والذنوب. فالكثير من الشباب عادة ما ينحرفون عن الطريق الصحيح، وقلة من يحافظون على دينهم والتزامهم في هذه الأجواء والظروف الضاغطة.

وهناك عدة أمور تكون مساعدة أكثر في عملية زواج الشباب والاستمرار بالدراسة في نفس الوقت من أهمها :

1ـ الابتعاد عن التكاليف الباهظة والمصاريف غير الضرورية وقد مر الحديث عنها.

2ـ اختيار الشريك المناسب والصالح لكي يكون مساعداً وحافزاً يدفع بالطرف الآخر إلى طلب العلم والاستمرار به ولا يكون عائقاً أمامه، وسوف يأتي الكلام عن أهم صفات الشريك الصالح وهذا يكون عاملاً مساعداً وقوياً على نجاح الاختيار.

3ـ عدم الزواج مباشرة والانتقال إلى المنزل العائلي الجديد، إنما يمكن ولفترة لا بأس بها أن يعقد الشاب قرانه على الفتاة، وبذلك يتجنب كلاهما الانشغال بالحياة الزوجية اكثر في البداية.

4ـ تنظيم الوقت والتنسيق الدقيق بين المنزل والدراسة وجعلهما مكملين لبعضهما البعض، و إعطاء كل منهما حجمه ودوره الطبيعي.

5ـ عدم الغوص في الانشغالات التفصيلية والغير ضرورية في الحياة الزوجية، كالاقتصار على الزيارات المهمة والعلاقات الأساسية الواجبة في فترة الدراسة.

ويمكن أن يقرر الزوجان بحال انتقلا إلى منزلهما عدم انجاب الأولاد في البداية المهم أن الزوجين بيدهما تحديد حياتهما، وكيفيتها وتوجيهها نحو ما يريدان.

_______________________________

(1) ميزان الحكمة - الباب 367.

(2) المصدر نفسه. الحديث 3421.

(3) المصدر نفسه - الباب 368




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.