لا يعد أسلوب التساؤل وجهاً لوجه أكثر الأساليب ملائمة أو فاعلية من حيث التوزيع الجغرافي المتناثر للأعداد الكبيرة من السكان مما يتطلب مجهوداً كبيراً وتكلفة مادية كبيرة. وعلى سبيل المثال فإذا قمت بتحديد عينة عشوائية قوامها 2000 مفردة من البالغين في جزيرة نيوزلاندا لعمل مسح حول عدد قراء الصحف حتما، فمن الأفضل التواصل معهم من خلال إرسال استمارة استبيان عبر البريد أو إجراء حوار معهم بالتليفون أو استخدام النت بدلا من الذهاب إليهم، حيث أن هذه الجزيرة تنقسم إلى جزئيين شمالي وجنوبي، ومن الصعب الالتقاء بسكانها القاطنين في أماكن متفرقة منها.

وتعد المقابلات وجها لوجه هي أكثر أنواع المقابلات وضوحاً حيث تقوم على قواعد لوضع الأسئلة وتسجيل الإجابات، ولا تستغرق وقتاً طويلاً بالرغم من احتوائها على عدة موضوعات، وفي المقابل يفضل إجراء المقابلات الحرة عند تهيئة البيئة المناسبة لها واختيار الوقت المناسب والكافي لها لتوضيح وجهات النظر، لذا لا يمكن إجراؤها في مناطق التسوق بعد ظهر يوم الإجازة الأسبوعية.

أما المقابلات المتعمقة فقد تتطلب ترتيباً خاصاً، يبرز خلالها أهم المسائل اللوجستية مثل تلك التي تتم في المقابلات الفردية غير المنتظمة، لكنها لا تتم هنا بشكل فردي لأنها تحتاج مكاناً ووقتاً مناسبين لجميع المشاركين بحيث تسمح لهم بالأريحية والاسترخاء، وكل ذلك يحتاج تخطيطا بشكل موسع.