أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2017
2765
التاريخ: 11-12-2014
3641
التاريخ: 11-5-2017
3089
التاريخ: 4-5-2017
3197
|
خرجت هند زوجته - زوجة عمرو بن الجموح - وهي بنت عمرو بن حزام، عمة جابر بن عبد الله الأنصاري الى احد وحملت أجسادهم على بعير وتوجهت بها نحو المدينة، بمنتهى الجلادة، ورباطة الجأشى.
وعند ما فشى في المدينة أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قتل باحد خرجت النسوة، يتأكّدن من هذا النبأ، فالتقت هند ببعض نساء النبيّ (صلى الله عليه واله) ـ وهي عائدة من احد ـ فسألنهنّ عن النبيّ (صلى الله عليه واله) فقالت : خيرا، أمّا رسول الله فصالح، وكلّ مصيبة بعده جلل، واتخذ الله من المؤمنين شهداء، وقرأت قول الله تعالى : {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا} [الأحزاب: 25] .. !!
فسألوا : من هؤلاء؟
قالت : أخي، وابني خلاّد، وزوجي عمرو بن الجموح!!
فقلن لها : فأين تذهبين بهم؟
قالت : إلى المدينة اقبرهم بها.. ثم زجرت بعيرها تحثه على السير قائلة : حل.. حل في نبرة صامدة.
ومرة اخرى يظهر في هذه الصفحة الناصعة من تاريخ الاسلام نموذج حيّ آخر من مشاهد الثبات والصمود، والاستقامة، وتجاوز المصائب، وتحمّل الآلام والشدائد في سبيل الهدف المقدّس، وكلّ ذلك من فعل الايمان، ونتائجه.
إن المذاهب المادية لا ولن تستطيع تربية أمثال هذه النسوة والرجال المتفانين في سبيل العقيدة، بمثل هذا التفاني العظيم.
على أن هؤلاء لم يقاتلوا من أجل المآرب المادية، وانما قاتلوا من أجل الهدف، وهو إعلاء كلمة الدين واقامة صرح التوحيد، ومحو الوثنية والشرك.
هذا وفي بقية هذه القصة ما هو أعجب من اولها، وهو أمر، لا يمكن أن يدرك بالمقاييس المادية، والأسس التي ينطلق منها أصحاب الاتجاه المادي في تحليل القضايا التاريخية. وانما يهضمها ـ فقط ـ من يؤمن بعالم آخر وراء العالم الماديّ الصرف، ويصدّق بتأثيره في هذا العالم، وبالتالي لا يقبل بها إلاّ من يصدّق بقضية الإعجاز والمعجزة، ويذعن لها ويعترف بصحتها من غير تلكّؤ وابطاء.
وإليك هذه البقية :
لمّا زجرت هند بعيرها لتدخل به المدينة برك البعير في مكانه.
فقالت النسوة التي كنّ هناك : لعلّه برك لما عليه.
فقالت هند : ما ذاك به، لربما حمل ما يحمل البعيران، ولكنّي أراه لغير ذلك. فزجرته ثانية، فقام، فلما وجّهت به إلى المدينة برك، فوجهته راجعة الى احد فاسرع.
فرجعت إلى النبيّ (صلى الله عليه واله) فأخبرته بذلك، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : فانّ الجمل مأمور. هل قال ( يعني : عمرو بن الجموح ) شيئا؟
قالت : إنّ عمرا لمّا وجّه إلى احد استقبل القبلة، وقال : اللهم لا تردّني إلى أهلي خزيا، وارزقني الشهادة!!
قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : فلذلك الجمل لا يمضي. إنّ منكم يا معشر الأنصار من لو أقسم على الله لابرّه، منهم عمرو بن الجموح، يا هند ما زالت الملائكة مظلة على أخيك من لدن قتل إلى الساعة ينظرون أين يدفن ، ثم مكث رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى قبرهم، ثم قال : يا هند قد ترافقوا في الجنة جميعا، عمرو بن الجموح، وابنك خلاّد، وأخوك عبد الله.
قالت هند : يا رسول الله فادع لي عسى أن يجعلني معهم.
ثمّ إنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) دخل بيته فلما أبصرت به بنته العزيزة فاطمة ورأت ما أصابه من الجراح ذرفت عيناها بالدموع، فأعطى رسول الله سيفه لابنته ( الزهراء ) حتى تغسله.
وقال الأربلي المؤرخ الشيعي المعروف الذي كان يعيش في القرن السابع الهجري : كان علي يجيء بالماء في ترسه، وفاطمة تغسل الدم وأخذ حصيرا فاحرقه وحشى به جرحه.
وفي الامتاع لما رأت فاطمة الدم لا يرقأ ـ وهي تغسله وعلي يصب الماء عليها بالمجنّ ـ أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ثم الصقته بالجرح فاستمسك الدم ويقال : داوته بصوفة محترقة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|