المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تهذيب الروح
15-4-2016
مسالك الطريق إلى تهذيب الأخلاق
4-6-2022
الحرارة والعمارة
2023-05-28
اختبار PCR
6-6-2017
طلوع الشمس من مغربها
2023-08-14
آداب السير / التواضع في المشي.
2023-04-03


غزوة بدر الكبرى  
  
1557   05:15 مساءً   التاريخ: 30-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج1، ص131-134
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014 4013
التاريخ: 2-4-2022 1670
التاريخ: 28-5-2017 3131
التاريخ: 11-12-2014 3459

بنزول الأمر الإلهي بالقتال انتقلت الرسالة الإسلامية إلى مرحلة جديدة من الصراع مع قوى الشرك والضلالة ، وتحركت في نفوس المهاجرين الرغبة الجادة لاسترداد حقوقهم المسلوبة من قبل والتي استلبتها قريش منهم لا لشيء إلّا لأنهم آمنوا باللّه وحده .

ورصد النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) قافلة قريش التي فاتته في طريق ذهابها إلى الشام في غزوة ذات العشيرة وخرج في عدّة خفيفة وعدد قليل يرتجي ملاقاة قافلة ضمّت أسهما تجارية ضخمة لأغلب المكيين . ولم تكن حركة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) سرّية فقد بلغ خبرها إلى مكة وإلى أبي سفيان قائد القافلة فتحوّل في مسيره إلى اتجاه آخر حيث لا يدركه المسلمون . . . وخرجت قريش فزعة تطلب مالها تلهبها مشاعر الحقد والحسد للمسلمين ، على أن عددا من كبارها نظر إلى الأمر بتدبّر ورويّة وآثر عدم الخروج لملاقاة المسلمين وخصوصا بعد أن ورد خبر نجاة أبي سفيان بالقافلة التجاريّة .

خرجت قريش بعدد يناهز الألف في عدّة ثقيلة يدفعها تجبّرها ، والاغترار بمنزلتها بين العرب ومع جموع أخرى هبّت لنصرتها مصرّة على لقاء المسلمين أو لتثبت أنها لا تخذل كي لا يتعرض لها المسلمون ثانية ، فقريش ما ذلّت مذ عزّت ، كما أعرب عن ذلك بعض أصحاب الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) حين أراد مواجهة قريش لأوّل مرة[1].

نزلت قريش وصفّت صفوفها للقتال على مقربة من ( ماء بدر ) حيث سبقهم المسلمون في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا وهيّأ اللّه لرسوله ( صلّى اللّه عليه واله ) وللمسلمين مقدمات النصر وأسبابه فسهّل لهم الوصول إلى موقع القتال وألقى عليهم الأمن والاطمئنان ووعدهم بالنصر على أعدائهم وإظهار دين الحق[2].

وبالرغم من أن المسلمين لم يتوقعوا خروج قريش لملاقاتهم ولكن بعد أن فاتتهم القافلة وتحول الهدف إلى القتال أراد النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يختبر نوايا المهاجرين والأنصار فوقف وقال : « أشيروا عليّ أيها الناس » .

فقام بعض المهاجرين وتكلّم بكلام يدل على الخوف والجبن عن مواجهة العدو ثم قام المقداد بن عمرو فقال : يا رسول اللّه إمض لأمر اللّه فنحن معك ، واللّه لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيها : « فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون » ، ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا إنا معكما مقاتلون والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد [3] لسرنا معك .

فقال له رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) خيرا . ثم كرر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قوله : أشيروا عليّ أيها الناس ، يريد بذلك أن يسمع رأي الأنصار إذ كانوا قد بايعوه على الدفاع والذبّ عنه بالنفس والنفيس في العقبة قبل الهجرة .

فقام سعد بن معاذ فقال : أنا أجيب عن الأنصار ، كأنك يا رسول اللّه تريدنا ؟

قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : أجل . قال : إنّا قد آمنا بك وصدقّناك وشهدنا أن كل ما جئت به حق .

