المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

أسلوب التربية
10/9/2022
النشاط الاقتصادي في اوربا - قطع الاخشاب
1-11-2016
ذكر سلوقية وأكتزيفون.
2023-07-24
العقدة
12-10-2017
آلة التذرية Winnowing machine
8-8-2022
الامراض الطفيلية التي تصيب اسماك البلطي وتقليل مخاطرها وعلاجها
2-8-2016


عصمة النبي  
  
1291   10:31 صباحاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ جمال الدين احمد بن علي الكفعمي
الكتاب أو المصدر : معارج الافهام الى علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 107
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / العصمة /

العصمة لطف يفعله الله بالمكلف بحيث يمتنع منه وقوع المعصية لانتفاء داعيه, ووجود صارفه مع قدرته عليها, لأنه لو لا القدرة لما استحق مدحاً ولا ثواباً لكونه مجبوراً, لكنه يستحق المدح والثواب إجماعاً فيكون قادراً.

وقال بعضهم: العصمة ملكة نفسانية تمنع المتصف بها من الفجور مع قدرته عليه(1), والعفة تتوقف على العلم بمناقب الطاعات ومثالب المعاصي. فهم معصومون من جميع المعاصي عمداً وسهواً وخطاءاً  وتأويلاً, كبيراً وصغيراً, من أول العمر إلى آخره, وخلاف من خالف(2) ضعيف لا اعتداد به.

لنا: أنه لولا ذلك لزم نقض الغرض, واللازم كالملزوم في البطلان. وبيان الملازمة فلأنه بتقدير وقوع المعصية جاز أمر الناس بما فيه مفسدتهم ونهيهم عما فيه مصلحتهم, وهو يستلزم الفساد, وهو قبيح على الحكيم, وبطلان اللازم تقدم لأن مناقضة الغرض سفه وهو محال. ولأنه لو كان جائز الخطأ فلنفرضه واقعاً, فإما أن يجب الإنكار عليه فيسقط محله من القلوب أو لا فيسقط وجوب النهي عن المنكر, وكلاهما محال, ولجاز أن لا يؤدي بعض ما اُمر به بل يجوز إخفاء الرسالة, لكن اللازم كالملزوم في البطلان, والملازمة ظاهرة.

ويجب أن يكون عليه السلام موصوفاً بصفات منها: كمال العقل, والذكاء, والفطنة, وقوة الرأي, وأن يكون أفضل أهل زمانه في كل ما يعد من الكمالات لقبح تقديم المفضول على الفاضل عقلاً-وهو ظاهر- ونقلاً قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس: 35] ويجب أن يكون منزهاً عن الجهل والجبن والحقد والحسد والفضاضة والغلظة والبخل والحرص والسهو والنسيان والجذام والبرص, وما شابه ذلك من العيوب البدنية, ولا يكون في آبائه دناءة ولا عاهراً ولا مجنوناً ولا فاعلاً للمباحات التي ينفر منها عرفاً, ولا حائكاً ولا زبالاً, لأن جميع هذه الأمور تمنع من الانقياد, والمقصود خلافه.

________________

(1) انظر كشف المراد في طبعة (تحقيق الآملي): 472 وفي طبعة (تحقيق السبحاني): 157, تهج الحق: 158, إرشاد الطالبين: 301, بحار الأنوار 17: 109 و 64: 250.

(2) مثل الفضيلية من الخوارج القائلين بجواز خروج الذنب من النبي كما في موسوعة الفرق الإسلامية: 408, وحكى الفاضل المقداد في اللوامع الإلهية : 244 عن الحشوية أنهم قالوا بجواز إقدام الأنبياء عليهم السلام على الكبيرة والصفيرة ولو عمداً, سواء قبل النبوة أو بعدها.

 

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.