المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02

تحلل الجزئي البروتيني بالماء  : Hydrolysis
3-4-2016
زيد بن الحسن (عليه السلام)
4-4-2016
Demethylated Methionine
15-1-2018
بين الدين وأهل الدين
26-09-2014
Scientific Abduction
2024-10-03
John Henry Coates
25-3-2018


شهرة سرقسطة وبرجة ومالقة وأشبونة  
  
2206   01:39 صباحاً   التاريخ: 26-3-2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص: 150-152
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /

 

شهرة سرقسطة وبرجة ومالقة وأشبونة

وذكر غير واحد (1) أن في كورة سرقسطة الملح الأندارني الأبيض الصافي الأملس الخالص، وليس في الأندلس موضع فيه مثل هذا الملح.

قال: وسرقسطة بناها قيصر ملك رومة الذي تؤرخ من مدته مدة الصفر قبل مولد المسيح على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء (2) الصلاة والسلام، وتفسير اسمها قصر السيد، لأنه اختار ذلك المكان بالأندلس.

وقيل: إن موسى بن نصير شرب من ماء نهر جلق بسرقسطة فاستعذبه، وحكم أنه لم يشرب بالأندلس أعذب منه، وسأل عن اسمه، فقيل: جلق، ونظر إلى ما عليه من البساتين فشبهها بغوطة جلق الشام، وقيل: إنها من بناء الاسكندر، والله أعلم.

وبمدينة برجة (3) - وهي من أعمال المرية - معدن الرصاص، وهي على واد مبهج ويعرف بوادي عذراء، وهو محدق بالأزهار والأشجار، وتسمى

(150)

برجة: " بهجة " لبهجة منظرها، وفيها يقول أبو الفضل بن شرف القيرواني، رحمه الله تعالى (4) :

رياض تعشقها سندس ... توشت معاطفها بالزهر

مدامعها فوق خدي ربى ... لها نضرة فتنت من نظر

وكل مكان بها جنة ... وكل طريق إليها سقر وفيها أيضا قوله:

حط الرحال ببرجه ... وارتد لنفسك بهجه

في قلعة كسلاح ... ودوحة مثل لجه

فحصنها لك أمن ... وروضها لك فرجه

كل البلاد سواها ... كعمرة وهي حجه وبمالقة التين الذي يضرب المثل بحسنه، ويجلب حتى للهند والصين، وقيل: إنه ليس في الدنيا مثله، وفيه يقول أبو الحجاج يوسف ابن الشيخ البلوي المالقي حسبما أنشده غير واحد منهم ابن سعيد (5) :

مالقة حييت يا تينها ... الفلك من أجلك ياتينها

نهى طبيبي عنه في علتي ... ما لطبيبي عن حياتي نهى وذيل عليه الإمام الخطيب أبو محمد عبد الوهاب المنشي بقوله:

وحمص لا تنس لها تينها ... واذكر مع التين زياتينها

 (151)

وفي بعض النسخ:

لا تنس لاشبيلية تينها (6) ... واذكر مع التين زياتينها وهو نحو الأول، لأن حمص هي إشبيلية، لنزول أهل حمص من المشرق بها، حسبما سنذكره.

ونسب ابن جزي في ترتيبه لرحلة ابن بطوطة البيتين الأولين للخطيب أبي محمد عبد الوهاب المالقي، والتذييل لقاضي الجماعة أبي عبد الله بن عبد الملك، فالله أعلم.

وقال ابن بطوطة (7) : وبمالقة يصنع الفخار المذهب العجيب، ويجلب منها إلى أقاصي البلاد، ومسجدها كبير الساحة، شهير البركة (8) ، وصحنه لا نظير له في الحسن، وفيه أشجار النارنج البديعة، انتهى.

وقال قبله (9) : إن مالقة إحدى قواعد الأندلس، وبلادها الحسان، جامعة بين مرافق البر والبحر، كثيرة الخيرات والفواكه، رأيت العنب يباع في أسواقها بحساب ثمانية أرطال بدرهم صغير، ورمانها المرسي الياقوتي لا نظير له في الدنيا، وأما التين واللوز فيجلبان منها ومن أحوازها إلى بلاد المشرق والمغرب، انتهى.

وبكورة أشبونة المتصلة بشنترين معدن التبر، وفيها عسل يجعل في كيس كتان فلا يكون له رطوبة كأنه سكر، ويوجد في ريفها العنبر الذي لا يشبهه إلا الشحري.

(152)

 

__________

 (1) انظر مثلا المنتقى من فرحة الأنفس: 288، والروض: 97.

(2) وعلى... الأنبياء: سقطت من ق ط ج.

(3) برجة: (Berja) تقع غربي المرية على مقربة من ساحل البحر.

(4) أبو الفضل جعفر بن شرف هو ابن الشاعر القيرواني أبي عبد الله ابن شرف المهاجر إلى الأندلس، وقد ولد في برجة وقيل بل دخل به أبوه الأندلس صغيرا، (ترجمته في الذخيرة 3: 276 والقلائد: 252 والصلة: 131 والمغرب 2: 230).

(5) في الروض: 179 أن الطلبة خرجوا للقاء أبي محمد عد الله بن سليمان بن حوط الله الأنصاري لما ولي القضاء بمالقة، فأنشدهم هذين البيتين، وانظر رحلة ابن بطوطة: 669 حيث نسبهما للخطيب أبي محمد عبد الوهاب بن علي المالقي، أما ابن عبد الملك فهو مؤلف الذيل والتكملة.

(6) ق ج ط: ولا تنس تين إشبيلية.

(7) الرحلة: 670.

(8) ك: كثير البركة شهيرها.

(9) الرحلة: 669.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.