وأعطيناك مواثيقنا وعهودنا على السمع والطاعة ، فامض يا نبي اللّه ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت هذا البحر فخضته لخضناه معك ما بقي منا رجل ، وما نكره أن يلقانا عدونا غدا ؛ إنا لصبّر عند الحرب ، صدق عند اللقاء ، لعلّ اللّه يريك منّا ما تقرّ به عينك .

عندها قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « سيروا على بركة اللّه فإن اللّه قد وعدني إحدى الطائفتين واللّه لكأني أنظر إلى مصارع القوم »[4].

وفي كل موقف كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يدعو ويسأل اللّه النصر بعد أن تهيّأ المسلمون للحرب وقاموا بالإعدادات اللازمة بدءا باختيار الموقع المناسب وإعداد الماء واتّخاذ التحوّطات لملاقاة العدو ، والنبي القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) كان دائما هو الطاقة المتدفقة التي تبعث في نفوسهم الصبر والجلد ، والاطمئنان كما كان يثير الحماس فيهم ويخبرهم بالمدد الإلهي[5].

واحتفّ المسلمون حول النبي وهم يظهرون أروع صور الاستعداد للتضحية من أجل العقيدة ويفكّرون في خطة بديلة لودارت الحرب على غير ما يحبون فأعدّوا عريشا كمقرّ لقيادة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ليشرف من خلاله على المعركة .

وخرجت سرية الاستطلاع لمعرفة أحوال قريش وعادوا بالأخبار الّلازمة للنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فقدّر عددهم ما بين ( 950 - 1000 ) مقاتل[6]  .

وقف رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يصفّ المسلمين صفوفا وأعطى رايته الكبرى لعلي ابن أبي طالب ( عليه السّلام ) وأرسل إلى قريش طالبا منها أن ترجع ، فهو يكره قتالها ، فدبّ الخلاف بين صفوف المشركين بين راغب في السلم ومصرّ على العدوان [7] .

وأمر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) أن لا يبدأ المسلمون القتال ، ووقف يدعو اللّه قائلا :

« اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد بعد اليوم » .

وكما هو المعتاد في كل الحروب القديمة برز من المشركين عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد يطلبون نظراء لهم من قريش ليبارزوهم . فقال النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لعبيدة بن الحارث وحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب : « يا بني هاشم قوموا فقاتلوا بحقكم الذي بعث به نبيكم إذ جاؤوا بباطلهم ليطفئوا نور اللّه »[8]  .

فقتل من برز من قريش والتحم الجيشان ورسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يبعث الحماس في نفوس المسلمين . ثم أخذ النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كفا من الحصى ورمى بها على قريش وقال : شاهت الوجوه ، فلم يبق منهم أحد إلّا اشتغل بفرك عينيه [9] فكانت هزيمة قريش ووقف رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) على قليب بدر بعد طرح جثث المشركين فيه ، وناداهم بأسمائهم وقال : هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا . فقال المسلمون : يا رسول اللّه أتنادي قوما قد ماتوا ؟ فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : إنهم ليسمعون كما تسمعون ولكن منعوا من الجواب [10] .

 

[1] راجع المغازي للواقدي : 1 / 48 ، السيرة الحلبية : 2 / 160 ، وبحار الأنوار : 19 / 217 .

[2] الأنفال ( 8 ) : 7 - 16 .

[3] برك الغماد : موضع وراء مكة مما يلي البحر .

[4] المغازي : 1 / 48 - 49 .

[5] الأنفال ( 8 ) : 65 .

[6] راجع المغازي : 1 / 50 .

[7] المغازي : 1 / 61 ، بحار الأنوار : 19 / 252 .

[8] المغازي : 1 / 68 .

[9] إعلام الورى : 1 / 169 ، السيرة النبوية : 1 / 628 .

[10] إعلام الورى : 1 / 171 ، السيرة النبوية : 1 / 638 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.